«من طمع طبع»
![محمد العويصي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1556955806395198900/1556955806000/1280x960.jpg)
حزن "بومحمد" على فراقها حزنا شديدا، وقرر ألا يتزوج ليكرس حياته لرعاية وتربية ابنه محمد الصغير، أراد "بومحمد" الذهاب إلى الحج، وقال لأخيه "بوأحمد" لقد قررت الذهاب إلى الحج، وابني محمد أمانة عندك، فأنت تعرف أنني أملك فدانين، فإذا متّ في الحج، لا قدّر الله، فاستثمرهما حتى يكبر محمد.ذهب "بومحمد" إلى الحج لكنه لم يعد مع العائدين، فقد توفي ودفن هناك، وعاش محمد عند عمه وزوجته وولديهما أحمد وفاطمة، وفي إحدى الليالي قالت أم أحمد لزوجها أنت تملك فداناً واحداً، ومحمد يملك فدانين، فلنتخلص منه ونأخذ الفدانين.الزوج: كيف أتخلص من ابن أخي، يمكن أن ينكشف أمرنا ونروح في 60 داهية؟!الزوجة: شايف الدار اللي جدارها مائل نضع محمد جنب الجدار ونخرج خارج البيت، وندفع الجدار فيسقط عليه ويموت، فوافق الزوج على خطتها الشيطانية، وفي اليوم المحدد لارتكاب الجريمة، أخذ العم محمد لينام في الدار بجانب الجدار المائل... وكانت فاطمة وأخوها أحمد في الدار الأخرى، خرج الزوجان من البيت لتنفيذ خطتهما وأثناء خروجهما طلبت فاطمة من محمد أن ينام في دارهما وهما ينامان مكانه، وكان لهما ذلك. في تلك اللحظة دفع الزوجان الجدار المائل فسقط على فاطمة وأحمد وماتا في الحال، وشاهد الزوجان ولديهما ميتين فقاما بالصراخ والعويل، ومن هول الصدمة سقطا أرضاً وفارقا الحياة.سبحان الله أنقذت العناية الإلهية محمد من موت محقق بسبب صلاح أبيه، لأن الرجل الصالح يحفظ في ذريته وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، "وكان أبوهما صالحا". (الكهف). وورث محمد فدان عمه وصار عنده ثلاثة فدادين وبيت، وقديماً قالوا في الأمثال: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".اقرأ واتعظ:هي القناعة لا تبغي بها بدلاًفيها النعيم وفيها راحة البدنانظر لمن ملك الدنيا بأجمعهاهل راح منها بغير القطن والكفن؟!