نجوم السينما المصرية منتجون
تاريخ الأفلام المصرية مليء بسجل نجوم حرصوا على دعم صناعة السينما من خلال الإنتاج واحتلت أعمالهم ولا تزال مكانة مميزة في ذاكرة الجمهور. أخيراً، شهدت الساحة أسماء جديدة تخوض التجربة. هل يرغب هؤلاء في دعم صناعة السينما التي قدّموا من خلالها أوراق اعتمادهم، أم هي محاولة لاستعادة مكانتهم الفنية؟
إلهام شاهين واحدة من الفنانات اللاتي خضن تجربة الإنتاج أكثر من مرة. بدأت بفيلم «خلطة فوزية» ثم «واحد صفر»، من بطولتها، كذلك خاضت المجال على الصعيد الدرامي بـ«نظرية الجوافة» مع هاني رمزي عام 2013، وقدمت أخيراً أحدث أعمالها فيلم «يوم للستات» مع المخرجة كاملة أبو ذكري. أكّدت شاهين في هذا السياق أن السبب الذي دفعها إلى خوض الإنتاج السينمائي حبها صناعة السينما في مصر، خصوصاً في ظلّ الظروف الصعبة التي كانت تمرّ بها الصناعة في الفترات الأخيرة، مؤكدة أن على النجوم دعمها دوماً وليس في فترات عثرتها.شاهين أوضحت أن إنتاج النجوم الأفلام ليست ظاهرة جديدة، بل شهدتها بدايات السينما، وخاض المجال كل من مديحة يسري، وشادية، وفاتن حمامة، وغيرهن من نجوم مصريين كنوع من رد الجميل إلى الصناعة التي كتبوا من خلالها شهرتهم.
وتابعت إلهام شاهين أنها خلال تجربتها الإنتاجية لا تسعى إلى المكاسب المادية. وحتى لو خسرت مادياً فإن هذا لن يغير من قرارها تجاه الإنتاج ولن تتوقف عنه.على الدرب نفسه، يسير أحمد حلمي، أحد نجوم الشباك، كمنتج لعدد من أعماله أبرزها «على جثتي» و«صنع في مصر» ومشاريع آخرى من خلال شركته «شادوز» مع شريكه إيهاب السرجاني، وكان أحدث أعمالها «الباب يفوت أمل» من بطولة شريف سلامة ودرة. كذلك أنتجت الشركة عدداً من المسلسلات من بينها «العملية ميسي» حيث ظهر حلمي بصوته فقط، و«عد تنازلي» من بطولة عمرو يوسف وكندة علوش وطارق لطفي، كذلك «آسيا» الذي عرض قبل عامين وتولّت بطولته زوجته منى زكي. عمرو واكد أيضاً كانت له بصمة في تجربة الإنتاج السينمائي من خلال أعماله التي شارك في إنتاجها وفي مقدمها فيلم «القط» مع فاروق الفيشاوي، و«الشتا اللي فات». على غرار ذلك، قرر مصطفى قمر أخيراً خوض أولى تجاربه الإنتاجية في فيلم «فين قلبي» الذي يعود من خلاله بعد غياب أربع سنوات منذ «جوه اللعبة» عام 2012، ويشاركه البطولة كل من يسرا اللوزي، وشيري عادل، وإدوارد، وإيمان السيد، مع المخرج إيهاب راضي.ومن المُنتظر أن يكرّر تامر عبد المنعم تجربة الإنتاج بعد فيلمه «المشخصاتي 2»، لكن هذه المرة على المستوى الدرامي من خلال «الضاهر» ويتابع كتابة السيناريو والقصة، ليؤدي البطولة محمد فؤاد، ويُعرض المسلسل ضمن السباق الرمضاني المقبل 2017.كذلك ساهم الفنان أحمد مكي عن طريق شركة EYE BIRD في إنتاج عدد من أعماله من بينها «لا تراجع ولا استسلام» و«سينما علي بابا».
رأي النقد
رأى الناقد الفني طارق الشناوي «أن ظاهرة «الفنان المنتج» كانت موجودة في السينما سابقاً وضمّت أسماء كثيرة، مؤكداً أنها إيجابية وتسهم في ضخ دماء جديدة تصبّ في صالح الأفلام في النهاية، ما يساهم في إنتاج أفلام جديدة تؤدي بدورها إلى ظهور نجوم جدد سواء سينمائيين أو مُخرجين أو مؤلفين وغيرهم، على عكس أن تكون صناعة السينما محتكرة لصالح شخص او اثنين.وأضاف أنها خطوة مطلوبة في الفترة الأخيرة نظراً إلى تراجع الإنتاج السينمائي في فترات سابقة.