مع اقتراب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل وترتيبات الهدنة في سورية وما قد يتبعها من خروج آمن لمنتسبي التنظيمات الإرهابية يظل السؤال يدور حول نصيب الدول العربية والخليجية من هؤلاء المقاتلين ممن غسلت أدمغتهم وصار جل تفكيرهم الانتقام من مجتمعاتهم، ظناً منهم أن حكام الدول العربية وشعوبها كانوا السبب في خسارتهم. هؤلاء إن عادوا إلى دول المنشأ كيف سيكون تفكيرهم؟ وكيف سيتعاملون مع مجتمعاتهم بعد أن ملئت قلوبهم بالحقد والكراهية، وبعد أن صار هدفهم الانتقام الذي تختزنه عقولهم المريضة، بعد أن لوثتها فتاوى الجهاد والتكفير؟ وكيف سيتم احتواؤهم ومراقبة تصرفاتهم؟
أسئلة كثيرة على الجهات الأمنية التعامل معها قبل أن تتكرر مآسي التفجيرات والعمليات الإرهابية التي قام بها تنظيم "داعش" في الكويت والسعودية، رغم أنه لم يكشر عن أنيابه كما فعل في سورية والعراق وليبيا واليمن ومصر، والتي لا يكاد يوم يمر دون أن يتبنى إحدى تلك العمليات التي تطول الأبرياء.هذا التنظيم تكمن خطورته من خلال الخلايا النائمة ومن مريديه، وخير دليل على ذلك مقدرته على نقل عملياته داخل العمق الأوروبي وإلى دول لديها من الإمكانات الأمنية والاستخبارية ما يفوق ما هو موجود لدينا. لقد راعني عدد المؤيدين لتنظيم "داعش" في الوطن العربي في الدراسة التي أجراها أحد المراكز المتخصصة، حيث تراوحت نسبة مؤيديه في دول الخليج العربي من 3 إلى 5%، وهي نسبة عالية توجب الحذر، فالحديث عن هذه النسبة يتجاوز عشرات الآلاف، وهو رقم لا يمكن الاستهانة أو التقليل من قيمته، لذلك قضية محاربة هذا الفكر لم تعد ورقة يمكن التعامل معها أو اللعب بها كما كان في السابق! الملف الآخر هو قراءة مطالبات الشارع الخليجي، وماذا يريد من حكوماته بعد سلسلة الإجراءات التقشفية التي قامت بها نتيجة تدهور أسعار النفط وتأثيراتها على حياته اليومية، فالسؤال الذي يطرح نفسه يدور عن الكيفية التي يمكن من خلالها إقناعه وهو يرى الهدر غير المبرر على قضايا قد تراها الحكومات سليمة، لكنه يراها تتخبط ولا تتماشى وسياسة التقشف.الإصلاحات المالية تتطلب الشراكة الشاملة والكاملة، فمن غير المعقول أن يتحمل المواطن هذه السياسة لوحده في حين يرى الإسراف في مكان آخر؛ لذا من الضروري إيجاد طرق أخرى تساهم في تنوع مصادر الدخل، وتساهم في انتعاشه، ولنا في الدول المتقدمة خير مثال على ذلك، فاليابان صاحبة ثاني أقوى اقتصاد عالمي يعتمد اقتصادها على المشاريع الصغيرة بنسبة تزيد على 90%.ودمتم سالمين.بعيداً عن عالم السياسة: فقدت الأخ والصديق وابن الخال فهد عبدالرزاق الشريفي الذي لم أرَ منه صداً في يوم من الأيام رغم نقدي له، علماً أنه يكبرني سناً، فإلى رحمة الله يا "بوحمد"، نم قرير العين يا صاحب القلب الطيب، فقد عملت الكثير وسيفقدك الكثير.
مقالات - اضافات
ملفات خليجية
20-01-2017