أول العمود:
البرلمان سيناقش التركيبة السكانية يوم 2 فبراير القادم... نتمنى أن يكون الكلام حول تجارة الإقامات لا الوافدين!***
نعم، يمكن أن نردد عنوان المقال بكل ثقة، يمكننا أن نصحب العائلة والأصحاب للذهاب إلى المسارح ومراكز الترفيه المختلفة في البلاد، والتي لا يخلو أسبوع من فعالية أو نشاط فيها، فقد عادت المؤسسات الثقافية كالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومركزا اليرموك والأمريكاني الثقافيان، وقرية الشيخ صباح الأحمد التراثية، وأخيرا مركز جابر الثقافي، وجمعيات نشطة كرابطة الأدباء إلى حراكها الثقافي.إذاً، هناك حراك ثقافي على الأرض في الكويت يمضي بهدوء، لكنه يتطلب نوعاً من الرعاية والإدارة بحيث يتم تجييره ضمن سياسة سياحية وترفيهية توكل إلى جهة ما لاستثمار جهود تلك الجهات التي ذكرناها وغيرها مستقبلا، إذ إننا على موعد لافتتاح مركز عبدالله السالم الثقافي قريباً.ما يمكن أن نفعله اليوم هو الاهتمام بالترفيه عن الناس، مقيمين أو قادمين لقضاء أيام معدودة، والاهتمام يجب أن يكون من مطار البلد باستحداث منافذ للإعلام والدعاية، لما هو موجود في برامج تلك المؤسسات، وبخلق شبكة نقل لزيارة أماكن الفعاليات خاصة للقادمين.بناء مؤسسات ثقافية جديدة جهد عظيم يليق بالكويت، لكنه سيكون جهداً ضائعاً إذا لم تتم إدارته بشكل جيد، فنحن اليوم نفتقد لتدريب كوادر بشرية تعمل في مجال الترفيه، فمبانٍ كمركزي جابر الأحمد وعبدالله السالم الثقافيين من الضخامة ما تتطلب النظر في مسألة التدريب هذه.حركة التنقيب عن الآثار باتت أكثر نشاطاً خلال السنوات القليلة الماضية، فخلال عام ٢٠١٦ زار الكويت ٧ فرق تنقيب أجنبية وفرقة خليجية واحدة كشفت النقاب عن الكثير مما لا نعلمه عن تاريخ المنطقة وتمازجها مع الإقليم، ويحفز لبذل المزيد لتسهيل ذهاب الناس لجزيرة فيلكا ومنطقة الصبية وغيرها ضمن رحلات منظمة وآمنة. أخيراً، يجب أن نؤكد للذين يقفون موقف المتربص لهذا الحراك بوصف ما يجري على أنه "مجون" بالقول إنه فن ومسرح ومعارض حرف يدوية وسينما وورش للأطفال، وتواصل مع فنون الشعوب الأخرى، وعقد اتفاقيات ثقافية، وموسيقى، وندوات وحلقات نقاش. فهل يعقل أن يختصر كل ما تقوم به المؤسسات التي ذكرناها بكلمة واحدة مسيئة وظالمة كالـ"مجون"؟!