المعارضة السورية تعاني الانقسامات قبل انطلاق «أستانة»
يقترب موعد اجتماع أستانة بشأن الأزمة السورية، بينما لا تزال المعارضة تعاني من انقساماتها، التي احتدمت في الآونة الأخيرة.فوفد المعارضة إلى أستانة،لا يمثل سوى جزءٍ من الفصائل المسلحة،وهو تحالف يضم عددا من الفصائل الإسلامية المعتدلة في إطار الجيش السوري الحر،المدعوم من تركيا.
ولم توجه الدعو إلى الهيئة العليا للمفاوضات،مع العلم أنها أوسع مظلة للمعارِضة منذ بداية الصراع،ويرى مراقبون أنه تم الاتفاق على أن يرأس محمد علوش وفد فصائل المعارضة، بسبب عضويته في الهيئة،وليس لأنه يملك نفوذا عليها.فالانقسامات ازدادت أكثر من أي وقت مضى،خصوصا مع انخفاض معنويات الفصائل،بعد هزيمتها في حلب.فهي حتى الآن لم تتمكن من توحيد صفوفها،للدفاع عن المناطق التي لا تزال تسيطر عليها. إذ يسود تشرذمٌ وتنافس، بل حتى تضاربٌ في الأهداف. كما أن مقتل العديدِ من القادة في فصائلها ،وسرعة تغير التحالفات العسكرية والسياسية،ساهما في تأجيج التوتر بين الفصائل.وهناك توترٌ انفجر حديثًا في محافظة إدلب،المعقل الرئيسي المتبقي للمعارضة، حيث شنت جبهة فتح الشام، المعروفة سابقا بجبهة النصرة ،هجوما على جماعة أحرار الشام، وتأججت الاتهامات بالخيانة بين الفصائل،بعدما استُهدفَت النصرة بغاراتٍ أميركية،أوقعت عشرات القتلى من عناصرها.والانقسامات بين تلك الفصائل مرشحة للتفاقم بعد تبدّل مواقف الدول الداعمة لها، فتركيا لا تعطي أهميةً لدعم المعارضة، بقدر ما توليه من أهمية لمواجهة الميليشيات الكردية وداعش قرب حدودها،بينماا الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب،تميل إلى قطع الدعم عن المعارضة المسلحة،والتركيز فقط على مواجهة داعش. وهو ما سيجعل مصير تلك الفصائل وتوجهاتها المستقبلية طي المجهول.