أنصفت ركلات الترجيح فريق نادي الكويت لكرة القدم على حساب نظيره القادسية في نهائي كأس سمو ولي العهد، ليحصد الأبيض اللقب السادس في تاريخ البطولة، في حين تجمد رصيد الأصفر عند 8 ألقاب.

واستطاع الكويت الفوز بنتيجة 5-3، بعد ان انتهى الوقتان الأصلي والاضافي بالتعادل السلبي.

Ad

وخيم الحذر على أداء الفريقين، وهو ما قلل من حظوظهما، لهز شباك الحارسين مصعب الكندري، وأحمد الفضلي.

وتمكن الكويت من تسجيل ركلاته الخمس، في حين اكتفى القادسية بتسجيل ثلاث فقط.

جاء أداء الأصفر والأبيض متعادلاً في شوط المباراة الاول، في ظل حذّر زائد على الحد من الفريقين، ورغبة كل منهما في الحفاظ على شباكه نظيفة.

واعتمد القادسية، ومدربه داليبور، على توليفة هجومية، عبر الدفع بديفيد سيلفا في المقدمة، يعاونه بدر المطوع، وأحمد الرياحي، بينما ارتكز الاصفر، على ثلاثة لاعبين: صالح الشيخ، وأحمد الظفيري، ورضا هاني، يعاونهما من الجانبين، ضاري سعيد، وخالد القحطاني.

وهدف داليبور من هذه الطريقة، الى تشكيل ضغط على الكويت، مع الحفاظ على التوازن الدفاعي لفريقه، في ظل معاونة احمد الرياحي لثلاثي الوسط، ومنح بدر المطوع حرية الحركة.

في المقابل، لجأ الكويت، مع مدربه محمد عبدالله، إلى خطة هجومية، بالاعتماد على جمعة سعيد، وعبدالهادي خميس في المقدمة، يعاونهما فهد العنزي، وطلال جازع من على الأطراف، والسيراليوني محمد كمارا من الوسط، كما فضل عبدالله الدفع بعبدالله البريكي في مركز المدافع الأيمن لتشكيل خطورة ثنائية مع فهد العنزي.

تقاسم الفريقان السيطرة على شوط المباراة الاول، من دون خطورة حقيقية، وبدا تفوق القادسية في الدقائق الاولى، في ظل جرأة هجومية للمطوع، والبرازيلي سيلفا، يعاونهما لاعبو الوسط، لاسيما صالح الشيخ، صاحب المبادرة الأولى في المباراة بالتسديد على مرمى الكويت، والتي تصدى لها الحارس مصعب الكندري.

وسعى القادسية إلى مباغتة الكويت، وعدم منحه فرصة لجس النبض، على أمل تسجيل هدف مبكر، وإرباك صفوفه، وحاول الأبيض رد الهجوم بانطلاقات لسعيد، وخميس بمعاونة العنزي وجازع، وانطلاقات من عادل ارحيلي، إلا مرمى الحارس احمد الفضلي ظل من دون خطورة حقيقية حتى مرور الربع ساعة الأولى من عمر المباراة.

وتراجع مردود الفريقين قليلاً في ظل انحصار اللعب في وسط الملعب، وابتعاد المهاجمين عن منطقة الخطورة ومدد شحيح من وسط الملعب قبل أن تعود المباراة إلى الخطورة في الدقيقة 27، حيث كاد فهد الهاجري يسجل هدف السبق، عندما حول ضربة ركنية برأسه تجاه شباك الحارس أحمد الفضلي، إلا ان رضا هاني أنقذ الموقف، وأبعد الكرة الى ركنية جديدة.

وواصل الكويت خطورته وسجل عبدالهادي خميس كرة احتضنت الشباك، إلا أن الحكم عمار أشكناني احتسب الكرة تسللاً، بعد إشارة من حامل الراية.

وأنذر الحكم اشكناني لاعب الكويت حسين حاكم، قبل نهاية الشوط الأول، لإعاقته مهاجم الاصفر سيلفا، بعدها احتج إداري الكويت أحمد الصبيح على الحكم، إثر سقوط فهد الهاجري، في إشارة إلى ضرب متعمد من قبل لاعبي القادسية، وهو ما دفع اشكناني إلى إشهار البطاقة الحمراء للصبيح، لينتهي الشوط الأول عند هذا الحد.

لا تبديلات

ظل الحذر السمة الغالبة على الفريقين الأصفر والأبيض في الشوط الثاني، وظلت الفرص الخطيرة عزيزة على المرميين، إلا فيما ندر.

و‏‫لم يشهد الفريقان أي تبديل، سواء على التشكيل، أو خطة المباراة، وتكرر سيناريو الشوط الاول، بمحاولات قدساوية منذ البداية، لفرض السيطرة على مجريات المباراة، في حين كان الحذر شعار الكويت، الذي فضل الانتظار قليلا للانطلاق نحو الهجوم.

واستمر الحال على ما هو عليه، من تبادل للهجمات بين الفريقين، الا ان اللمسة الأخيرة، ظلت غائبة، وبقي التعادل السلبي قائما.

وفي أخطر فرص المباراة حتى الدقيقة 63، أهدر طلال جازع فرصة هدف محقق، وذلك عندما تلقى تمريرة بالمقاس من عبدالله البريكي، في مواجهة الحارس احمد الفضلي، إلا أن جازع لم يحسن استقبال الكرة، ليضيع على الأبيض فرصة التقدم.

بعدها استشعر القادسية الخطر، ليدفع بعبدالعزيز المشعان، بدلا من المهاجم سيلفا، وهو ما استدعى تدويراً بين اللاعبين في القادسية بعودة المشعان لأداء دور أحمد الرياحي، الذي انتقل لتعويض سيلفا في الهجوم، إلى جوار بدر المطوع. وتحسن أداء الأصفر قليلا، لكن الخطورة ظلت باسم الكويت في الشوط الثاني، ولاحت فرصة للأبيض قادها عبدالهادي خميس من وسط الملعب، لكنه سدد بين يدي الحارس الفضلي.

ودفع مدرب الكويت بحسين الحربي، على حساب فهد العنزي، الذي اشتكى الاصابة، وهو ما أنعش الكويت قليلا، قبل أن تصب الدقائق المتبقية من عمر الشوط الثاني في مصلحة القادسية، حيث كثرت اختراقات بدر المطوع في العمق، وسدد أحمد الظفيري صاروخا مر بسلام، على مرمى الحارس مصعب الكندري، لينتهي الشوط الثاني بالتعادل السلبي.

‏‫المطوع يهدر التقدم

وفي الشوط الاضافي الاول، كاد بدر المطوع يضع القادسية في المقدمة، بعد انفراده بالحارس مصعب الكندري، إلا ان يوسف الخبيزي، تدخل في الوقت الصحيح، لتضيع على الاصفر فرصة التقدم.

ودفع مدرب الكويت محمد عبدالله بفراس الخطيب، لإنعاش فريقه، على حساب جمعة سعيد البعيد عن خطورته، ليرد مدرب القادسية بالدفع بمحمد الفهد على حساب أحمد الرياحي، لكن نتيجة المباراة ظلت على حالها، ليستمر التعادل السلبي سمة الشوط الاضافي الاول.

خروج ارحيلي

استنفد الكويت تبديلاته الثلاثة، في بداية الشوط الاضافي الثاني، بعد شكوى عادل ارحيلي من الاصابة، ليدخل فهد عوض بدلا منه، في حين ظلت ورقة متاحة للأصفر. ويستمر التعادل السلبي سيد الموقف ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح، والتي أنصفت الفريق الابيض.

بنيان: راضٍ عن اللاعبين رغم الخسارة

أكد نائب رئيس جهاز الكرة بنادي القادسية محمد بنيان أن لاعبي الفريق قدموا كل ما في جعبتهم في المباراة رغم الخسارة، مضيفا ان اللقاء شهد عودة حقيقية للجماهير الصفراء.

وقال بنيان، في تصريح له عقب انتهاء اللقاء: "خسرنا ثالث نهائي على استاد جابر، لكن قدر الله وما شاء فعل"، مضيفاً: "ركلات الترجيح ليست لها معايير، وليست مأمونة العواقب، لكن اللاعبين لم يقصروا خلال الوقتين الأصلي والإضافي".

واختتم بنيان تصريحه مشيدا بحكم اللقاء عمار اشكناني، وموجهاً التهنئة إلى نادي الكويت على فوزه باللقب الغالي.

لقطات

• وصل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد إلى استاد جابر الدولي في الساعة 5:40 وتوجه مباشرة لأرضية الملعب لمصافحة الجماهير، وقابله جمهور الفريقين بعاصفة من التصفيق.

• انطلق مهرجان اللقاء النهائي في تمام الساعة 5:50، وجاء المهرجان مبسطا، إذ تضمن عرضا فولكلوريا وأغنية شدا بها المطربون مطرف المطرف وشيماء وحمد العماري.

• نزل لاعبو الكويت لإجراء الإحماء والتسخين في الساعة 4:48، وتبعهما بعد دقيقتين حارسا القادسية أحمد الفضلي وعلي جواد، ثم نزل بقية اللاعبين في الساعة 5:55.

• تأخر فتح بوابات استاد جابر للجماهير حتى الساعة الرابعة، على الرغم من أن موعد فتحها المحدد سلفا كان في الثانية والنصف عصرا.

• حضر لاعب القادسية الأرجنتيني بلانكو في مدرجات استاد جابر، لمتابعة المباراة، بعد خروجه من قائمة الأصفر.

• وضعت اللجنة المنظمة للقاء النهائي العديد من اللافتات للترحيب بسمو ولي العهد وكبار رجالات الدولة، إضافة إلى لافتات أخرى للجماهير.

• حمل لاعبو الكويت لافتة قبل انطلاق اللقاء مكتوب عليها: "الحمد لله على سلامة الشيخ طلال الفهد".

• ملاسنة كلامية شهدها الشوط الأول بين اللاعبين ضاري سعيد (القادسية) والمغربي عادل ارحيلي (الكويت)، كادت تتطور لاشتباك بالأيدي لولا تدخل العقلاء في الوقت المناسب.

• عزفت الموسيقى العسكرية أكثر من مقطوعة بعد انتهاء الشوط الأول وقبل انطلاق الشوط الثاني.

• حرص المدرب محمد إبراهيم المرشح لقيادة المنتخب الوطني الأول والمدرب عبدالعزيز حمادة المرشح لقيادة المنتخب الأولمبي على متابعة اللقاء من خلال وجودهما في المكان المخصص للإعلاميين باستاد جابر الدولي.

• شهدت الدرجة الأولى لاستاد جابر الدولي حضورا ملحوظا للأسر، في مشهد رائع.

• قررت اللجنة المنظمة للقاء تأجيل إجراء السحب إلى ما بعد انتهاء المباراة، وأجري السحب على ثلاث سيارات و50 هاتفاً نقالاً، بالإضافة إلى عدد من تذاكر السفر.

•غادرت جماهير القادسية مدرجات استاد جابر عقب خسارة فريقها بركلات الترجيح، بينما بقيت جماهير الكويت في المدرجات للاحتفال مع لاعبيها باللقب.