استبق الرئيس السوري بشار الأسد انطلاق محادثات أستانة يوم الاثنين، وأعلن أن محورها سيكون وقف إطلاق النار في جميع الأنحاء لحماية حياة الناس، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق.

وفي مقابلة مع قناة يابانية نشرت صفحة الرئاسة الرسمية على "فيسبوك" مقتطفات منها قال الأسد: "حتى الآن، نعتقد أن المؤتمر سيكون على شكل محادثات بين الحكومة والمجموعات الإرهابية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والسماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سورية، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة".

Ad

وأكد الأسد، في المقابلة التي تبث اليوم، أن "هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع توقعه في هذا الوقت"، معتبراً أنه "ليس من الواضح ما إذا كان سيتناول أي حوار سياسي".

وعلى الجانب الآخر، أكد رئيس وفد الفصائل القيادي في "جيش الإسلام"، محمد علوش، أن الهدف من المفاوضات هو تثبيت وقف إطلاق النار بشكل جدي، خصوصا بالمناطق المشتعلة في وادي بردى والغوطة الشرقية وجنوب دمشق وجميع الجبهات والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار.

وشدد على أن "وفد الفصائل مؤمن بأنه صاحب حق، وسيسعى لتحقيق أهدافه بأي مكان وبأي وسيلة لحقن دماء الشعب السوري"، مشيرا إلى أن "نظام الأسد إلى الآن لم يلتزم بوقف النار بسبب شرخ كبير ما بين الداعم الإيراني والروسي له".

مؤتمر جنيف

إلى ذلك، أعلن نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن فصائل المعارضة المسلحة التي لن تحضر اجتماع أستانة، باستطاعتها المشاركة في مفاوضات جنيف المخطط إجراؤها مطلع فبراير المقبل، مجددا تأكيده أن الأمم المتحدة تلقت دعوة للمشاركة في المحادثات وتأمل في أن تكون مثمرة. كما توقع أكبر تمثيل ممكن من الأطراف السورية في المناقشات.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن موسكو سترسل مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع للمشاركة في جولة محادثات أستانة.

وادي بردى

وعلى الأرض، حاصرت قوات النظام إثر معارك مستمرة منذ شهر منطقة وادي بردى، التي تعد خزان المياه المغذي لدمشق، وفق مصدر عسكري أوضح أن العملية "تمت بعد قطع طريق القلمون من الجهة الشمالية".

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أمس أنه "بعد تقدم من الجهة الشمالية الأربعاء، حاصرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني اليوم (أمس) منطقة وادي بردى، بعدما تمكنت من الفصل بينها وبين مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في القلمون".

وأشار عبدالرحمن إلى أن "قوات النظام عادة ما تلجأ إلى استراتيجية الحصار لتفضي في النهاية الى اتفاقات تسوية مع الفصائل في المناطق المحاصرة، على غرار ما حصل في مناطق عدة قرب دمشق وفي مدينة حلب"، مبينا أنها "تهدف للسيطرة على وادي بردى، سواء عبر عملية عسكرية، أو عبر تسوية وضمان عودة المياه الى دمشق".

وأفاد المصدر العسكري أن "الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية في مزارع بلدة عين الفيجة، مع استمرار المساعي لخروج المسلحين من البلدة دون عمل عسكري لتجنيب منطقة النبع المزيد من الدمار".

وأكد أن "عين الفيجة سقطت عسكريا والمسلحون مطوقون، ولا مفر لهم سوى بقبول التسوية أو استمرار العمل العسكري"، مضيفا: "نحن نفضل الحل الأول من أجل المباشرة بدخول ورشات الصيانة وإصلاح الأضرار وضخ المياه مجددا".

هجوم كفرسوسة

في غضون ذلك، تبنت جبهة "فتح الشام" مساء أمس الأول الهجوم الانتحاري الذي وقع في منطقة كفرسوسة في دمشق يوم الخميس الماضي، مشيرة إلى أنها استهدفت "أكثر من 16 مستشارا عسكريا روسيا".

وجاء في بيان نشرته الجبهة على حسابها على تلغرام: "انطلقت خلية مؤلفة من البطلين الانغماسيين أبومصعب المزي وأبوطلحة الديراني الى مكان الهدف، واندلعت اشتباكات أدت إلى ايقاع المستشارين الروس بين قتيل وجريح"، قبل أن يفجر الانتحاريان نفسيهما في فرق التعزيزات التي وصلت الى المنطقة المحصنة الراقية، والتي تضم مقرات أمنية واستخباراتية، فضلا عن مقري وزارة الخارجية ومجلس الوزراء.

معركة تدمر

وبينما أقدم "داعش" على إعدام 8 في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي هم 4 موظفين ومدرسين و4 من مسلحي الجيش الحر، واصلت ميلشيا "حزب الله" اللبناني سحب قواتها من حلب وتوجيهها عبر المروحيات إلى مدينة دير الزور ومطارها العسكري، لمنع سقوطهما بيد التنظيم، بعد تقهقر قوات النظام وميليشياته السريع في المدينة التي ضاق خناق "داعش" على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة تلك القوات.

ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن مصادر تابعة للحزب أن التنظيم تقدم في أحياء عدة، وحاصر بعضها، وقطع الطريق باتجاه المطار العسكري، كما أصبحت كتيبة المدفعية 137 شبه ساقطة، مشيرة إلى أن التعزيزات من محيط حلب ومن مناطق أخرى، من المتوقع أن تصل أطراف المطار غدا.

«درع الفرات»

وغداة قيام 9 مقاتلات روسية من نوع "سوخوي 24" و"سوخوي 25" وقاذفة من نوع "سوخوي 34" و8 طائرات تركية من نوع "فانتوم 16" و"فانتوم 4" بضرب 36 موقعا للتنظيم في مدينة الباب، بعد عملية استكشاف دقيقة، أعلنت رئاسة الأركان التركية أمس مقتل 18 عنصرا بقصف مدفعي على 182 موقعا تابعا لـ "داعش" في المنطقة ذاتها، بينها ملاجئ ومواقع دفاعية ومقار قيادة ومنشآت في إطار عملية "درع الفرات".

وأشارت رئاسة الأركان إلى أن "المقاتلات الروسية شنت غارات جوية على مواقع داعش في الباب، في إطار اتفاقية تعاون مع تركيا وقعت يوم الخميس الماضي لتنسيق الطلعات العسكرية الجوية في الأجواء السورية".