هل توحدنا الجنسية من جديد؟!
نتمنى أن تكون هناك وقفات جادة ومسؤولة من أعضاء مجلس الأمة بمختلف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم الاجتماعية ومواقفهم السياسية حول القضايا الأساسية التي تتمحور حولها حقوق المواطن في المواطنة والحرية والكرامة والمساواة، واعتبارها خطاً أحمر لا يقترب منها أحد مهما تباينت آراؤنا ومواقفنا السياسية.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
لكن الاعتراف بالخطأ في الموقف من سحب جنسية أي مواطن بدوافع طائفية أو عرقية أو حتى سياسية لا يكفي لترميم حالة التمزق العميقة التي نهشت الجسد الكويتي، ولعل النائب الحربش استشعر مدى الارتياح الذي نتج عن تصريحه المعلن، وهذا يدل على حجم الخلاف من جهة، ولكن في الوقت نفسه استعداد الكويتيين لقبول أي موقف أو كلمة أو تحرك لترميم حالة الاحتقان الشديد، فخلال السنوات الخمس السابقة لم يجن الكويتيون من التصريحات والمواقف الطائفية سوى الخسائر المشتركة، سواءً كانت هذه المواقف متعلقة بالشأن الداخلي بدءاً بالتعيينات ومروراً بالتحريض على السجن والإيذاء الجسماني وانتهاءً بالإقصاء السياسي، أو ما يتعلق بالشأن الخارجي في الأزمات الخطيرة في سورية والعراق واليمن والبحرين وغيرها، والتي أثبتت للجميع أن ضحاياها هي فقط الشعوب، وأن الإرهاب والتطرف وزعزعة الأمن قد وصل إلى عقر دارنا وأصبحنا كلنا مستهدفين من شرورها ونتائجها الوخيمة.نتمنى بالفعل أن تكون هناك وقفات جادة ومسؤولة من أعضاء مجلس الأمة بمختلف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم الاجتماعية ومواقفهم السياسية حول القضايا الأساسية التي تتمحور حولها حقوق المواطن في المواطنة والحرية والكرامة والمساواة، واعتبارها خطاً أحمر لا يقترب منها أحد مهما تباينت آراؤنا ومواقفنا السياسية، لأنه بدون هذا الحزام الآمن سنخسر جميعاً، وقد نتحول إلى بوق مجاني لغيرنا، ويتم التسلق على أظهرنا ثم "تشليط" ظهورنا بالسياط نفسها التي ضرب بها من قبلنا، فهل من مدّكر؟!