«هو» للكاتب فيصل محمد النعيم خواطر تصوغ صورة الرجل الحقيقي لا أشباه الرجال
بعد كتابه «هي» من الطبيعي أن يعنون الكاتب فيصل محمد النعيم إصداره الجديد «هو» (الدار العربية للعلوم- يناير 2017)، لينصف من خلاله الرجل، بعدما ضاعت حقوقه في فوضى البحث عن حقوق المرأة، ذلك عبر تضمين الكتاب آراء ومرئيات وحقائق تبرهن أن للرجل حقوقاً ضائعة، مستخدماً أسلوباً طريفاً وممتعاً في الكتابة، وبدا كأنه يبحث عن حقوق الرجل في مجتمع أنثوي.
يسطّر فيصل محمد النعيم في الخواطر الواردة بين دفتي كتاب “هو”، بعض هموم الرجل، وكدحه، مبيناً ما يستحق من تقدير وتفهم يطلبهما من المحيطين به. لا يدعي النعيم أنه خبير في هذا المجال لكنه كابن وكأب سيهمس بكل ما قرأ وسمع وأحسّ... يحكي عن الرجل الحقيقي، المؤمن برجوليته، فيحمي ويرعى ويربي ويعلّم ويساند. أما أشباه الرجال الذين يتسلطون ويبطشون ويرون في رجوليتهم ميزات لا واجبات، وتشريفاً لا تكليفاً، ومغنماً لا مغرماً، فهؤلاء لا وزن لهم لأنهم تخلوا عن رجوليتهم، فأصبحوا جنساً آخر لا يستحقون أن نسميهم رجالاً ولا نساء. يكتب فيصل محمد النعيم عن الرجل الذي قال عنه الروائي والإعلامي جلال الخوالدة: «الرجل الحقيقي يشبه المدينة العريقة لها أسرارها وبهجتها وحزنها وحكاياتها التي لا تنتهي»، ويروي قصصاً سمعها من الأصحاب والمعارف، وينقل ما قرأ في الكتب والدراسات وما أحسّ وما عايشه...
للرجل طبعاً
قدّم للكتاب نجيب عبد الرحمن الزامل بكلمة جاء فيها: «هذا كتاب عن الرجل... للرجل طبعاً، ومرتكبه بالتأكيد رجل. الكتاب ستتصفحه أيها القارئ وأنتِ كذلك أيتها القارئة، وكلاكما قد تتخذان موقفاً، فمن طبعي الحياد وردم الفتحات التي قد تدخل لي منها الريح. على أي حال تنجح المرأة عبر السنوات في العالم وفي عالمنا العربي، وفي بلادنا، بأن يشار إلى الكثيرات منهن بالتفوّق، بل شق الصفوف إلى الأمام بحزم وذكاء وجدّية وإصرار، تأكيداً لقول المهذبين في مذهب الإتيكيت «النساء أولا».ولأن هذا التفوق صار ظاهرة فلا يعود لنا أي مبرر بذكر الأمثلة، إلا أن صديقنا واضع هذا الكتاب ربما يخال لك أنه نرجسي ذكوري منحاز ومتعصّب، ولكن سيمنع الانصراف نحو تأكيد هذا الشعور أمران: الأول، أن أخانا فيصل النعيم شخص بالغ اللطف، وعصري وناعم بمعنى «كيوت» الأجنبية الدارجة على الألسن هذه الأيام، مع تربية راقية وأدب جمّ. الثاني، هو الدليل الحاسم على لطف مقاصده، أن هذا الكتاب يأتي بعد كتاب ناصر به المرأة بعنوان «هي» من تأليفه أيضاً. وهنا يؤكد صاحبنا أن «السيدات أولاً».على أن الكتاب مهما تكوّن لك الرأي بموضوعه، إلا أن الظرف أوسع مرونة، فالكتاب سهل ومعلوماتي وممتع جداً بحيث لا تودّ أن تقرأ غيره وأنت مستغرق بقراءته، ثم أنه ككتاب يخلو من السمت الصارم، فلا يلتزم تراتبية القراءة بحيث يمكنك أن تفلّ صفحاته عشوائياً وتقرأ موضوعاً مستقلاً كامل المنفعة، ولن تكون صعبة عليك انفراجة الابتسام فالفكاهة الخاطفة تلمع بين أسطر جدية استعراض المواضيع.أود أن تطمئن قارئة الكتاب وأن يطمئن من هم على شاكلتي الذين يهابون الريح، وأودّ أيضاً ألا يزهو الرجال المولعون بعنفوانهم، فما قصد الكاتب تمجيداً للرجل، ولا هو يغمز في جانب المرأة ولا قيمتها... إني اعتبره على خط العقاد والمازني العملاقين باحترامهما المرأة، ومثل الإيرلندي الساخر الفذ جورج برنارد شو وزميله العبقري الآخر جيمس جويس، وبعض سخط وولع همنغواي، في ومع المرأة «بالتماحك» معها في سبيل تبهير المواضيع، أي الذي يضيف طعماً إلى الطبق ولكن لا يغيّر في مكوّناته ولا فوائده الغذائية»...فصول
يضمّ الكتاب فصولاً خمسة: الفصل الأول «معاناة الرجل» ويضم العناوين التالية: قصير العمر، الخطر مهنته، الرجل المحارب، التحديات المالية، الكادح لغيره، اسمحوا لها بالقيادة، سقف التوقعات، الواجبات الدينية، الدورة اللاشهرية، لا أحد يدرسه!، المتغزّل هو، القائد المقاد، أحلام العصافير، بين اللطافة والجفاف، الإنهاك الاجتماعي، دموعه حرام، الرجال نحو الندرة، الضغوط تنخره، إدمان أم سحر؟أما الفصل الثاني «تميزه»، فيضم العناوين التالية: محور الكون في الإسلام، محور الكون في العهدين القديم والجديد، القوامة له!، الرجال هم الأكثر تأثيراً في التاريخ، الرجال يحكمون العالم!، للاقتصاد رجاله، الرجال المصلحون، الرجال هم عمار الأرض، في المطبخ أيضاً، هو يصنع جمالك، جميلات الإعلام. الفصل الثالث «اختلافه» يضمّ العناوين التالية: الاختلافات الجسمية بين الرجل والمرأة، عقل الرجل موصل بشكل مختلف، مختلف في سبيل التواصل، الأعمال المتعدةة، التعامل مع الضغوطات، غرائزه المسيطرة. كذلك يضم الفصل الرابع «متطلباته»: محبوب لذاته لا لما يقدمه، التقدير والاحترام، الإيمان بقدراته، القبول به كما هو، حاوريه كرجل، مشاركة لا اندماج، كوني لعوبة، التعرق سوياً، للتعدد رجاله. يختتم الكتاب بـ «خلاصة القول» في الفصل الأخير ويضمّ: «قبل التأبين والرثاء، بكل ود رسالة تشرفني».