قدم عازف الكمان العالمي د. ألفريد جميل، ومن معه، سهرة موسيقية فريدة، فيها الجمال تراءى والفخار شدا، حيث احتوت على كل شيء، غناء وعزف وألحان وثقافة وطرافة، مساء أمس الأول، في مركز اليرموك الثقافي بدار الآثار الإسلامية.

وفي الغناء، دعا الموسيقار الكبير ألفريد مجموعة من المواهب، سواء الواعدة أو المتميزة، لمشاركته إسعاد الجمهور، وكانت البداية مع المغني الواعد محمد سعيد، الذي يشبه المطرب الكبير محمد قنديل شكلا وصوتا، فغنى له أغنية "3 سلامات"، من كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان محمود الشريف.

Ad

ثم دعا الفنان فيصل خاجه، الذي اعتبره ألفريد مرجعا في الاغاني القديمة، فغنى خاجه بمصاحبة عوده أغنية "يا ترى نسي ليه" لمطربة الخمسينيات من القرن الماضي، فتحية احمد، من كلمات محمد الحسيني، وألحان محمد القصبجي.

ثم صعدت المطربة المتميزة رحاب مطاوع، وشدت بأغنية فايزة أحمد "يا تمر حنة"، كلمات جليل البنداري وألحان محمد الموجي، واختتم الغناء المطرب محمد المطيري، الذي غنى كلمات الحلاج "أنا من أهوى ومن أهوى أنا"، وبعد ذلك شاركته رحاب مطاوع في أغنية سيدة الغناء العربي أم كلثوم "حانت الاقدار" من ألحان محمد الموجي، وكلمات طاهر أبوفاشا.

وعزف ألفريد فرج على كمانه بمصاحبة عزفي بيانو و"رق" مقطوعات موسيقية من مقامات صعبة نادرة الاستعمال، أو كما قال انه ليس لها طعم أو حلقة وصل بين المقامات الموسيقية الشرقية والغربية، فقدم "سماعي مقرور" و"لونغا الكروماتيك" و"شطرنج"، وشاركته في العزف في المقطوعة الأخيرة عازفة كمان رائعة اسمها فيروز.

ولم يغفل الفريد دوره كأستاذ في كلية التربية الموسيقية منذ 7 سنوات بالكويت، فقدم عزفه على "كمانه" العريق درسا عمليا عن المقامات (الراست والبيات والهزام والنهوند والسيكاه والحجاز وعجم والصبا والكرد) والفرق بينها وكيفية استعماله أو ما تسفر عنه من أنغام سواء شجية أو حزينة أو مبهجة.

وعبر عن سعادته لوجوده في دار الآثار الاسلامية، الصرح العريق والكبير، والذي يقدم للعالم موسيقى من نوع آخر بعبق التاريخ وطعم الأصالة.

وامتدح الكويت وديوانيتها، وقال: "وجدت فيها تخصصات نادرة وخصوصيات ليس لها مثيل إلا في الديرة"، التي استقر فيها 7 سنوات رغم أن أكبر مدة كان يقضيها بعيدا عن المحروسة مصر 7 أيام". مؤكدا أنه تعلم في الكويت أشياء كثيرة، كما علم طلابه كل ما اكتسبه من خبرات ومهارات.