المذيعة دانة العويصي: إعلاميو اليوم محظوظون بتكنولوجيا العصر

• تتمنّى تقديم برنامج عن المرأة يتجاوز فكرة اللقاءات المعتادة

نشر في 21-01-2017
آخر تحديث 21-01-2017 | 00:03
المذيعة دانة العويصي
المذيعة دانة العويصي
أكّدت المذيعة الواعدة دانة العويصي أن الشاشة الصغيرة كانت الحلم الذي لم يفارقها منذ طفولتها، وهي أعدَّت نفسها لتحقيقه من خلال متابعة حثيثة لبرامج نجمات الإعلام في العالم العربي بنهم وشغف. تعترف بأنها أثناء المشاهدة كانت تنفصل تماماً عن الأجواء المحيطة بها، وتذهب إلى دنيا أخرى تعيش فيها لحظات مع ذاتها وتحلّق في مجراتها إرضاء لهذا الهاجس الذي كان يرافقها ويقول لها إنها لا بدّ من أن تكون يوماً ما واحدة من صانعي الإعلام، الذي يحتاج الإبحار فيه إلى كثير من التعب والمثابرة والثقافة. كذلك ترى أن الشاشة والقراءة تجربتان مترافقتان لا تنفصلان، فالشاشة سفر، والقراءة متعته.
ما أبرز صفاتك، وعمّا تبحثين من خلال التقديم التلفزيوني؟

أنا ببساطة إنسانة طموحة تعشق عملها وتسعى جاهدة دائماً إلى تحقيق أحلامها. أحاول أن أضع بصمتي في التقديم، بغض النظر عن الوصول إلى الشهرة، ولن أستعجلها لإدراكي التام بأن الموهبة ستصل حتماً إلى كل مكان وإن تأخرت قليلاً.

ماذا عن تجربتك في محطتك الأولى على الشاشة برنامج «رايكم يا شباب»؟

سعيدة بالعمل مع فريق البرنامج، وبالصدى الذي يحققه الأخير في عالم الشباب كونه يستضيف أشخاصاً مبدعين ومتميزين، من بينهم أدباء وشعراء وفنانون تشكيليون وموسيقيون ومغنون باحثون عن مكان تحت شمس الغناء.

مصدر فخر

من هنّ الإعلاميات اللواتي أثّرن فيك وتحلمين بتحقيق شهرتهن ومكانتهن؟

أمينة الشراح، وفاطمة حسين، ومن الجيل الراهن إيمان نجم. للحقيقة، إنهن مصدر فخر ويؤكدن أن المذيعة الكويتية أثبتت مكانتها على المستويين الخليجي والعربي منذ سنوات طويلة، وتحافظ على صورتها بنجاح مدهش يثمن لها ولجهدها وقدرتها.

من الشخص الذي تحسبين له ألف حساب قبل ظهورك على الشاشة؟

المشاهد الذي أصبح لديه الوعي الكافي للتدقيق في ما تعرضه الشاشات، من ثم يختار برامج تعبّر عنه وتمسّ حياته مباشرة بعيداً عن الفذلكة. كذلك يعبّر من خلال المدونات وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي عن رضاه عن هذا البرنامج أو ذاك، أو سخطه، بشكل فوري.

رحلة الحلم

هل رحلة تحقيق حلمك كانت ميسّرة أم أنك واجهت صعوبات؟

أنا محظوظة لأن بدايتي العملية كمذيعة كانت في تلفزيون «الراي» الذي فتح الأبواب أمام انطلاقتي، ومن خلال الاحتكاك برموزه وكوادره الرائعة وقيادته المتميزة أصبحت رغم حداثة تجربتي أكثر وعياً وإدراكاً لما أريد، وأخذني عالم الشاشة الساحر إلى مناطق كثيرة ومتعددة في الحياة، كذلك منحني الثقة بالنفس والغنى والتنوع، وأدخلني في تحد مع ذاتي. أعتقد أن الإعلام عموماً لا سقف له. هو بحر كبير والعاملون فيه نقطة في مائه.

مهارات إعلامية

ما النصيحة الغالية التي حصلتِ عليها من زملائك الكبار في هذا المجال؟

لا يكفي أن يكون مقدم البرامج موهوباً، بل لا بد من أن يكتسب مهارات إعلامية عن طريق الدراسة والعلم، من ثم التطبيق على أرض الواقع من خلال برامج متنوعة تساعده في اكتشاف ذاته وتطوير مهاراته. في الأحوال كافة، المذيعة الناجحة يجب أولاً أن تكون مدركة أهمية الإعلام وملمة بجوانبه كافة وأبرزها الجوانب التطبيقية كالتصوير، والكتابة، والتحرير، والإخراج، والمونتاج، والتصميم، ما يعطيها جاهزية أكبر ودراية أوسع ومهارة أشمل في الأداء، وهي من مكونات الإعلامي الناجح إلى جانب الثقافة واللغة والخبرة والاجتهاد.

في أي برامج تجدين نفسك؟

أتمنى أن أقدِّم البرامج الاجتماعية التي تجعلني على تماس كبير مع الجماهير، لا سيما تلك التي تخدم النساء إنسانياً ومهنياً ومعنوياً، وتسلّط الضوء على تجاربهن الشخصية لتستفيد الأخريات من هذه الدروس في حياتهن، فالمرأة كانت تمثّل نصف المجتمع سابقاً أما الآن فهي المجتمع كله. وأتمنى أن أخوض هذه النوعية من البرامج بأسلوب يتجاوز فكرة اللقاءات المعتادة لأقدم الضيفة التي أحاورها بصيغة الحياة التي نعيشها، فنبدو صديقتين تتحدثان في قضايا الحياة التي تشتركان بالكثير من سماتها.

ما هو أكبر مكسب تحقّق للمذيعات من جيلك؟

كثرة القنوات الفضائية هي المكسب الكبير من الثورة التكنولوجية لمذيعات ومذيعي اليوم، لأنها تبرز مواهبهم الحقيقية في طرائق التقديم وتدخلهم عن غير قصد في منافسة مع بعضهم بعضاً. ذلك كله، يضعهم في حالة عمل دائم على تطوير قدراتهم وأدائهم وحضورهم على الشاشة حيث يبرز في المقام الأول جمال العقل قبل جمال الشكل.

لغة الضاد

بالمقارنة مع القنوات العربية والناطقة بلغة الضاد التي تبث من لندن وألمانيا وفرنسا، ترى دانة العويصي أن التلفزيون في منطقة الخليج يتطوّر بشكل هائل، وأصبح هامش طرح القضايا فيه أكثر جرأة وشفافية. تتابع: «لكن ما نحتاج إليه في بلدنا الكويت ومنطقتنا الخليجية عموماً، بل العربية، مواكبة التطور من خلال التخصص وإعادة تأهيل الكوادر عبر دورات إعلامية، لأن مقولة أن الإعلام يقوم على الموهبة لم تعد تكفي، بل تحتاج الأخيرة إلى صقلها باستمرار، حتى نرتقي بإعلامنا وإعلاميينا إلى مستوى يجعلنا على قدم وساق مع المنافسين خارج حدود الوطن الكبير، من ثم نقدم الرسالة الإعلامية ضمن النطاق الموضوعي المقنع».

لا يكفي أن يكون مقدم البرامج موهوباً

عالم الشاشة الساحر أخذني إلى مناطق متعددة في الحياة
back to top