تحولت منطقة الحساوي إلى مرتع للمخربين وعشاق الظلام والجريمة من أصحاب الجنسية الآسيوية، وغالبيتهم من "البنغاليين"، المصنفين ضمن فئة "العمالة اليومية" أو "الباعة المتجولين".

وتعاني المنطقة زحاما خانقا، خصوصا في ساعات الذروة، ما يتسبب في اكتظاظ الشوارع بالسيارات والمارة، حيث تنطبق عليها العبارة الشهيرة: "الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود".

Ad

الوضع المسأوي للحساوي المنسية يثير التساؤل: ألا يستحق هذا الوضع وقفة لتصحيح الأوضاع؟ أم سنستمر في دفن رؤوسنا في الرمال حتى نفيق على كارثة؟!

ينتشر بائعو السلع والمواد الغذائية كالفواكه والخضراوات مجهولة المصدر في شوارع الحساوي، والتي من المرجح أنها "توالف" الجمعيات التعاونية، حيث يعرض البائع "الفرش" الخاص به على أحد جانبي الطريق.

ومن الغريب أن السكان يعرفون بعدم مطابقة هذه المواد للشروط الصحية، ولكن بسبب رخص ثمنها يقبلون عليها، بالرغم من أن الثمن وحده ليس مبررا لتدمير الصحة، فربما هناك أسباب نفسية أخرى تبلورت داخل السكان نتيجة "العشرة" الطويلة مع المرتجعات والحشرات!

وفي أثناء جولة "الجريدة" في شوارع الحساوي المكتظة، مررنا على محل لبيع اللحوم يتخذ من الرصيف "ثلاجة" لحفظ سلعته، من دون عازل عن الأرض أو غطاء من الحشرات المنتشرة حول "برك المياه" المنتشرة بالمنطقة، والتي أصبحت علامة مميزة لها.

أما على الجانب الآخر، فتجد أحدهم يفترش الأرض ببعض الأسماك التي طهيت بحرارة الشمس قبل بيعها، وتم "تتبيلها" بالأتربة وعوادم السيارات!

ولا يمكننا زيارة الحساوي دون المرور على أسواقها (الحرامية) و(الخضار)، فهي مكتظة بالبضائع والسلع رخيصة الثمن، فيها تجد طلبك مهما كان نوعه، سواء مواد غذائية، أو ملابس، أو معدات، أو أجهزة إلكترونية... إلخ.

لكن لا تسأل عن إجراءات أمن أوسلامة ولا سجل تجاري أو رخصة صحية، فقط احصل على ما تريد، أو ارحل فى صمت.

غياب الرقابة أيضا علامة مسجلة لهذه الأسواق التي يتردد عليها وافدون من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية، حيث لا توجد رقابة أو تفتيش من الأجهزة المعنية بشأن مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، أو ملاءمة ونظافة أماكن التخزين والبيع.

مخدرات ودعارة

ومن التجارة المغشوشة، إلى تجارة السموم البيضاء وبائعات الهوى، يجد ضعاف النفوس في أزقة وحواري الحساوي بيئة مناسبة لصناعة وترويج سمومهم من مواد مخدرة وخمور وغيرها، كما تنتشر "شقق" بائعات الهوى اللاتى يجذبن "العمال" المنهكين لقضاء متعتهم نظير حفنة من الدنانير.

قابلنا سامي (هندي) رفض نشر اسمه كاملا أو صورته، معللا بلهجته العربية الضعيفة "لا اسم لا صورة، ما يبي تسفير إلى بلاد بسبب صحافة"، حيث أكد أن تجار المخدرات ينتشرون فى المنطقة، ويتعرفون على زبائنهم من خلال إشارات وكلمات سر فيما بينهم، كما أشار إلى وجود أشخاص مهمتهم الربط بين المنحرفين أخلاقيا الباحثين عن اللذة الحرام وبين الساقطات المنتشرات في بعض الأبنية المعروفة لسكان المنطقة.

البنية التحتية

وعن البنية التحتية لمنطقة الحساوي حدّث ولا حرج، وكأنها سقطت من خريطة الاهتمام، فعند دخولنا للمنطقة من ناحية "الدائري السادس" لاحظنا وجود حفر كبيرة مليئة بالمياه، تبين لاحقا أن مصدرها هو "الصرف الصحي"، أما أساسها فمجهول، أو "هذه حفر قديمة اعتدنا عليها وما عدنا نبحث عن المتسبب فيها"، على حد تعبير أحد المارة.

بدوره، اصطحبنا محمود الماجدى (مصري) يعمل سائقا بإحدى شركات منطقة صبحان ويسكن بالمنطقة منذ 5 سنوات، في جولة بشوارع الحساوي الداخلية، للوقوف على حالة السكان عن قرب، حيث وجدنا طرقات ترابية أو قل "طينية" تغمرها مياه كريهة الرائحة، لدرجة لا يتحملها الإنسان الطبيعي، أما الأبنية السكنية فحالتها أسوأ.

من جهته، طالب عبدالله أبوتركي (كويتي) رجال المرور بالوجود الدائم عند مداخل منطقة جليب الشيوخ ومخارجها، لإجبار سائقي السيارات على الالتزام بقواعد المرور، حيث اشتكى من أن الجميع يكسرون القواعد المرورية المعمول بها في الكويت، كما انتقد "صفط" البعض سياراتهم على الجانبين، ما تسبب بضيق الطريق الضيق أصلا، معتبرا أن سائقي "الباصات" جاءوا من عالم آخر ليوقفوا سياراتهم في وسط الطريق، بحثا عن ركاب، دون الالتزام بالإشارات المحددة لهم.