عقدت منارة المخرج المبدع الراحل فؤاد الشطي، أمس الأول، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ23، وحاضر فيها الكاتب القدير عبدالعزيز السريع، والناقد عبدالمحسن الشمري، وأدار الجلسة الفنان الكبير سليمان الياسين.بدأ الكاتب السريع شهادته الفنية قائلا: "لفت نظري الشطي منذ عام 1965، ولاحظت جاذبيته الخاصة، إلى جانب زميليه عبدالمجيد قاسم (عوعو) والراحل كنعان حمد، أثناء تدريباتهم مع الأستاذ زكي طليمات في مركز الدراسات المسرحية".
وأردف: "لقد تميز بحدة طباعه، وفي الوقت نفسه يحب الناس، وسريع الغضب وسريع الرضا، كما يتراجع عن مواقفه إن كانت بها شيء من الغضب".وأضاف: "أخرج لي مسرحية (الثمن) التي أعددتها عن نص آرثر ميللر، وقدمها في أول مهرجان الفرق الأهلية الخليجية (1988)... كما زاملته في تأسيس اتحاد المسارح الأهلية، وفي اتحاد الفنانين العرب".وتابع: "على المستوى الإنساني كان الشطي وفياً لأصدقائه وزملائه، وحريصا على مشاعرهم ومشاركا لهم في الأتراح قبل الأفراح، كما شهدت له مواقف كثيرة ساعد فيها مساعدات مجزية".
مخرج تلفزيوني
وعن جانب الإخراج التلفزيوني قال الناقد الشمري: "أخرج الشطي أوبريت (والله زمن) 1977، تأليف الشهيد فايق عبدالجليل وألحان أحمد البابطين وبطولة عبدالحسين عبدالرضا ومحمد المنيع وجوهر سالم".وأضاف ان الشطي اخرج ايضا "مسلسل رحلة العمر إنتاج تلفزيون الكويت (1984)، الذي يتناول سيرة الفنان عبدالله فضالة، وشارك في بطولته محمد المنيع، داود حسين، جوهر سالم، أحمد الصالح، محمد السريع والراحلة عائشة إبراهيم، ومنع عرضه بعد الحلقة الثانية"، ثم تطرق إلى رحلته مع التمثيل والإخراج في فرقة المسرح العربي.وقال الفنان سعد الفرج: "ترجل الشطي صهوة الحياة وهو صغير، لو عاش أكثر لأبدع أكثر، أذكره في عام 1964 عندما كنت مديرا لفرقة المسرح العربي حينما جاء لينضم إلينا، كان شعلة من النشاط، تجده في شباك التذاكر وخلف الكواليس".وأضاف: "كان رحمه الله كريما في كل شيء، ورجلا لا ينسى أصحابه، ويتواصل مع الناس، كما يحتفل في من رحلوا قبله ويذكرهم في كل مناسبة، ويكرم الحي والمتوفى منهم، لقد فقده المسرح الكويتي والخليجي والعربي بشكل عام".أب رؤوف
وقالت الفنانة هدى حسين: "كان أبا لي وصارما وقويا وجبارا، لا يقبل بالخطأ أبداً، اشتكيته إلى أختي سعاد، لطلبه مني عدم التأخر، والتفرغ للدراسة، وأن أحترم قوانينه وسقف بيته، فأجابتني هذا من حبه لك وخوفه عليك، والآن عرفت ماذا يقصد؟ أن أحترم نفسي وأن التزم بالكلمة مع الناس ومواعيدي ومواقيتي... لم أفقد زوج أختي، بل أب رحيم رؤوف وودود مع القريب والبعيد".وقال الفنان داود حسين: "هو أستاذي، وقف معي منذ البدايات، وتبنى موهبتي، وأعطاني فرصتي في مسرحية دار، فحصلت على جائزة أفضل ممثل... علمني أساسيات الوقوف على خشبة المسرح، والمواجهة والإلقاء والحفاظ على مخارج الحروف السليمة قبل معهد الفنون المسرحية، لأنني دخلت معهداً كبيراً اسمه فؤاد الشطي".كلمة المسرح العربي
في كلمة لرئيس مجلس إدارة المسرح العربي بالإنابة صالح القيلاني بهذه المناسبة، أكد أن الفرقة تستذكر دور الراحل في النهوض بفرقته عن طريق إخراجه للعديد من المسرحيات الناجحة ومشاركتها في المهرجانات العربية والدولية، وحصد الجوائز.وذكر القيلاني أنه كان للراحل بعد إنساني تميز به، فقد كان أخاً وصديقاً وفياً للجميع، وهكذا هم المخلدون في أوطانهم، شاكرا من تفضل وساهم في إبراز دور الراحل الكبير فؤاد الشطي.