أستانا تجمع الحكومة السورية والمعارضة على طاولة واحدة دون أي دور لواشنطن

نشر في 21-01-2017 | 13:43
آخر تحديث 21-01-2017 | 13:43
No Image Caption
يجلس ممثلون عن الحكومة السورية والفصائل المعارضة الأثنين حول طاولة واحدة في عاصمة كازاخستان لاجراء مباحثات هي الأولى بين الطرفين منذ بدء النزاع الدامي قبل حوالي ست سنوات.

وتختلف هذه المباحثات عن سابقاتها إذا تجري للمرة الأولى برعاية تركيا، الداعمة للمعارضة، وايران وروسيا، أبرز حلفاء دمشق.

وتبدو مباحثات استانا عسكرية أكثر منها سياسية إذ تهدف أساساً إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد بحضور وفد سياسي يمثل الحكومة السورية وآخر يمثل المعارضة المسلحة فيما يقتصر دور المعارضة السياسية على تقديم الاستشارة.

ويبدو التباين حيال رؤية الطرفين لمضمون المحادثات واضحاً، إذ أعلن الرئيس السوري بشار الأسد الخميس أنها ستركز على وقف اطلاق النار من أجل «السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة».

أما الفصائل فتؤكد أن النقاش سيقتصر حصراً على تثبيت وقف اطلاق النار.

وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الذي سيرأس وفد الأمم المتحدة إلى استانا، عن أمله في أن تشكل المباحثات أساساً لحل سياسي يُستأنف بحثه في مفاوضات جنيف التي يأمل عقدها في الثامن من فبراير.

وفود

وترسل دمشق إلى استانا وفداً سياسياً برئاسة مندوبها لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

وتشارك الفصائل عبر وفد عسكري يرأسه محمد علوش، القيادي في جيش الإسلام، وهو فصيل نافذ قرب دمشق، ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية.

أما حركة أحرار الشام الإسلامية، الأكثر نفوذاً بين الفصائل المعارضة والمدعومة من تركيا، فأعلنت عدم مشاركتها لأسباب عدة بينها «عدم تحقق وقف اطلاق النار» واستمرار القصف الروسي.

إلا أنها أكدت في الوقت ذاته دعمها للفصائل التي ستحضر أن توصلت إلى «نتائج طيبة».

وتأتي المباحثات التي ستعقد في فندق ريكسوس في استانا في وقت بات فيه الجيش السوري في موقع قوة على الأرض خاصة بعدما تمكن الشهر الماضي من السيطرة على كامل مدينة حلب.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي «هناك قلق حقيقي لدى المعارضة، من أن ينجر ممثلو الفصائل المعارضة غير المعتادين على هذا النوع من المفاوضات الدولية إلى حل سياسي لصالح النظام».

تقارب

ويلقي مؤتمر استانا الضوء أكثر على التقارب بين روسيا وأنقرة بعد سنوات من الاختلاف حول الأزمة السورية وأزمة دبلوماسية ناتجة عن اسقاط تركيا لطائرة حربية روسية في سوريا.

وإثر تقارب على الصعيد الدبلوماسي تُوج في رعايتهما إلى جانب ايران اتفاق وقف اطلاق النار الساري منذ نهاية ديسمبر، انتقلت موسكو وأنقرة إلى تنسيق عسكري مباشر في سوريا في توجيه ضربات جوية مشتركة ضد المتطرفين.

وطالما كان الخلاف على مصير الأسد العنصر الأبرز، فالمعارضة السورية المدعومة من أنقرة تصر على مرحلة انتقالية دونه، الأمر الذي ترفضه دمشق تماماً.

إلا أن تركيا بدت مؤخراً أكثر ليونة في موقفها من الأسد بعد اصرارها على مدى سنوات على ضرورة خروجه من السلطة.

وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك الجمعة أن «تركيا لم يعد بوسعها أن تصر على تسوية من دون الأسد، هذا غير واقعي».

ومباحثات استانا هي الأولى التي ستجري برعاية روسية تركية ايرانية بعد استبعاد أي دور لواشنطن التي شكلت مع موسكو الطرفين الضامنين لاتفاقات الهدنة السابقة التي مهدت لجولات المفاوضات بين طرفي النزاع في جنيف.

وبرغم معارضة ايران حتى لحضور واشنطن في المؤتمر، وجهت موسكو دعوة لإدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إلا أنه لم يرد حتى الآن أي تأكيد من الأخير.

وكانت ايران استبعدت عن المشاركة في مفاوضات جنيف حول سوريا، إلا أن الحال تغيرت وباتت إحدى الدول الراعية لمؤتمر استانا وستشارك فيه عبر نائب وزير الخارجية حسين جابر انصاري.

وبرغم أنها تنظر بحذر إلى التقارب الأخير بين موسكو وأنقرة، ترى ايران في مؤتمر استانا وسيلة لتعزيز نفوذها الإقليمي، بحسب محللين.

انجاح المحادثات

وستشارك كل من فرنسا وبريطانيا في المؤتمر على مستوى السفراء، وفق مصدر دبلوماسي أوروبي، كما سيُمثل الاتحاد الأوروبي بوفد رسمي.

وتبذل موسكو وطهران مع أنقرة جهوداً حثيثة لانجاح المحادثات.

ويأتي ذلك بعد حوالي ست سنوات من مبادرات دبلوماسية عدة باءت بالفشل واصطدمت بخلاف على مصير الرئيس السوري، آخرها ثلاث جولات مفاوضات غير مثمرة في جنيف في 2016.

ويقول بوريس دولغوف الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الشرقية في موسكو أن «نجاح أو فشل مؤتمر استانا ليس مقرراً سلفاً».

ويضيف «إذا حصل تقدم فاعتقد أن جزءاً من المعارضة المسلحة سيشارك في مفاوضات جنيف» المقبلة، إلا أن عملية السلام برمتها تبقى «هشة جداً».

back to top