توَّقع مراقبون في مصر أن يؤول مصير تطبيق إلكتروني، أطلقته الحكومة أخيراً على الهواتف الذكية لتلقي شكاوى المواطنين، إلى فشل، معتبرين أن الهدف من مثل هذه الأفكار هو إلهاء الشعب عن إخفاق الحكومة في حل الأزمات التي يعاني منها المصريون، وأبرزها غلاء الأسعار، بعد الإجراءات الاقتصادية "الصعبة" التي اتخذتها الدولة مطلع نوفمبر الماضي، وعلى رأسها تعويم الجنيه.وأعلن "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" التابع لمجلس الوزراء، أمس الأول، عن إطلاق تطبيق يحمل اسم "إيجابي" إلى الهواتف المحمولة، كبوابة للشكاوى، ويتضمن التطبيق أيقونة "مرصد المواطن" بحد أقصى استخدام 3 مرات يومياً، لرصد خدمات الكهرباء والصرف الصحي والخدمات الأخرى. الخدمة الجديدة لم تكن الأولى من نوعها التي تستهدف التفاعل مع الجماهير إلكترونياً، فخلال مايو 2016 أطلقت مؤسسة الرئاسة بريداً إلكترونياً لاستقبال شكاوى وأسئلة واستفسارات المواطنين، وقيل إن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيطلع عليها بنفسه، في إطار حرصه الدائم على التواصل مع أطياف الشعب، والتعرف على مشكلاتهم واقترحاتهم، وتحقيق مبدأ الشفافية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار.
رئيس "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار"، حسام الجمل، قال إنه تم إطلاق التطبيق الجديد على موقع "غوغل بلاي"، وتم بثه تجريبياً، مضيفاً أن 16 ألف مواطن قاموا بتنزيل التطبيق على هواتفهم.فيما وصف الخبير البرمجي، مالك صابر، الخطوة بـ"الجيدة" لكنه في الوقت ذاته قال لـ"الجريدة": "طُبقت أفكارٌ مماثلة على الموقع الإلكتروني لمجلس الوزراء لكنها فشلت لعدم وجود متابعة جيدة وخطة لتلقي جميع الشكاوى وحلها"، مشيراً إلى أنها مجرد تطبيقات يتم إطلاقها في العالم الافتراضي، تنتهي جميعاً بالفشل ولا تحقق سوى نتائج سلبية، مثلما حدث من قبل مع البريد الإلكتروني الخاص بالرئاسة، معتبراً أنها "مجرد تصريحات لكسب ود الشعب ليس أكثر".في المسار ذاته، اعتبر الخبير الاقتصادي أحمد خزيم، أنها مجرد محاولة لإلهاء الشعب عن فشل الحكومة، مشيراً إلى أن الحكومة التي لم تلتفت إلى اقتراحات الخبراء في مؤتمر "شرم الشيخ" الاقتصادي، وتسببت في ارتفاع الأسعار، لا تملك إلا التصريحات الواهية للإيحاء للشعب بأنها تعمل على حل مشكلاته.
دوليات
تطبيق إلكتروني حكومي لاستقبال الشكاوى
20-01-2017