السفير البرازيلي لـ الجريدة•: الكويت هي البلد الأكثر ديمقراطية في المنطقة

• ما هي المجالات التي تحتاج إلى تطوير في العلاقات بين البرازيل والكويت؟

- هناك العديد من نقص المعلومات في العلاقة بيننا، ولا يعرف بعضنا عن الآخر بشكل كاف، وربما يعرف الكويتيون عن البرازيل من خلال الكرة وكأس العالم، وما نعرفه عن الكويت كشعب برازيلي أن الكويت بلد غني لديه كثير من النفط وغني، وتم غزوه من قبل العراق، ومناخها حار، وما لا نعرفه عن بعضنا هو الجزء الكبير الجيد. يجب علينا أن نعلم أكثر عن الكويت ونعمل على اكتشاف الفرص الاستثمارية خارج نطاق صناعة اللحوم والدواجن في المجالات كافة مثل المعلوماتية والصناعات وغيرها.

كما أن سمو الأمير الذي كان لي شرف لقائه، وقام بتعزيتنا بضحايا الطائرة البرازيلية، وقمت بدوري بشكر سموه على مشاعره النبيلة، وقد دعا سموه الشركات البرازيلية إلى المشاركة في التنمية الاقتصادية لدولة الكويت.

تسويق التراث

ونحن نعلم أن الكويت تتجه إلى خفض اعتمادها على النفط، وهذا يعني أن هناك فرصا متاحة للشركت الكويتية في البرازيل، والكويت تعرف كيفية التعامل مع جيرانها، وهي البلد الأكثر ديمقراطية في المنطقة، وهناك العديد من الإيجابيات في الكويت التي يمكننا التعلم منها، ولكن أتمنى عليها تسويق تراثها وثقافتها الغنية بشكل أكبر في الخارج، ليعرف الآخرون عنها.

ونحن نتحدث الإنكليزية والإسبانية والبرتغالية، والنقطة الأساسية هي الصورة المنطية التي يولدها أحدنا تجاه الآخر. بينما ما يعرف عن البرازيل هو الكرنفال والسامبا، وعندما نتحدث عن الثقافة الكويتية لا نعرف عنها شيئا، والكويت لديها فولكلور وموسيقى رائعة ومنتوجات يدوية جميلة كالسدو نتمنى رؤيتها في بلادنا.

ونحن نحتاج إلى جلب مغنيين وعازفي غيتار وبيانو برازيليين، وفي المقابل دعوة فرق كويتية إلى بلادنا، ومن أجل تسهيل هذا سنطلب من الحكومة الكويتية إعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة البرازيلية من الفيزا.

وفي عام 2018 سنحتفل بالذكرى الـ 50 للعلاقات الثنائية. كما يجب علينا زيادة زياراتنا الثنائية ورئيسنا ميشال تامر له أصول لبنانية، وهو مهتم بالمنطقة، لاسيما أن آخر وزير خارجية برازيلي زار الكويت في عام 2005، وهذا وقت طويل، لذلك، علينا تبادل الزيارات بصورة أكبر.

العلاقات الاقتصادية

• ما هو مستقبل العلاقات الاقتصادية؟

- الأساس هو تعرفنا على أحدنا الآخر، والبرازيل لديها الإمكانات اللازمة للمشاركة في تنمية الأمن الغذائي في الكويت، كما أن الشركات الدفاعية توفر فرصا استثمارية واعدة، ومن هنا أدعو المستثمرين إلى الاستثمار في القطاعات الغذائية والسلاح، ويجب ألا ننسى أن الاستثمارات الكويتية موجودة في البرازيل منذ زمن ففي ثمانينيات القرن الماضي، تمثلت هذه الاستثمارات بشركة فولكس فاغن الألمانية بالبرازيل.

وتشتهر البرازيل أيضا بقطاع الطاقات البديلة وتولي للبيئة اهتماما كبيرا ونعيد تدوير 80 في المئة المعلبات في البرازيل، وينعكس ذلك من خلال الشركات الأجنبية التي توجد في السوق البرازيلي للاستثمار في هذا القطاع، إضافة إلى قطاعات النفط والغاز مثل شركة توتال الفرنسية، وما يميز الاستثمار في البرازيل هو رأس المال البشري المكون من أصحاب الحرف والمهن والمحترفين وذوي الشهادات العليا.

كما أن بيئتنا آمنة جدا وهناك شركات مثل 1929 بيريللي وفولكسفاغن منذ الخمسينيات. والبرازيل، هي سوق ناشئ واعد وبسيط. كما يعد القطاع التكنولوجي قطاعا واعدا للاستثمار به، كما قطاع الطائرات التجارية.

وتعتبر شركة إمبراير وطائراتها مطلوبة من قبل رجال الأعمال في أنحاء العالم، وقد استخدمت طائرتها من قبل العديد من الشركات الطيران الإقليمية والجيوش. وسأقوم بالعمل على اتفاقية لتسهيل الاستثمارات المتبادلة.

رحلات مباشرة

• ماذا عن المسافة الطويلة بين البلدين؟

- أطمح إلى تسيير رحلات مباشرة من الكويت إلى البرازيل، ولكن هذا مرتبط باستراتيجية شركات الطيران. وهناك أكثر من 3 رحلات غير مباشرة، وازدياد الطلب على الرحلات بين الطرفين مرتبط بزيادة معرفة الطرفين بأحدهما الآخر، وعندما يعرف الطرفان عن بعضهما أكثر سيزيد الطلب عند الناس، الأمر الذي قد يدفع بشركات الطيران إلى تسيير رحلات مباشرة.

يقولون إن البرازيل بعيدة، ولكنها المسافة نفسها من الكويت إلى الولايات المتحدة في رحلة تتطب 14 ساعة من الدوحة عبر الخطوط أو عبر دبي وأبوظبي. أريد ان يستمتع الناس بسحر البرازيل والفرص الكامنة للاستثمار وتمتين معرفة بعضنا بالآخر، لاكتشاف ثراء الثقافة البرازيلية من موسيقى لاتينية وكلاسيكية، إضافة إلى التعرف على إبداعات الفنانيين البرازيليين في مجال الرسم والنحت وتحقيق المصالح الاقتصادية المتبادلة بين الطرفين.

وأدعو الجميع إلى زيارة شواطئ البرازيل الخلابة، والتعرف إلى حضارتها المتنوعة ومجتمعها الودود.

• ماذا عن العلاقات الرياضية؟

- تشتهر بلادنا بكرة القدم، وتعتبر الرياضة البرازيلية مدرسة بحد ذاتها، إلا أن بلادنا تشتهر أيضا برياضة الجيوجيتسو البرازيلية، وتنظيم فعاليات من هذا النوع يحتاج إلى رعاة، فالرياضة مهمة محليا ودوليا، وتنمي قدرات الفرد، وشخصيا مارست الجودو في الصغر، وساهم ذلك بتشكيل شخصيتي.

بلد آمن

• هل البرازيل آمنة للسياح؟ وماذا عن متطلبات الفيزا؟

- لم أتعرض للسلب في حياتي أبدا بالبرازيل، إذ ولدت في كوباكابانا بريو دي جانيرو التي تمتلك أحد أشهر الشواطئ بالعالم، في حين تعرضت سيارتي للسرقة مرتين في إيطاليا، ولهجوم في باريس، ورغم أن الكويت بلد آمن، لكنها تعرضت لتفجير آثم داخل مسجد قتل فيه أبرياء، وكذلك مصر تعرضت لتفجير كنيسة، وبرلين تعرضت لهجوم، وإن ذهبت للولايات المتحدة واجهت الأمر ذاته. أما الفيزا فإن متطلباتها بسيطة جدا، ويمكن لمقدم طلب الحصول عليها تسلمها في غضون أيام.

• كيف تصف التحول السياسي في البرازيل من الرئيسة ديلما روسيف إلى الرئيس ميشال تامر؟

- كان التحول هادئا وفق الدستور، والكونغرس تابع كل العملية منذ البداية. وفي النهاية البرازيل دولة تحترم الدستور.

نزاعات المنطقة

• ما الحل الأفضل الذي تراه للنزاعات في المنطقة؟

- الحوار هو الحل الأفضل، فإذا نظرت إلى البرازيل وجدتها بلدا متنوعا يحوي خليطا من كل الأعراق والأجناس، ولا نناقش الأمور الدينية أو معتقدات الآخرين، وكلنا مهاجرون وأجدادنا ذهبوا إلى البرازيل للحصول على حياة أفضل، والجميع يقول أنا برازيلي، ورئيسنا ميشال تامر يقول إنه برازيلي لا لبناني.

والبرازيل يمكنها أن تلعب دورا محوريا في تقريب وجهات النظر في صراعات المنطقة، فلدينا ثقافة تفاوضية وقبول للآخر، ولم يكن لدينا حرب أهلية، بل بعض التحركات من بعض المجموعات، وليس لدينا قوانين عنصرية كما في الولايات المتحدة. وأنا على يقين أن الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لديه القدرة على التفاوض والمشاركة في حل النزاعات وتقريب وجهات النظر، وكذلك الرئيس تامر لديه مهارات تفاوضية عالية، وهو القادم من عالم المحاماة والسياسة، وبالمحصلة النزاع في سورية والعراق وليبيا معقد، وتبقى هناك مصالح دول.

تتميز البرازيل بالموقع الاستراتيجي المهم، وتعد من الأسواق الناشئة الأكثر نموا، وتعتبر أكبر دولة في أميركا الجنوبية وأميركا اللاتينية بمساحة تبلغ نحو 8.5 ملايين متر مربع. ويبلغ عدد سكانها 190 مليون نسمة.

وصنفت البرازيل كأكبر سادس سوق عالمي عام 2012، واستحوذت على 32 في المئة من الوظائف بأميركا اللاتينية في السنوات الأخيرة.

وفي مجال التكنولوجيا والابتكار، تمتلك أكبر قطاع علمي وابتكاري متنوع في أميركا اللاتينية، الأمر الذي مكنها من التفوق في صناعة الطائرات وتقينات الاستكشاف الجيولوجي والبحث في أعماق البحار والتكنولوجيا الزراعية والمعلوماتية.

وتعد البنية التحتية للبرازيل جيدة، إذ تمتلك 67 مطاراً و64 مرفأ وشبكة طرق تبلغ مساحتها 1.6 مليون كيلو متر، كما أنها تعتبر من أكبر منتجي ومصدري المنتجات الغذائية، وأكبر منتج لمادة الايثانول والقهوة والدجاج واللحوم والجلود والحديد الخام.

ولد نورتون رابستا في مدينة ريو دي جانيرو لأب أرجنتيني، وهو وحيد والديه، بدأ مسيرته بعد تخرجه من كلية الحقوق وانضم للأكاديمية الدبلوماسية عام 1982 لينطلق إلى العالم الدبلوماسي عام 1983. خدم في روما وبلجيكا وأبوظبي وزيبمابوي وكسفير في فنلندا وأنغولا، ليحط بطائراته في دولة الكويت.

عمل في الرئاسة البرازيلية لسنة وشارك في وفود تجارية لتمثيل بلاده حول العالم. يتحدث الاسبانية والايطالية والبرتغالية والفرنسية ويرغب في تعلم العربية. متزوج حديثا، وصاحب شخصية مرحة، ويرى أن السماء حدوده، فهو طيار مجاز وعاشق للسيارات الرياضية والأطباق العالمية.