أنهت الأسهم الأميركية تداولات الجمعة على ارتفاع بعد تنصيب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة دونالد ترامب، وذلك بعدما كانت قد عانت خسائر في 5 جلسات متتالية. ولم يقدم خطاب التنصيب الذي ألقاه ترامب الكثير من التفاصيل بشأن الأولويات التشريعية، ولكن تخلله الكثير من الكلام عن «الحمائية» الاقتصادية التي تحدث عنها خلال حملته الانتخابية.

وحسب تقرير صادر عن شركة رساميل للهيكلة المالية، فإنه رغم المكاسب التي حققها سوق الأسهم الأميركي الجمعة فإن مؤشري «داو جونز» و»ناسداك» أنهيا الأسبوع على تراجع بنسبة 0.3 في المئة، في حين تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.2 في المئة. ومما لا شك فيه أن المستثمرين سيبدأون الآن، بعد تسلم الرئيس ترامب رسمياً مقاليد الحكم، متابعة خطوات وقرارات ترامب لمعرفة متى سيعمل على تطبيق خفض الضريبة على الشركات، ورفع القيود التشريعية والإنفاق على البنية التحتية، وهي مسائل عمل على تكرارها وتأكيدها مراراً خلال حملته الانتخابية.

Ad

أما على صعيد أساسيات الاقتصاد الأميركي، فقد كانت أرباح الشركات بشكل عام متفاوتة. وأشار التقرير إلى أنه من المهم تسجيل أرباح الشركات نمواً من أجل دعم ارتفاع تقييمات الأسهم. وكانت أرباح شركة IBM من أبرز النتائج المالية التي تم إعلانها خلال الأسبوع الماضي. وقد تجاوزت أرباح الشركة العاملة في قطاع التكنولوجيا تقديرات المحللين في ظل تحقيق السهم ربحية بقيمة 5.01 دولارات مقارنة بالتقديرات التي كانت تتوقع تحقيقه ربحية بقيمة 4.88 دولارات.

كما رفعت إدارة الشركة التطلعات المستقبلية لأرباحها لسنة 2017 تماما إلى 13.80 دولارا على الأقل مقابل تقديرات المحللين بقيمة 13.74 دولارا.

من جهتها سحقت شركة Netflix التوقعات للربع الرابع بعد نجاحها في تسجيل أكبر نسبة نمو فصلية للمشتركين في تاريخها. وقد أضافت الشركة 7.05 ملايين من المشتركين الجدد خلال الربع الرابع وذلك بواقع 5.1 ملايين مشترك دولي جديد و1.9 مليون مشترك جديد في الولايات المتحدة. وتعتبر هذه الزيادة في أعداد المشتركين أعلى بكثير من تقديرات المحللين التي توقعت انضمام 5.15 ملايين مشترك جديد إلى الشركة. وقد ظهر هذا النمو في أعداد المشتركين بشكل واضح في أرباح الربع الرابع من العام الماضي وبقيمة 15 سنتا على الإيرادات التي وصلت إلى 2.48 مليار دولار. ونجحت مبيعات الشركة في الارتفاع بنسبة 35 في المئة على أساس سنوي.

من ناحية أخرى تراجع سهم شركة General Electric بنسبة 2.1 في المئة على خلفية انخفاض الإيرادات بأكثر مما كان متوقعا. وقد تراجعت العائدات إلى نحو 33.1 مليار دولار مقارنة بـ 33.9 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وقد جاء هذا التراجع أكثر من التقديرات التي كانت تتوقع وصول إيرادات الشركة إلى 33.6 مليار دولار. وقد تأثر أداء الشركة بشكل رئيسي من قطاع الطاقة إذ تراجعت عائدات النفط والغاز بنسبة 22 في المئة في الربع الرابع.

ويبدو أن لا نية لدى مجلس الاحتياطي الفدرالي، لاسيما بعد إلقاء رئيسته جانيت يلين كلمة الخميس الماضي، لإبقاء أسعار الفائدة منخفضة مدة أطول بكثير، بما أنه يحاول تجنب ارتفاع عجلة الاقتصاد بشكل كبير. ومع ذلك فقد قالت يلين إن رفع أسعار الفائدة سيكون تدريجيا وسيتم مراقبته عن كثب، مضيفة أن «الفدرالي» يرى أن الركود الذي كان يعانيه سوق العمل قد اختفى إلى حد كبير.

من جهة أخرى، قال مسؤولون في «الفدرالي» إن خطط التحفيز التي تحدث عنها الرئيس ترامب قد تؤدي إلى رفع معدلات الفائدة بشكل أسرع على مدار العام.

المملكة المتحدة

أما في المملكة المتحدة، فقد تراجع مؤشر FTSE 100 بنسبة 1.76 في المئة خلال الأسبوع الماضي الذي شهد كلمة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تحدثت خلالها عن خطتها لعرض قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي على التصويت أمام مجلس العموم قبل تفعيل المادة 50 التي سيؤدي تفعليها إلى إضفاء الطابع الرسمي على خروج بريطانيا من الاتحاد. وتوقعت ماي خروج المملكة المتحدة من السوق الأوروبية الموحدة والرسوم الجمركية. أما على صعيد البيانات الاقتصادية، فقد ارتفعت الأجور في المملكة المتحدة خلال الربع الأخير بنسبة 2.8 في المئة بما في ذلك العلاوات، في حين ارتفعت الأسعار بنسبة 1.6 في المئة مما جعل العاملين في المملكة المتحدة في حالة أفضل.

وفي معرض تعليقه على هذه البيانات، قال وزير العمل والمعاشات والتقاعدية دنكان سميث: «أظهرت البيانات التي تم نشرها وصول معدل الوظائف الشاغرة إلى مستويات قياسية مرتفعة، مما يشكل دليلاً على الثقة التي توليها الشركات البريطانية وإمكانات تحقيق الاقتصاد البريطاني المزيد من النمو».

ويبلغ معدل البطالة في المملكة المتحدة 4.8 في المئة، في حين كانت تقديرات المحللين تتوقع وصولها إلى 4.9 في المئة. أما على صعيد الأخبار السلبية بشكل بسيط فقد حقق قطاع البيع بالتجزئة نمواً بنسبة 4.3 في المئة في ديسمبر الماضي على أساس سنوي، وذلك على خلفية تراجع الجنيه الإسترليني خلال الأشهر الستة الماضية، في حين كان المحللون يتوقعون تحقيقه نمواً بنسبة 6.4 في المئة.

وبعد الأخذ بعين الاعتبار آثار مبيعات موسم الأعياد، فقد تقلصت المبيعات بشكل نسبي في نوفمبر الماضي. وفي التفاصيل، فقد انخفضت مبيعات السلع المنزلية بنسبة 7.3 في المئة، كما تراجعت مبيعات الملابس بنسبة 3.7 في المئة والتي يمكن تفسيرها بالطقس الذي تميّز بارتفاع درجات الحرارة بأكثر من المتوقع في ديسمبر الماضي. ويمكن أن يعود ذلك إلى ارتفاع الأسعار التي كان على العديد من المتاجر القيام بها على خلفية زيادة تكاليف الاستيراد والتي من المتوقع أن تستمر في التدهور مع اقتراب احتياطي الشركات من العملات من الانتهاء.

وفي أخبار الشركات، فقد ارتفع سهم شركة موقع Moneysupermarket.com الإلكتروني المتخصص في مقارنة الأسعار بنسبة 8.05 في المئة بعد إعلان الشركة تحقيق إيراداتها خلال العام الماضي نمواً أفضل من المتوقع.

منطقة اليورو

شهد الأسبوع الماضي ارتفاع مؤشر EURO Stoxx بنسبة 0.18 في المئة بعد تأكيدات رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بقاء معدل الفائدة المستهدف منخفضاً فترة طويلة. وأبقى «المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة دون تغيير، في حين شدد دراغي على أن البنك المركزي الأوروبي مستعد لزيادة حجم شراء السندات لرفع مستوى برنامج التيسير الكمّي في حال دعت الحاجة إلى ذلك.

وأظهرت بيانات اقتصادية تم نشرها ارتفاع الأسعار في منطقة اليورو بنسبة 0.9 في المئة على أساس سنوي وهو الارتفاع الذي قلل دراغي من أهميته. وعلى صعيد أخبار الشركات، فقد ارتفع سهم شركة Zodiac المتخصصة في صناعة مقاعد الطائرات والتي تتخذ من فرنسا مقراً رئيسياً لها بنسبة 22.8 في المئة في يوم واحد بعد تقديم شركة Safran عرضاً لشراء الشركة بقيمة 9 مليارات يورو، في حين انخفض سهم شركة Safran بنسبة 5.4 في المئة بسبب ارتفاع مخاطر مجمل أعمال الشركة بعد الانكشاف على مثل هذا النوع من الأنشطة وذلك وفقاً لآراء بعض المحللين.