اصنع واقعك
تبرمجنا على أننا لسنا مسؤولين عما يحصل لنا، وأن هناك من يتآمر ضدنا، وأننا منزوعو الإرادة، لا حول ولنا ولا قوة، فنعيش حياة البؤس والشقاء والاضطهاد، ومن يسجن نفسه في هذا الفكر يكن حاله كحال من وضع حاجباً حاداً فوق رأسه بحيث لو نظر إلى الأعلى لقُطِع رأسه، لذا تعال معي في خطوات عملية لتنظف فكرك ومشاعرك وطاقتك من هذا الفكر الذي يجعلك عاجزاً عن الحراك، وتذكر أن الله سبحانه عندما خلقك كرمك «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا».ولو تفكرت في هذه الآية لوجدت أن الله أنعم عليك بنعم كثيرة؛ أهمها القدرة على الاختيار، بحيث جعلك أنت من تصنع واقعك باختيارك أفضل الأفكار التي تغير حياتك إلى الأفضل وتحيا الحياة التي أرادها لك مستخلفاً في الأرض، فالخليفة دائماً يعيش عزيزاً مكرماً في أرضه، أما من يختار أن يعيش ذليلاً فليعد النظر في مثل هذا الاختيار الذي يعاكس وظيفته الحقيقية... ومع بداية عام جديد إليك بعض التقنيات التي تجعلك تمارس خلافتك في الأرض كما ارتضاها لك ربك تعالى:
أولاً: افعل كل يوم عملاً جديداً وبسيطاً يقربك من هدف تريد تحقيقه، مثل نيل شهادة عليا، اقرأ ولو خمس عشرة دقيقة في التخصص، ابحث، اسأل، جرب، مارس ما يخصك، فبهذا يحدث لك اتساع شاسع في الوعي، فتلم بكل ما يخص هدفك.ثانياً: لا تقل لماذا لا أستطيع، بل قل لماذا لا أفعل؟ وافعل الشيء الذي ينقلك من شعورك كضحية إلى الشعور بالتحكم الأكثر بالموقف، وسلِّم بأننا دائماً نمتلك الخيار، فضع لك قائمة يومية بالأعمال كي تنجزها.ثالثاً: أزل كل الأنماط القديمة الخاصة بك وأنشأ ظروفاً ونسخة جديدة منك بمشاعر وطاقة جديدة، لأنه لا يمكنك أن تحقق هدفاً ما بنفس الطرق االتي لم تعمل معك في تحقيقه قبل ذلك وبنفس تفكيرك ومشاعرك المسيطرة عليك، لذا عليك خلق عادة أو طبع جديد بمشاعر وفكر جديد لتحقق هدفك الذي تريده، فابدأ عامك الجديد بصناعة واقع تريده.