بدأت الأحزاب الإسلامية الجزائرية رص صفوفها سواء بالاندماج أو التحالف قبل الانتخابات التشريعية المقررة في أبريل، على أمل استرجاع موقع سياسي استمر في التراجع خلال الأعوام الماضية.

ويشهد التيار الإسلامي بالجزائر تفككاً جزأه الى عدة تشكيلات غير قادرة على فرض أفكارها في النقاش السياسي واضعفتها الصراعات الداخلية.

Ad

وخلال الانتخابات التشريعية الأخيرة في 2012، كان الإسلاميون ينتظرون فوزا كبيرا كما حدث في دول ما سمي «الربيع العربي»، الا أنهم تعرضوا لأكبر هزيمة لهم منذ اول انتخابات تعددية في 1990.

ويأمل الإسلاميون أن يحسنوا نتائجهم بمناسبة الانتخابات التشريعية المقررة في أبريل والتي تجري في ظروف اقتصادية صعبة جراء تراجع مداخيل البلاد بسبب انهيار أسعار النفط.

وفي ديسمبر المنصرم، أعلنت ثلاثة احزاب اسلامية «تحالفا استراتيجيا» استعدادا للانتخابات كمرحلة أولى قبل الاندماج التام في نهاية السنة.

ويتعلق الامر بـ»حركة البناء» و»جبهة العدالة والتنمية» التي يرأسها عبدالله جاب الله، و»حركة النهضة» التي أسسها الاخير في سنوات 1990 قبل أن ينفصل عنها بسبب صراعات الزعامة.

من جانب آخر، أعلنت «حركة التغيير» اندماجها مع «حركة مجتمع السلم»، علما ان أغلب قيادات «التغيير» من كوادر «مجتمع السلم» وقد انفصلوا عنها سابقا.

ورأى عبدالله جاب الله إن «الوحدة اصبحت حتمية»، موضحاً أن التقارب بين حزبه والأحزاب الاخرى أعمق من مجرد اتفاقات انتخابية.

وقال: «سنلتقي حركة مجتمع السلم قريبا لدراسة ما يمكن القيام به معا». وبحسب مراقبين فإن هذا الاجتماع يمكن أن ينتج عنه تحالف انتخابي.

وبالنسبة إلى عبد الرزاق مقري، رئيس حركة «مجتمع السلم»، أكبر حزب إسلامي، فإن «هناك تطورا مهما داخل هذا التيار السياسي للخروج من التفتت».

وبحسبه، فإن الهدف هو تقليص عدد الأحزاب السياسية الإسلامية من ستة حاليا الى اثنين فقط.

واتفق كل الإسلاميين على المشاركة في الانتخابات على عكس قرار المقاطعة الذي اتخذه حزب «طلائع الحريات» الذي يرأسه علي بن فليس منافس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية سنة 2014.

وفي آخر انتخابات جرت في 2012 حل الإسلاميون المتحالفون في كتلة «تحالف الجزائر الخضراء» بالمركز الثالث بعد الحزبين الحاكمين حزب «جبهة التحرير» و»التجمع الوطني الديمقراطي».

وبعد هذه الهزيمة، لم يقدم الإسلاميون مرشحا للانتخابات الرئاسية سنة 2014 والتي فاز بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة من الدورة الأولى.

وتوقع المحلل السياسي رشيد قرين أن «يحقق الإسلاميون إحدى المراتب الثلاث الأولى إذا تحالفوا وكانت الانتخابات المقبلة نزيهة».

أما المحلل السياسي رشيد تلمساني، فرأى عكس ذلك، معتبراً ان التيار الإسلامي الذي يعاني الضعف سيجمع أصواته حتما لكنه لن يحقق أكثر من «حصته الصغيرة».