منظور آخر: عفن العنصرية
![أروى الوقيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1502968882088610300/1502968890000/1280x960.jpg)
تطور الموضوع ليصبح أكثر تعقيدا، فبعد مرحلة الشكل والاسم والجنس والجنسية أصبح كل شخص يظن أن دينه هو الحق، وباقي الكرة الأرضية التي لا تتبعه تستحق القتل لأنها كافرة.والآن أصبح الموضوع أكثر تعقيداً! حتى أبناء الدين الواحد بات كل شخص يشعر بأن مذهبه هو الأصح، ويهاجم غيره فقط لأنه لم يتربّ عليه.لم يختر أي شخص فينا كل ما سبق، وكل ما اكتسبناه هو عطية الله لنا، ولا يريد الله للبشر أن يتقاتلوا، وأن يظنوا أن عرقا أفضل من غيره، وأن لونا أحسن من غيره، بل يريد الله لنا أن نتعايش مع بعضنا رغم اختلافنا، وننصهر معا رغم كل شيء. ولكن ما الذي يريده البشر؟ إنهم يريدون أن يتقاتلوا ويتحاربوا ويسفكوا الدماء؛ لأن كل فرد يظن أنه الأصح والأفضل والأصلح، فهل تساءلت يوما لماذا خلقنا الله مختلفين؟ هل السبب فعلا هو لنقتل بعضنا؟ بالطبع لا، كل الحروب سببها البشر الذين أجادوا منذ بدء الخليقة صنع الحرب لا السلام.عفن العنصرية بات يفوح في كل بيت، وفي وسائل التواصل الاجتماعي التي كشفت مدى قبح الكراهية، ومدى توغلها في النفوس، فابحثوا عن الله في عبادتكم لا في أخطاء العالم، ودعوا الخلق للخالق، وامنحوا الأرض قليلا من الحب ليسود شيء من السلام الذي بتنا نتعطش لأخباره.قفلة: في انتهاك صارخ للإنسانية أصدرت وزارة التربية قراراً يؤكد فيه أن المعلمين من فئة البدون لا يستحقون أي نوع من أنواع الإجازات، وذلك لأن ديوان الخدمة المدنية يشير إلى أن "البدون" يقدمون خدماتهم تحت بند الأجر مقابل العمل، مما يجعلهم لا يستحقون أي إجازات مرضية أو دورية أو إجازات وضع أو أمومة أو حج أو طارئة! وتتم معاملتهم على أساس أنهم آلات لا تمرض أو تعطب! أشعر بخجل شديد وأنا أقرأ قراراً مجحفاً مثل هذا، وأتمنى أن يتم إلغاؤه، لا سيما أن الكويت مركز للعمل الإنساني ووجود قرار مثل هذا يسيء إلى سمعتها!