«تنصيب» ترامب: تزايد عدد المقاطعين... ومخاوف أمنية

• الرئيس المنتخب: الحفل سيكون أكبر من المتوقع
• 900 ألف شخص سيشاركون بينهم مجموعات احتجاج

نشر في 16-01-2017
آخر تحديث 16-01-2017 | 00:06
جنود يتدربون استعداداً ليوم التنصيب أمام دمى لترامب ونائبه وزوجتيهما في الكابيتول هيل أمس (رويترز)
جنود يتدربون استعداداً ليوم التنصيب أمام دمى لترامب ونائبه وزوجتيهما في الكابيتول هيل أمس (رويترز)
مع اقتراب موعد حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة المقبل، تزايد عدد النواب الديمقراطيين المقاطعين للحفل، خصوصا بعد السجال بين ترامب ورمز حركة الدفاع عن الحقوق المدنية النائب جون لويس. ويأتي ذلك وسط مخاوف أمنية تحيط بالحفل الذي سيشارك فيه نحو 900 ألف شخص.

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس، في تغريدة له إن حفل تنصيبه المقرر في 20 يناير سيكون "أكبر من المتوقع"، إلا أن العديد من الديمقراطيين والجمهوريين البارزين الذين عارضوه سيقاطعون الحفل.

وبعد السجال بين ترامب والنائب الديمقراطي عن ولاية جورجيا جون لويس أحد رموز حركة الدفاع عن الحقوق المدنية، أعلن 17 نائبا ديمقراطيا مقاطعتهم الحفل.

وكان لويس قال انه لن يحضر الحفل رافضا الاعتراف بشرعية ترامب، الذي شن أعنف هجوم عليه في "تويتر"، ودعاه الى التركيز على مشاكل ولايته.

وأول المقاطعين هو نائب ولاية ايلينوي لويس غوتيريز الذي قال إنه سيشارك في تظاهرة نسائية معارضة لترامب في 21 يناير بالعاصمة.

وأعلن أقدم نائب في مجلس النواب ومؤسس كتلة النواب السود جون كونيرز عدم مشاركته. أما كاثرين كلارك من ولاية ماساشوستس، فقد آثرت عدم الحضور لأنها اعتبرت ذلك "قبولا بتصرفات ترامب".

إضافة إلى ذلك، سيتغيب كل من غاريد هوفمان الذي فضل معارضة ترامب بتهذيب من ولاية كاليفورنيا، وزميلته باربرا لي "المحبطة من الانقسام" الذي أحدثه ترامب ومارك ديسانير ومارك تاكنو وتيد لوي وجودي تشو. ومن ولايات أخرى راؤول غيريلفا عن اريزونا وأيقونة الحركة المدنية جون لويس من جورجيا، لاسي كلاي من ميزوري وإيرل بلومانير وكورت شريدر من أوريغون. ومن نيويورك مدينة ترامب يتخلف عن الحضور خوسيه سيرانو ونيديا فيلاسكيز وايفنت كلارك.

جمهورياً، لن يحضر طوني فراتو الذي عمل في إدارة جورج بوش السابقة، وكاتيا باكر مؤسسة جماعة "لا لترامب".

انسحاب فنانين

كما أعلن مغني الأوبرا الشهير اندريا بوتشيلي الانسحاب من الحفل بعد تلقيه تهديدات بالقتل. وتأتي هذه الأنباء بعدما أعلنت نجمة برودواي جينفير هوليداي، أمس الأول، انسحابها من المشاركة بعد تعرضها لانتقادات وتلقيها تهديدات.

وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أمس، أنه تردد بصورة كبيرة أن سبب انسحاب بوتشيلي من الحفل المقرر الجمعة المقبلة هو إعلان معجبيه أنهم سوف يقاطعون حفلاته ويمتنعون عن شراء تسجيلاته الغنائية.

ولكن مصدر مقرب من بوتشيلي قال إن المغني الأوبرالي كان عازماً على الاستمرار في مشاركته، ولكنه انسحب مؤخرا بناء على نصيحة فريقه الأمني بعد تلقيه تهديدات.

وكان عدد من المغنيين قد رفضوا المشاركة في حفل التنصيب ومنهم التون جون وسيلين ديون.

تاريخ حافل بالاغتيالات السياسية

شهدت الولايات المتحدة على مدى التاريخ العديد من الاغتيالات السياسية، بدأت مع اغتيال الرئيس إبراهام لينكولن (عام 1865)، والرئيس جيمس أي غارفيلد (1881)، والرئيس وليام ماكينلي (1901)، والرئيس جون إف كيندي (1963)، والناشط الأسود مالكوم إكس (1965)، وزعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ (1968).

إضافة إلى ذلك كان هناك العديد من محاولات الاغتيال المعروفة الفاشلة التي وقعت خلال العقود القليلة الماضية، والتي كان من أهمها محاولة اغتيال الرئيس جيرالد فورد (1975) على يد امرأة تدعى سارة جاين مور، ومحاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان (1981).

تهديدات أمنية

في سياق متصل، استنفرت الأجهزة الأمنية الأميركية قبيل حفل تنصيب ترامب، الجمعة، في واشنطن، ويتوقع أن يتجمع نحو مليون شخص ووسط مخاوف من هجمات بأساليب مختلفة بدءا بالذئاب المنفردة وانتهاء بشاحنات الدهس مرورا حتى بطائرات بدون طيار مزودة بسلاح.

وقال وزير الأمن القومي الاميركي جيه جونسون لصحافيين تجمعوا في منشأة أمنية غرب البلاد حيث ستنسق نحو خمسين وكالة أميركية فيما بينها لتأمين الحدث ان "المناخ الإرهابي الدولي مختلف كثيرا عن العام 2013" عندما تم تنصيب الرئيس باراك أوباما لولاية رئاسية ثانية، رغم أنه لا علم لنا بتهديد محدد ومؤكد يهدد حفل تنصيب ترامب.

ويحذر مسؤولون أميركيون من أنه فيما تبقى واشنطن متيقظة حيال هجمات تخطط لها جماعات متطرفة كتنظيم داعش أو القاعدة، أظهرت الأعوام الماضية أن البلاد أكثر عرضة لهجمات يخطط لها وينفذها أفرادا داخل الولايات المتحدة، وإن كانت مستوحاة، ولكن ليست مدارة من قبل جهاديين في الخارج وهو ما يطلق عليه "الذئاب المنفردة".

واعتبر جونسون أنه "علينا الانشغال بالتطرف على أراضينا الذي يولد في الولايات المتحدة وبتصرفات الاشخاص الذين يميلون إلى التطرف".

وقال إنه سيتم نشر نحو 28 ألف عنصر امني لتأمين الحفل الذي توقع ان يشارك فيه ما بين 700 و900 الف شخص، بما في ذلك 99 مجموعة احتجاجية مختلفة.

إجراءات أمنية

وسيبدأ الحفل بوضع إكليل من الزهور في مقبرة أرلينغتون الوطنية يتبعه أداء اليمين، ومن ثم مسيرة التنصيب وعدة حفلات راقصة قبل الانتهاء بأداء الصلاة في اليوم التالي في الكاتدرائية الوطنية.

وستكون الكثير من مراسم الاحتفال عرضة للخطر، وخاصة حفل أداء اليمين الذي يحضره الرئيسان الجديد والمنتهية ولايته، إضافة إلى رؤساء سابقين ومعظم كبار مسؤولي الحكومة والكونغرس في الجهة الغربية لمبنى الكابيتول.

ورغم أنهم سيكونون محميين بصفائح من الزجاج المضاد للرصاص وبقناصة على أسطح المباني، إضافة إلى أدوات للكشف عن المواد المشعة والكيميائية والبيولوجية موضوعة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، إلا أن مستوى الخطر يبقى مرتفعا.

وستختبر المسيرة التقليدية التي تنطلق من مبنى الكابيتول إلى البيت الأبيض القدرات الامنية في البلاد.

وأوضح جونسون أن المنطقة التي يقام فيها حفل تنصيب ترامب ستكون مغلقة بشكل معزز أكثر مما كان الوضع عليه قبل أربع سنوات بعد اعتداءات بشاحنات دهست حشودا في كل من باريس وألمانيا العام الماضي ونفذها مهاجمون تونسيون.

وتحسبا لهجمات مشابهة، ستكون منطقة الحفل "محمية بشكل اكبر بشاحنات وعوائق اسمنتية لمنع عبور الاليات غير المرخص لها بالدخول".

وسيغلق عناصر الأمن منطقة تبلغ مساحتها نحو سبعة كيلومترات مربعة وسط واشنطن لن يسمح إلا للمشاة بدخولها. وسيخضع حتى هؤلاء لتفتيش دقيق بدون ان يسمح لهم بحمل أكثر من هواتفهم الخلوية، وكاميرات، ومحفظات.

ولن يسمح إلا بحمل حقائب اليد الصغيرة في حين ستمنع حقائب الظهر.

وتأتي هذه الخطوة بعدما فجر شقيقان من اصول شيشانية قنبلتين يدويتي الصنع خبئتا في حقائب ظهر قاما بوضعها قرب خط الوصول لماراثون بوسطن عام 2013، مما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرح العشرات.

back to top