في حادث تضاربت الروايات بشأنه، قُتل فلسطيني من عرب الـ48 بدعوى دهس شرطي إسرائيلي في قرية أم الحيران، حيث كانت جرافات الشرطة تستعد لهدم منازل قرية بدوية تعتزم السلطات الإسرائيلية إقامة مستوطنة يهودية محلها في صحراء النقب أمس.

وقالت الشرطة الإسرائيلية، إن الشرطي يدعى إيريز ليفي (34 عاماً) قتل في هجوم صدماً بسيارة نفذه "إرهابي" قتل لاحقاً برصاص عناصرها.

Ad

وذكرت الشرطة في بيان، أن العربي القتيل من سكان أم الحيران البدوية، وأفادت بأنه عضو في "الحركة الإسلامية" التي حظرتها إسرائيل، وأنه "قد يكون تأثر بتنظيم داعش".

تشكيك ونفي

غير أن نشاطة ناشطة حقوقية، تدعى ميشال هرماتي، كانت في موقع الحادث شككت في أنه كان هجوماً.

وقالت الناشطة التي كانت في قرية أم الحيران لمتابعة عملية هدم تقوم بها الشرطة الإسرائيلية لمنازل عرب بدو إنها رأت الواقعة وإن السائق لم يكن متجهاً صوب الشرطة عندما أُطلق عليه الرصاص.

وتابعت: "فجأة بدأت السيارة الانزلاق من على التل دون أي تحكم... بالتأكيد كان السائق لقي حتفه آنذاك كي يفقد السيطرة بهذه الطريقة. في ذلك الحين صدم رجال الشرطة".

ونفى رئيس اللجنة المحلية في القرية رائد أبو القيعان أن يكون السائق هاجم الشرطة، موضحاً أنه يدعى يعقوب أبو القيعان.

وقال المسؤول، الذي أكد أنه كان شاهداً مباشراً على الوقائع "الرواية الإسرائيلية كاذبة. كان معلم مدرسة محترماً. دخلوا إلى البلدة وبدأوا بإطلاق النار عشوائياً على الناس باستخدام الرصاص المطاطي، حتى أصيب عضو البرلمان الإسرائيلي رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة بينما كان يحاول الحديث معهم".

وأضاف: "كان في سيارته وبدأوا بإطلاق النار في جميع الاتجاهات". وأبو القيعان (47 عاماً)، والد لنحو عشرة أطفال، وكان يملك أحد المباني الخمسة التي هدمت أمس، بأمر من القضاء الإسرائيلي.

حيران وأم حيران

في موازاة ذلك، اندلعت مواجهات بين سكان أم الحيران، مسلوبة الاعتراف بالنقب، والشرطة الإسرائيلية، التي اقتحمت منازل القرية بغرض هدمها. وباشرت جرافات الشرطة بهدم كامل لمنازل القرية، فيما جرى تجميع أهالي القرية في المسجد ومنع النواب العرب ومئات المتضامنين من دخول القرية.

وتأتي هذه الممارسات استمراراً للمخططات الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى اقتلاع وهدم قرية أم الحيران تمهيداً لإقامة قرية يهودية تحت اسم "حيران".

ومنذ أن شرعت السلطات الإسرائيلية التخطيط لتهجير أهالي القرية، عام 2003، بدأ مسلسل تضييق ضد أهالي القرية، شمل رفض الاعتراف بالقرية وانعدام البنى التحتية، وهدماً للمباني، وتجريفاً للأراضي الزراعية، وحملات ترهيب واعتقالات وفرض غرامات مالية. يذكر أن القرية تقع شمال شرق بلدة حورة في النقب، ويسكنها أبناء عشيرة أبو القيعان، الذين تم تهجيرهم مرتين في السابق، وتنوي السلطات تهجيرهم مرة ثالثة.

وكان القائد العسكري قد أمر بتهجير أبناء العشيرة من منطقة وادي زبالة، بعد "نكبة 1948" إلى منطقة اللقية. وفي عام 1956 جرى تهجيرهم مرة ثانية إلى موقعهم الحالي.

ورغم أن التهجير الثاني كان بأمر السلطات لكن لم يتم الاعتراف بالقرية، بالتالي ظلت بدون شبكات البنى التحتية.

وفي عام 2003 وضع مخطط التهجير الثالث لصالح إقامة مستوطنة حيران على أراضيها، وتوسيع غابة بتير على أراضي عتير.

ويقدر عدد عرب إسرائيل بمليون و400 ألف نسمة يتحدرون من 160 ألف فلسطيني لم يغادروا بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وهم يشكلون 17.5 في المئة من السكان ويعانون التمييز خصوصاً في مجالي الوظائف والإسكان.