لم يشهد الأسبوع الذي يسبق حفل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد هذا الكم من الجدل والتساؤلات، فضلا عن المخاوف، كما يحصل اليوم قبيل تنصيب الرئيس الخامس والأربعين دونالد ترامب.

وقبل أقل من 3 أيام بلغ عدد النواب الديمقراطيين الذين أعلنوا مقاطعتهم حفل تنصيب ترامب نحو 40. وفيما يتصاعد الجدل حول تراشقه مع أحد رموز حركة حقوق الإنسان النائب الأسود جون لويس، الذي شكك بشرعية رئاسة ترامب، أشاد الرئيس الأميركي المنتخب بمآثر زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، وذلك لدى استقباله أمس الأول الابن البكر للمناضل الراحل الذي كان لويس رفيق دربه.

Ad

وبمناسبة الذكرى السنوية لولادة رمز نضال السود في الولايات المتحدة، قال ترامب في تغريدة على «تويتر» «احتفلوا بيوم مارتن لوثر كينغ وبكل الأشياء الكثيرة الرائعة التي دافع عنها. كرموه على الرجل العظيم الذي كان عليه!».

أما ابنة كينغ، برنيس فقد كانت سلبية، داعية إلى عدم الخوف من ترامب في عظة لها بكنيسة معمدانية في ولاية اتلانتا قائلة: «لا تخافوا ممن يجلس في البيت الأبيض... فالله يمكنه الانتصار عليه».

تغريدات

وردا على التقارير عن تراجع شعبيته ومقاطعة التنصيب، غرد ترامب أمس قائلا إن «نفس الأشخاص الذين قاموا باستطلاعات الانتخابات الزائفة، كانوا مخطئين، يقومون الآن باستطلاعات التأييد التي يتم تزويرها مثل قبل».

وأضاف: «الناس يتدفقون على واشنطن بأعداد قياسية. دراجون من أجل ترامب في طريقهم. سيكون الخميس، الجمعة، والسبت رائعا».

هولاند وكيري

الى ذلك، علق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس الأول، على تصريحات ترامب المنتقدة عن الاتحاد الأوروبي بالقول إن الاتحاد ليس بحاجة إلى نصائح خارجية تملي عليه ما يجب فعله.

وقال هولاند أثناء توسيمه للسفيرة الأميركية في باريس جين هارتلي: «أؤكد لكم أن أوروبا ستكون دائما على استعداد لمواصلة التعاون عبر الأطلسي، لكنها ستتحرك وفق مصالحها وقيمها، وهي ليست في حاجة إلى نصائح خارجية تقول لها ما يجب عليها فعله». كما قال وزير المالية الفرنسي ميشيل سابان، أمس، إن الانتقادات التي وجهها ترامب لأوروبا عززت الوحدة بين الأوروبيين.

من جهته، ندد وزير الخارجية الأميركي جون كيري هو الآخر بـ «التصريحات غير اللائقة» التي صدرت عن ترامب تجاه الاتحاد والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، وقال في هذا الصدد: «أعتقد بصراحة تامة أنه كان من غير اللائق لرئيس منتخب للولايات المتحدة أن يتدخل في شؤون دول أخرى بهذه الطريقة المباشرة».

«الخضر» الألماني

ومن ألمانيا، وصف زعيم حزب الخضر الألماني جيم أوزديمير دعوة ترامب لفرض ضرائب باهظة على شركات السيارات الألمانية تبلغ 35 بالمئة بأنها «إشارة تحذيرية».

وأضاف أوزديمير في تصريحات صحافية، أمس، إنه يتعين على الجمهوريين في أميركا تحفيز رئيسهم على تغيير سياسته.

وأكد زعيم الخضر الألماني إن سياسية الانغلاق الخاصة بترامب سوف تضر بالولايات المتحدة ذاتها، لافتا إلى أنه يفترض بشكل خاطئ أنه يمكن أن تكون الصناعة الأميركية أفضل إذا كان هناك رسوم جمركية عقابية ضد المنافسين للصناعة الأميركية.

السعودية وفنزويلا

دوليا، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الأول، إن السعودية «متفائلة» إزاء تسلم ترامب الرئاسة بعد أيام، معلنا أنه يتشوق للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة.

وقال الوزير السعودي خلال لقاء عقده في باريس مع عدد من الصحافيين: «عندما نشاهد الخطوط العريضة للإدارة الاميركية الجديدة» من الطبيعي القول إن «مصالحنا تتلاقى».

وأوضح الجبير أن السعودية تشيد بالرغبة المعلنة لإدارة ترامب «لاستعادة الدور الأميركي في العالم، والعمل على هزيمة تنظيم داعش، واحتواء إيران ومنعها من الأذية عبر سياساتها السلبية في المنطقة، والعمل مع الحلفاء حلفاء الولايات المتحدة ودعمهم». وفي خطوة غير متوقعة، ندد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس بحملة كراهية ترامب، معتبرا أن الإدارة الأميركية المقبلة لن تكون «أسوأ» من إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك اوباما.

بوتين: لم نتجسس على ترامب

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن تقريرا زعم أن روسيا جمعت معلومات من شأنها إلحاق الضرر بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تقرير مضلل. وعبر بوتين عن أمله أن يتمكن البلدان من إعادة العلاقات إلى طبيعتها.

وسخر بوتين من اتهامات التجسس على ترامب خلال وجوده في روسيا، مؤكداً أن الاستخبارات الروسية «لا تطارد» كل ملياردير، مضيفاً بسخرية أنه يشك في أن ترامب يتردد على مومسات روسيات حتى «إن كن الأفضل في العالم». وأضاف: «لم أكن أعرفه في عام 2013 عندما زار موسكو، ولم نكن نعلم أن لديه طموحاً سياسياً».