نقطة: عودة الابن الضال
إذا كانت النقطة هي نهاية الأشياء فهي بدايتها أيضاً، وهأنذا أعود إليكم مع نقطة بداية جديدة من نافذة مختلفة، من قرأ لي شيئاً بالسابق قد يذكرني، ومن لم يقرأ فلم يفته الشيء الكثير، فرأيٌ زائد في قضايانا وأزماتنا المعاد تدويرها منذ عقود ما كان سيؤثر كثيراً في مواقفكم وأحكامكم أو في سير الأحداث، فالناس هم الناس، غالباً ما يبحثون عن تبريرات، وليس عن أفكار وآراء، ولا تنخدعوا أبداً بكلامهم عن قصة التفكير خارج الصندوق، فلا أحد يريد أن يفكر خارجه، فالكويتيون اليوم نوعان تقريباً، نوع يريد سرقة الصندوق، والآخر يريد بيعه ليشتري بثمنه شيئاً من رجس الماركات العالمية، لذا فليس من المستغرب ألا تتغير أحوالهم طوال السنوات القليلة الماضية، إلا شكلياً وبالنزر اليسير، فقد كانوا يستخدمون أجهزة «نوكيا» و»الكاتيل»، والآن أغلبهم يحملون أجهزة أذكى منهم!حين توقفت كان للمواطن أربعة أصوات، والآن صوت واحد، وكأني أراه في المستقبل القريب بنصف صوت؛ حيث يذهب كل اثنين لاختيار مرشح واحد. كما قد كان الشيخ ناصر المحمد رئيساً للوزراء، والمرحوم جاسم الخرافي رئيساً لمجلس الأمة، وها قد رجعت وقد حل محلهما الشيخ جابر المبارك والسيد مرزوق الغانم، فاللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.
أما على الصعيد الشخصي، فلست بحال أفضل منهم، فقد كنت أكتب أيام الجُمع، ولكن بعد أن حوّل السيد محمد الصقر سبتنا جمعة وجُمعتنا سبتاً فقد انتقلت للكتابة فيه. كما كنت أكتب بجوار المحافظين «طلابة» الآخرة والدنيا وما بينهما، والآن صرت بقرب الثوريين الحالمين هواة الارتطام بالحوائط على مر الأزمنة، فالحمد لله الذي أبدلني داراً بدار.وهأنذا أمامك، عزيزي القارئ الكريم، أكتب من جديد، ولا أدعي أنني سأغير العالم، ولكن أعدك فقط بأني سأسعى جاهداً لتقليل الخسائر قدر الإمكان، فإذا لم يعجبك ما أكتب، وليس المطلوب أن يعجبك، فحرية قلب الصفحة مكفولة، وحتى الأكل عليها، فألذ الأطعمة ما يؤكل على الجرائد، وياحبذا لو كانت صفحات المجتمع، الأهم هو ألا تأخذوني كثيراً على محمل الجد أو الهزل، الحياة بين بين، وأنا كذلك.إلى اللقاء في السبت القادم.