قدم كل من رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي

د. هلال الساير، وأستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا وجامعة جورج تاون

Ad

د. إبراهيم فرحات، في محاضرتين قيمتين منفصلتين في جلستين لندوة "النزاعات والعمل الإغاثي... دور الكويت الإنساني" أقيمتا في قاعة الجوهرة بفندق كراون بلازا، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ23.

في الجلسة الأولى التي جرت صباح أمس تحت عنوان "الهلال الأحمر الكويتي" وأدارها د. محمد الرميحي، أكد د. هلال الساير أن الأعمال الاغاثية والانسانية التي تقوم بها دولة الكويت تعد ركنا اساسيا ومنهجا اصيلا وثابتا في سياسة الدولة الخارجية التي لها سجل حافل من المبادرات الإنسانية التي يجسدها الهلال الأحمر كمنهج، بشكل واقعي في برامجه وأعماله وخدماته التي يقدمها للشعوب والدول المحتاجة إلى العون والمساعدة، خاصة ما يقوم به من نشاط إغاثي وإنساني وطبي وتنموي على الأرض.

وقال د. الساير إن جمعية الهلال الأحمر الكويتي عملت منذ تأسيسها عام 1966 على التخفيف من آثار المحن والكوارث التي اصابت الكثير من بلدان العالم، مستعرضاً تاريخ الجمعية منذ التأسيس حين تعاهدت 18 شخصية كويتية من رجالات الخير على مزاولة أول عمل إنساني تطوعي منظم في البلاد.

وقدم د. الساير جردة حساب لما قدمته الجمعية من أعمال خيرية ومساعدت إنسانية سواء عينية أو مادية أو سيارات إسعاف وأدوات طبية أو مخيمات وغيرها منذ عام 1966 وحتى الآن، التي غطت 76 دولة من مختلف دول العالم التي ضربتها الكوارث ومستها المصائب وحل بها الخراب والدمار، سواء بفعل النزاعات الداخلية أو بعمل الطبيعة من أمطار وسيول وزلازل.

وأضاف أن الجمعية نالت اعتراف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر في جنيف، بعد الانتهاء من خطوات التأسيس وأصبحت العضو 110، وتتمتع بكل الحقوق والالتزمات المترتبة على هذا الانضمام.

وشدد على أن العمل الانساني للجمعية منذ بدايتها قبل

50 عاما مرتكزة على فكرة الخير والبذل والعطاء ومساعدة الفقراء والمحتاجين وتلبية حاجاتهم الأساسية، مبينا أن من أهداف الجمعية تقديم المساعدات الطارئة للعديد من الأسر المحتاجة داخل الدولة وخارجها في كثير من البلدان من جراء كوارث طبيعية وأخرى من صنع الإنسان.

وأوضح أن الجمعية تعتبر الخدمات الإغاثية من أهم ركائز العمل الإنساني الذي انيط بها منذ تأسيسها، وقد تعاظم دورها من خلال التواصل الذي تم بينها وبين الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر واللجنة الدولية والجمعيات الوطنية للهلال والصليب الأحمر، مبينا أن هذه الشراكات القوية ساهمت في مواجهة الأزمات الإنسانية والكوارث التي مرت بها البشرية.

وبين أن الجمعية حصدت العديد من الجوائز والأوسمة لما تمثله من تحفيز للعمل الإنساني من ضمنها جائزة أفضل مشروع إبداعي من الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر الدولي، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، وهو مشروع "العزل الحراري لخيم النازحين" السوريين في لبنان.

الجلسة الثانية

أما الجلسة الثانية، فحملت عنوان "طبيعة النزاعات المعاصرة وطرق الحل الفاعلة"، أدارها

د. يوسف الإبراهيم، وتحدث فيها

د. إبراهيم فرحات قائلاً: "إن النزاعات الدولية تختلف في طبيعتها وأسبابها التي تؤدي إلى اندلاعها وتطورها، وكذلك تختلف من فنرة زمنية إلى أخرى، فالنزاعات الدولية التي سادت قبل الحرب العالمية الأولى، والتي تعرف بالحقبة الاستعمارية، تميزت بطبيعة مندفعة في اتجاه السيطرة على المصادر والنفوذ والهيمنة والقيادة، أما الطبيعة التي سادت بعد الحرب العالمية الأولى فتميزت بطبيعتها الأيدولوجية.

وأوضح أن طبيعة النزاعات في العالم العربي انحصرت في 5 نقاط اساسية: الأولى صراع حريات بين شعوب وأنظمة ديكاتورية فشلت في تحقيق تطلعات شعوبها، والثانية طابع اقتصادي ناتج عن انخفاض نسب التنمية، والثالثة صراع عدالة ومساواة وتساوي فرص، والرابعة صراع هوية وحقوق أقليات، والخامسة صراعات طائفية.

وانتهى د. فرحات بتقديم رؤيته في الحل في 4 نقاط: إصلاح سياسي، وحكم رشيد يقضي على الفساد، وسيادة قانون ترسي مبادئ العدل في المجتمعات، وتنمية متوازنة.

بدوره، قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة "إن الندوة هي محاولة من مهرجان القرين الثقافي لتسليط الضوء على القضايا الملحة والجوهرية لكشف خلفيات النزاعات والصراعات المسلحة التي تساهم بنحو 80 في المئة من الأزمات الإنسانية التي يتعرض لها البشر على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وتسبب الهجرة الجماعية عبر البر والبحر".

وقال المنسق العام للندوة

د. محمد الرميحي: "تعقد هذه الندوة بسبب كل تلك النزاعات المتفاقمة حولنا، والتي ترمي بشررها على بلداننا ومجتمعاتنا، وقد شهد النصف الأول من القرن العشرين، أسوأ لحظات التاريخ المعاصر وأكثرها سوادا".

ولخص مدير الجلسة الثانية د. يوسف الإبراهيم مضمونها وما دار فيها بإيجاز لم يخل بالمضمون وبحرفية شملت ما قيل من المحاضر على المنصة، والمتلقين في القاعة، إذ قال: "إن الوضع اكثر تعقيدا وتشابكا ولا يمكن التركيز على حل واحد او استبعاد حل آخر"، ثم طرح عدة تساؤلات، لماذا هذه النزاعات دموية الي هذا الحد؟ هل كانت هناك عدالة ومساواة ومشاركة للأقليات في الفترة السابقة؟... هل العامل الخارجي جديد؟ فالمنطقة مستعمرة منذ الدولة العثمانية ومن ثم بريطانيا وفرنسا وصولا إلى الآن.

وشدد على ان الحلول ليس فيها أسود أو أبيض فقط ولكن توجد منطقة رمادية تعكس طبيعة النفس البشرية باختلاف مناطقها ودولها. وأرجع سبب التدخل الخارجي إلى ضعف العالم العربي، مشبها كل دولة بخلية عندما تضعف تؤثر في بقية الخلايا في الجسم.

وأشار الإبراهيم في ختام حديثه إلى أن الديمقراطية تحتاج إلى متطلبات أساسية ومنها مؤسسات مجتمع مدني قوية، ومشاركة شعبية فاعلة، ووعي بما يدور من حولنا.