أكد الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي أن الكويت جُبلت على عمل الخير، والمساهمة في التنمية العربية، ومساعدة جميع الشعوب الفقيرة.

جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها العسعوسي بالجلسة الثالثة من جلسات الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي "النزاعات والعمل الإغاثي ودور الكويت الإنساني"، التي عقدت تحت عنوان "دور الكويت وحضرة صاحب السمو أمير البلاد في العمل الإغاثي" بقاعة الجوهرة في فندق كراون بلازا.

Ad

وذكر أن دور سمو أمير البلاد في تعميق البعد الإنساني بالدبلوماسية الكويتية دفع منظمة الأمم المتحدة في عام 2015 إلى منح سموه لقب "قائد العمل الإنساني"، وسمت الكويت "مركزا للعمل الإنساني".

وأشار الى توجيهات سمو الأمير للصندوق الكويتي للتنمية بتقديم قروض ميسرة للدول الافريقية قيمتها مليار دولار على خمس سنوات، اضافة الى نشاط الشركات للاستثمار من خلال المشروعات العملاقة الموجهة للشعوب الافريقية، مشيدا بمبادرة سموه بإنشاء صندوق بملياري دولار للمساهمة في تمويل مشروعات إنمائية بالمناطق الاكثر فقرا في الدول الاسيوية غير العربية.

وقال إن الدبلوماسية الكويتية "ارتدت وجهاً إنسانياً على مدار عقود"، باعتبار أن العمل الإنساني ذراع أساسية لسياستها الخارجية، لاسيما ما يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ عام 1961 من توفير المساعدات المالية والتقنية للدول النامية، وجهد بيت الزكاة الذي موّل كثيراً من المشروعات والأنشطة الخيرية بأكثر من 40 مليون دينار.

وأضاف أن الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، ومقرها الكويت، تشرف كذلك على برامج ومشروعات في أكثر من 136 بلدا، لافتا الى ان مخصصات مشروعاتها بلغت نحو 36 مليون دينار في عام 2012 فقط.

وشدد العسعوسي على ان النشاط الانساني الكويتي لا يقتصر على الجانب الرسمي، إذ امتد الى جمعيات خيرية ومؤسسات شعبية، مثمنا دور جمعية الهلال الاحمر الكويتي باعتبارها الخط الاول لعمل المنظمات الانسانية الكويتية في الاغاثة وإنشاء المشروعات التنموية والمدارس في المناطق التي تعرضت للكوارث والحروب.

وذكر ان الجمعيات الخيرية الكويتية نجحت في إقامة المشروعات بمناطق المجاعات والكوارث، وخاصة في القارة الافريقية، واكتسبت شهرة عالمية بين منظمات العمل الانساني.

وتطرق إلى نشاط الكويت الانساني في القارتين الافريقية والآسيوية، حيث استضافت القمة الافريقية الثالثة 2013 تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار"، ورؤية سمو الأمير خلال المؤتمر بتعزيز شراكة الكويت في افريقيا، وهو المؤتمر الذي شهد انطلاق جائزة المرحوم عبدالرحمن السميط للابحاث الجادة بقيمة مليون دولار، كما استضافت مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي في اكتوبر 2012، إلى جانب ثلاثة مؤتمرات لأصدقاء سورية لتوفير المساهمة اللازمة لاغاثة الشعب السوري، وكانت مساهمة الكويت الاكبر ماليا في هذه المؤتمرات انطلاقا من واجبها الانساني.

وأكد أن الكويت لا تزال تقوم من خلال مؤسساتها الشعبية بالأعمال الاغاثية في المناطق السورية، اضافة الى التفاعل الشعبي الكبير مع هذه الازمة الانسانية التي طال امدها، مضيفا ان الكويت فتحت مستشفياتها ايضا لعلاج الجرحى العراقيين، وأرسلت المعونات والمواد الاغاثية إلى أبناء الشعب العراقي.

من جانبهم، أجمع الحضور في الندوة عبر مداخلاتهم على دور الكويت الكبير وسمو الامير في مجال العمل الانساني والاغاثي، بعيدا عن السياسة، ومبادرتها لتقديم المساعدات لكل المحتاجين.

يذكر أن الحضور هم اليمني مصطفى نعمان والمستشار في الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي أسعد مصطفى، والباحث الاكاديمي السعودي ماجد التركي، والأكاديمي بجامعة الكويت د. محمد الرميحي، وممثلة الأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الاغاثة الانسانية الشيخة حصة ال ثاني، ورئيس قطاع شؤون الانسان والبيئة في الامانة العامة لمجلس التعاون د. عادل الزياني.