جدد السودان شكواه لدى مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمنطقة مثلث حلايب وشلاتين، المتنازع عليها مع مصر.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن مسؤول دبلوماسي سوداني قوله أمس الأول إن حكومة بلاده طلبت من بعثتها لدى الأمم المتحدة إبقاء شكوى السودان بمجلس الأمن المتعلقة بحدوده مع مصر قيد النظر.

Ad

وأضاف أن بلاده ظلت توجه هذا الطلب سنويا إلى مجلس الأمن في فترة زمنية من بداية كل عام ميلادي حتى نهاية فبراير من العام نفسه. وسارعت "الخارجية" المصرية إلى إصدار بيان، قالت فيه إن حلايب وشلاتين أراض مصرية، وتخضع للسيادة المصرية.

وكان السودان هدد في أكتوبر الماضي باللجوء إلى التحكيم الدولي إذا فشلت عملية التفاوض مع الجانب المصري، ورفضت القاهرة في أبريل الماضي طلبا سودانيا للتفاوض المباشر، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي، الذي يتطلب موافقة البلدين المتنازعين على إحالة القضية إليه.

بالتوازي مع الجدل الدائر بين الحكومة ومعارضيها حول مصرية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، أعلن مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى، لـ "الجريدة"، أمس، تمسك بلاده بمصرية مثلث حلايب وشلاتين الحدودي مع دولة السودان، وأن هذا الملف غير قابل للنقاش، مشددا على امتلاك القاهرة لكل الوثائق والمستندات التاريخية التي تؤكد حقها الكامل في حلايب وشلاتين، نافيا المزاعم السودانية في هذا الصدد.

وكانت وكالة الأنباء السودانية نقلت أمس الأول، عن مصدر دبلوماسي أن الخرطوم جددت شكواها أمام مجلس الأمن بشأن دعوى امتلاكها لمثلث حلايب وشلاتين التي تتنازع ملكيته مع مصر، وأنه تمت مخاطبة بعثة السودان الدائمة بالأمم المتحدة لإلقاء شكوى السودان بمجلس الأمن.

وتابع الدبلوماسي المصري، الذي طلب عدم نشر اسمه، "شكوى السودان ضد مصر شكوى مكررة بشكل دوري، وموقف مصر واضح وثابت بمصرية حلايب وشلاتين، والسودان لا يستطيع التصعيد في هذا الملف، لأننا نملك وثائق صريحة بالسيادة المصرية على المثلث الحدودي، بما في ذلك وثائق بالأمم المتحدة ذاتها".

من جهته، قلل أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، طارق الخولي، من أهمية التحرك السوداني، قائلا لـ "الجريدة": "النظام السوداني يحاول أن يخلق من هذا الموضوع قضية قومية يلتف حولها الشعب السوداني، لإلهاء الشعب عن قضاياهم الداخلية الأخرى"، وأشار إلى لجوء الخرطوم إلى مجلس الأمن أكثر من مرة دون جدوى، لأن الوثائق تنحاز لمصرية حلايب وشلاتين.

وتعود أزمة حلايب وشلاتين، إلى فترة استقلال السودان عن مصر عام 1958، إذ تدعي الخرطوم ملكية المثلث الحدودي، في حين تمارس القاهرة أعمال السيادة عليه منذ انفصال السودان، وقبل ذلك عندما كان السودان جزءا من الدولة المصرية منذ عشرينيات القرن التاسع عشر.