في أول يوم رئاسي له بعد حفل تنصيبه الذي حضره العالم، شارك الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، أمس، قداسا بالكاتدرائية الوطنية في واشنطن، ودخل عملياً في "إجازة"، على أن يبدأ غدا إصدار القرارات الكبرى الاولى، والتي ستركز على مجالات الهجرة والمناخ والعمل.

وفي خطوة تنطوي على دلالات بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها الى وكالات الاستخبارات الاميركية اثر اتهامها موسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لمصلحته، زار ترامب مقر الـ "CIA" بهدف "شكر الرجال والنساء في وكالات الاستخبارات"، حسبما غرد شون سبايسر المتحدث باسم ترامب.

Ad

ولم يوافق الكونغرس حتى الان على تعيين مايك بومبيو الذي اختاره ترامب لادارة الـ "CIA".

أول مرسوم

ووقع ترامب، أمس الأول، فور دخوله البيت الابيض مرسوما تنفيذيا ضد قانون التأمين الصحي الذي وضعه الرئيس السابق باراك اوباما والمعروف باسم "اوباماكير"، مفتتحا بذلك سياسة قطيعة عرضها قبل ذلك على العالم في خطاب شعبوي وقومي.

ووجه الرئيس الأميركي في المرسوم إدارته لمنح اكبر قدر ممكن من الاستثناءات من الاصلاح الصحي الذي اقر في 2010 ويكرهه المحافظون بسبب كلفته، بانتظار إلغائه من قبل الكونغرس.

تعيينات

ووقع ترامب أيضا أوامر التفويض لوزير دفاعه جيمس ماتيس ووزيره للأمن الداخلي جون كيلي اللذين صدق مجلس الشيوخ على تعيينهما. وقال ترامب في بيان "انهما مسؤولان مؤهلان سيبدآن على الفور عملا مهما لاعادة بناء جيشنا والدفاع عن امتنا وضمان امن حدودنا"، مضيفا: "أفتخر بوجود هذين البطلين الاميركيين في ادارتي".

خطاب القسم

وخاب امل الذين كانوا يتوقعون أن يروا ترامب "رئيسا" مختلفا عنه مرشحا، إذ بدأ ولايته باللهجة نفسها، واعدا "باعادة السلطة الى الشعب".

وقال في خطاب القسم: "اعتبارا من اليوم، ستكون اميركا اولا وفقط اميركا!"، مشددا على "قاعدتين بسيطتين هما شراء البضائع الاميركية وتوظيف الاميركيين".

وأثار الخطاب ردود فعل متفاوتة، واحتار الاميركيون بين تصديق الشعارات التي تبدو جذابة للبعض رغم رفضهم طريقة عريضها وبين الخوف من حالة عدم اليقين التي قد تدخل اميركا ومعها العالم في مغامرة غير محسوبة.

ووصف خطاب ترامب بأنه راديكالي وشعبوي وحمائي وبانه استخدم خلاله نبرة قومية.

وقال الرئيس في خطابه: "لفترة طويلة جنت مجموعة صغيرة في عاصمة بلادنا مكاسب الحكومة، بينما تحمل الشعب التكلفة. ازدهرت واشنطن، لكن الشعب لم يحصل على حصة من ثروته. ازدهر السياسيون، ولكن تركت الاعمال واغلقت المصانع. وحمت المؤسسة نفسها لكنها لم تقم بحماية مواطني بلدنا. لم تكن انتصاراتهم انتصاراتكم. وبينما احتفلوا في عاصمة البلاد، لم يكن لدى العائلات التي تعاني في جميع انحاء البلاد ما تحتفل به".

وأضاف: "لقد تغير ذلك كله ابتداء من هنا والان، لأن هذه اللحظة هي لحظتكم وانتم من تملكونها. سيذكر يوم 20 يناير 2017 على انه اليوم الذي اصبح فيه الشعب هو حاكم هذه البلاد مرة اخرى".

ووصف صورة قاتمة للبلاد، قائلا ان الواقع عبارة عن "امهات واطفال يحاصرهم الفقر في مدن الداخل، ومصانع ضربها الصدأ منتشرة مثل شواهد القبور في جميع انحاء بلادنا. ونظام تعليمي يمتلك الكثير من المال ولكن يترك شبابنا وطلابنا الرائعين محرومين من المعرفة. والجريمة والعصابات والمخدرات التي سرقت حياة العديدين وحرمت بلادنا من الكثير من المقدرات غير المستغلة".

وأشار الى أنه "طوال عقود مديدة، قمنا بإثراء الصناعة الخارجية على حساب الصناعة الاميركية. وقدمنا الدعم المالي لجيوش دول اخرى بينما سمحنا بالتدهور المحزن جدا لجيشنا. ودافعنا عن حدود دول اخرى بينما رفضنا الدفاع عن حدودنا. لقد جعلنا دولا اخرى غنية بينما اختفت ثروة وقوة وثقة بلادنا".

وأضاف: "انتزعت ثروة الطبقة الوسطى لمواطنينا من منازلهم، وأعيد توزيعها على العالم باكمله"، متابعا: "لكن كل ذلك بات من الماضي. والان اصبحنا نتطلع فقط الى المستقبل".

وختم قائلا "معا سنجعل اميركا قوية وثرية وفخورة وامنة وعظيمة مرة جديدة".

تظاهرات عالمية

وغداة التنصيب الذي جذب مئات الآلاف من مؤيديه الى واشنطن، شهدت الولايات المتحدة وعدد من دول العالم تظاهرات واسعة لمعارضي الرئيس الجديد بمبادرة من نساء عبر دعوة اطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي.

ودشن آلاف الاستراليين والنيوزيلنديين من نساء ورجال أمس سلسلة التجمعات هذه. وتظاهر الرجال والنساء بالآلاف في سيدني وملبورن في استراليا وفي ولينغتون واوكلاند في نيوزيلندا في "مسيرة النساء"، تعبيرا عن احتجاجهم على الازدراء الذي عبر عنه ترامب ازاء النساء.

وستبلغ هذه التظاهرات ذروتها في واشنطن التي من المنتظر ان يتجمع فيها نحو مئتي الف شخص في باحة مقر الكونغرس (الكابيتول) حيث تم تنصيب قطب العقارات رئيسا للولايات المتحدة في مراسم حضرها، كما قال خبير، ثلث الذين جاؤوا لتحية سلفه باراك اوباما عند تنصيبه في 2009.

وأعلنت منظمات التظاهرات ان نحو 300 "مسيرة شقيقة" ستجرى في مدن اخرى في الولايات المتحدة بينها نيويورك وبوسطن ولوس انجلس وسياتل. وأعلن شعراء وكتاب في نحو ثلاثين ولاية اميركية ومدن في العالم عن قراءة نصوص امام الحشود لادانة ترامب.

وقال المنظمون ان نحو 600 تظاهرة ستجري في العالم احتجاجا على تصريحات ترامب ضد المرأة وكذلك ضد المهاجرين والمسلمين.

تسليم السلطة تم أيضاً عبر «تويتر»

مرت عملية تسليم السلطة في البيت الأبيض عبر "تويتر" أيضاً. وخلال أداء دونالد ترامب اليمين الرئاسية، انتقل حساب @ بوتوس (POTUS) على "تويتر" (الذي يشكل اسمه اختصاراً لعبارة رئيس الولايات المتحدة بالإنكليزية)، والذي كان مخصصا لباراك أوباما إلى خلفه الجمهوري الذي بات الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

وأعيد عدد التغريدات إلى الصفر، لكن ليس عدد المشتركين. وكان البيت الأبيض يسعى إلى الحفاظ على عدد المشتركين الأصلي الذي تخطى 13 مليونا، لكن لأسباب مجهولة، أصبح عدد متتبعي الحساب المجدد لا يتعدى بضعة ملايين. وحتى الساعة، يبدو أن الرئيس الجديد مصر على استخدام حسابه الشخصي على "تويتر" @ ريلدونالدترامب، الذي يتبعه أكثر من 20 مليون مستخدم.

بوتين يهنئ خلال أيام

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إن من المتوقع أن يتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال الأيام المقبلة، لتهنئته على تولي المنصب.

وردا على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن احتمال حصول لقاء بين الرئيسين أجاب بيسكوف: "لن يكون هذا في الأسابيع المقبلة. دعونا نأمل الأفضل، وهو أن يعقد الاجتماع في الشهور المقبلة".

ممثلة: الرئيس كان مهووساً بي

كشفت الممثلة الأميركية كريستن ستيوارت أن دونالد ترامب "كان مهووسا بي تماماً... والأمر كان جنونيا"، في تعليق على سلسلة من التغريدات نشرها الملياردير سنة 2012.

وأدلت الممثلة، البالغة 26 عاما، بهذه التصريحات لمجلة "فاراييتي" في مهرجان ساندانس للسينما المستقلة، حول 5 تغريدات نشرها ترامب ليلومها بشدة على خيانتها شريكها السابق روبرت باتينسون، في وقت كان الرئيس الحالي للولايات المتحدة يقدم برنامج تلفزيون الواقع "ذي أبرنتيس".

وطلب الرئيس الأميركي، في تغريدتين له في 22 أكتوبر، من روبرت باتينسون، "التخلي عن كريستن ستيوارت"، كاتبا "سيشكرني بعد بضع سنوات. كن حكيما يا روبرت!".