أعرب الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ اليوم السبت عن تقديره لدولة الكويت وامتنانه لها على الكرم الذي تبديه دائماً، مثنياً على دورها الفعال في تعزيز الأمن الإقليمي.

Ad

وقال شتولتنبرغ في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) قبل يومين من زيارة سيقوم بها إلى الكويت لافتتاح المركز الإقليمي لمبادرة إسطنبول للتعاون المنبثقة عن الحلف «أن هذا المركز الذي يعتبر الأول على مستوى منطقة الخليج العربي يمثل معلماً مهماً في التعاون الكبير للحلف مع الكويت والمنطقة بأسرها».

وأوضح أن المركز سيشكل محوراً للتعاون بين حلف (ناتو) وشركائه الخليجيين في عدة مجالات بما فيها التحليل الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ المدنية والتعاون بين القوات المسلحة والديبلوماسية العامة.

وأكد شتولتنبرغ أن المركز سيسهل أيضاً عملية تبادل الخبرات ويحسن التفاهم بين الناتو والكويت وكذلك مع الشركاء الثلاثة الآخرين في مبادرة إسطنبول للتعاون وهم مملكة البحرين ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشار إلى أن السلطات الكويتية اقترحت إنشاء هذا المركز خلال انعقاد قمة (ناتو) في مدينة شيكاغو الأمريكية عام 2012، لافتاً إلى أن الحلف وافق على ذلك بكل امتنان.

وأضاف أنه سيصل إلى الكويت خلال يومين للاحتفال بافتتاح المركز الذي زار موقعه في العام الماضي.

وشدد الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي والذي ستستغرق زيارته إلى الكويت يومين على أن «أمن الخليج مرتبط مباشرة بأمن كافة الحلفاء في ناتو فنحن نتشارك ذات التطلعات نحو السلام والاستقرار كما نتعرض لنفس التهديدات الأمنية المشتركة ومنها الإرهاب وانتشار الأسلحة والدول المنهارة».

واعتبر شتولتنبرغ «أن التهديدات الأمنية المشتركة تجعل وجوب العمل عن كثب سوياً أكثر أهمية ولهذا نعمل على تعزيز حوارنا السياسي وتعاوننا العملي».

ولدى حلف (ناتو) برامج شراكة مع الأعضاء الخليجيين الأربعة في مبادرة إسطنبول للتعاون التي أطلقت خلال قمة الحلف التي انعقدت في المدينة التركية عام 2004.

وعن ذلك الأمر أوضح شتولتنبرغ «أنه إذا أخذنا الكويت كمثل فإننا نتعاون معها عن كثب في مجالات تشمل إدارة الأزمات والسياسة الدفاعية والدفاع ضد التعرض لأسلحة كيماوية وبيولوجية وإشعاعية ونووية»، مضيفاً أن اتفاقية الترانزيت الموقعة بين الكويت والحلف خلال زيارته الأخيرة عام 2016 تشكل مثلاً آخر على قيمة ما توفره هذه الشراكة التي تسهل حركة تجهيزات وعناصر الحلف في كافة أنحاء المنطقة.

وجدد التأكيد على أن حلف الناتو يقدر بعمق شراكته مع الخليج مضيفاً «أن زيارتي المقبلة إلى الكويت والمركز الإقليمي الجديد يؤكدان على الأولوية التي نوليها لبناء المزيد من التعاون»، معرباً عن ترحيبه بانضمام المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لمبادرة إسطنبول للتعاون إذا رغبتا في ذلك.

وذكر في هذا السياق أن مجلس التعاون الخليجي الذي تنتمي الدولتان اليه يلعب دوراً رئيسياً في الاستقرار الإقليمي كاشفاً عن أنه التقى وزير الدفاع السعودي بمقر الحلف في العام الماضي «وأعرب عن استعداد المملكة لمزيد من التعاون لذا فإننا نتطلع إلى حوار مستمر حول تعميق علاقاتنا».

وأكد شتولتنبرغ التزام الحلف بمكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار بما في ذلك من خلال العمل مع مجموعة من الشركاء في كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً في هذا السياق إلى «إننا قمنا بتدريب المئات من الضباط العراقيين في الأردن لمحاربة (داعش) بشكل أفضل وبدءاً من الشهر الجاري نحن بصدد توسيع جهودنا في العراق نفسه».

وأفاد بأنه «في تونس نحن ندعم تدريب القوات الخاصة التونسية بينما في أفغانستان نساعد على ضمان ألا تعود البلاد مرة أخرى ملاذاً آمناً للإرهاب الدولي فعندما يكون جيراننا أكثر استقراراً نكون نحن أكثر أمناً».

ولفت إلى أن حلف شمالي الأطلسي يواصل أيضاً تقديم الدعم المباشر للتحالف العالمي لمحاربة ما يسمى تنظيم داعش من خلال طائرات الاستطلاع (أواكس) وتوفير بيانات المراقبة لدعم العمليات الجوية في وقت يساهم كل أعضاء الحلف في هذا الجهد بطرق مختلفة.

ورأى في هذا الاطار أن «التحالف الدولي تحرز تقدما مطرداً وأن تنظيم داعش يخسر السيطرة على الأرض»، معتبراً بذلك «أننا نبدأ عام 2017 وأنا على يقين بأن حلف الناتو سيبقى حجر الزاوية للأمن الأوروبي - الأطلسي كما أنه لا يزال يوحي بالاستقرار خارج حدودنا».

وختم شتولتنبرغ بالقول «مرة أخرى أثبت تاريخنا بأن الناتو يمكن أن يتكيف وينجز وفيما نواجه اليوم التحديات الأمنية الأكثر خطورة لجيلنا فإننا نواصل تكيفنا مع الأوضاع».