بعد أسبوعين من انطلاق حملة "الرمح الذهبي" لاستعادة السيطرة على الساحل الغربي لليمن من قبضة المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية المدعومة بالتحالف العربي، أمس، من تحرير مدينة المخا الساحلية غرب محافظة تعز بالكامل بعد معارك عنيفة مع الانقلابيين.

وجاء الإعلان عن تحرير مدينة وميناء المخا الاستراتيجي، بعد يوم من سقوط نحو 70 قتيلا، 55 متمردا و15 من القوات الحكومية في معارك وغارات لمقاتلات التحالف.

Ad

وأشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، بالدور الإيجابي لقوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات الذي كان له الإسهام الفاعل في الانتصار وغيره من الانتصارات التي تحققت على أرض الواقع.

وفي وقت سابق، تمكنت قوات الحكومة اليمنية بدعم من قوات التحالف وبإسناد كبير من المدفعية السعودية، من بسط سيطرتها بشكل كامل، أمس الأول، على مديرية حرض الموازية للطوال السعودية ومديرية ميدي الساحلية.

وتكمن أهمية مديرية ميدي، الواقعة على الشريط الساحلي الغربي لليمن، في أنها المنفذ الأهم لتهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين وصالح، فيما تعتبر مديرية حرض مسرحا لانطلاق قذائف الانقلابيين التي تستهدف القرى الحدودية السعودية.

الحديدة وشبوة

في موازاة ذلك، هزت انفجارات عنيفة مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، إثر غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف، على مواقع يسيطر عليها الحوثيون والقوات الموالية لهم.

وأفادت مصادر بأن الغارات استهدفت هيئة تطوير تهامة، ومعسكر القوات الخاصة، ومطار الحديدة، إلى جانب استهداف مصنع الملح في منطقة رأس عيسى.

ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار المعارك بشكل عنيف بين قوات الحكومية الشرعية من جهة، ومسلحي الحوثيين والقوات الموالية لهم، من جهة ثانية، في أكثر من جبهة قتال بعدة محافظات يمنية.

وفي تطور متصل بالمنطقة الغربية من اليمن، أعلن الجيش حظر التنقل بواسطة الدراجات النارية ليلا في مدينة تعز، عقب يوم من مقتل 4 جنود برصاص مسلحين يستقلون دراجات نارية.

وفي تطورات ميدانية أخرى، أفاد المركز الإعلامي للجيش بمقتل ما لا يقل عن 6 من الحوثيين في غارة جوية شنها طيران التحالف على مواقعهم في مديرية بيحان بمحافظة شبوة شرق صنعاء.

وأشار بيان الجيش إلى أن طيران التحالف استهدف دورية للمليشيات في منطقة شعب حفر غرب مدينة بيحان، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا فيها.

وتعد منطقة شعب حفر نقطة لتجمع المليشيات القادمة من محافظة البيضاء، ومن ثم انتشارها في مواقع جبهة بيحان.

وتسيطر قوات الجيش والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية على معظم المناطق في محافظة شبوة النفطية، في حين لايزال الحوثيون ينتشرون في مناطق عدة بمديريتي عسيلان وبيحان الحدوديتين مع محافظة البيضاء.

في هذه الأثناء، ذكرت مصادر في صنعاء أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد غادر صنعاء بعد رفضه، أمس، مقابلة رئيس حكومة الانقلابيين عبدالعزيز بن حبتور، وذلك في إطار عدم اعتراف الأمم المتحدة بأي من التشكيلات التي أعلنها الانقلابيون من طرف واحد، وفي مقدمتها ما يسمى "المجلس السياسي".

وأكدت المصادر أن الحوثيين حاولوا فرض أجندة على برنامج زيارة ولد الشيخ إلى صنعاء، بعد أن جاء لمقابلة وفدي الحوثيين وحزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح، لبحث مسألة استئناف مفاوضات السلام المتوقفة، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق في إطار مساعيه لحل الأزمة اليمنية.

وأوضحت مصادر قريبة من المبعوث الأممي أنه ولليوم الثاني يحاول الالتقاء بممثلي الحوثيين وصالح في وفد المفاوضات، دون الالتقاء بأي من أعضاء الحكومة الانقلابية، أو "المجلس السياسي".

يذكر أن زيارة ولد الشيخ إلى صنعاء أجلت يومين عن موعدها، بسبب بعض الشروط التي حاول الانقلابيون فرضها، ومن ضمنها المطالبة بفتح مطار صنعاء المغلق منذ أغسطس الماضي، لكن هذا الشرط قوبل بالرفض من قوات التحالف التي أبلغت المبعوث الأممي أن مطار صنعاء أصبح تحت نيران الجيش الوطني الذي يزحف باتجاه مدينة صنعاء من جبهة نهم شمال شرق العاصمة.

وكان ولد الشيخ وصل إلى صنعاء بعد أيام من زيارة عدن ومقابلة الرئيس هادي ورئيس الحكومة المعترف بها دوليا، أحمد بن دغر، ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي.

من جهة أخرى، غادرت قوافل سعودية تحمل نحو 600 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية الرياض في طريقها إلى اليمن.

وتوجهت 17 شاحنة، أرسلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، للمستشفى الجمهوري في عدن.

وتتجه 6 شاحنات لمستشفيات في محافظة مأرب، بينما من المقرر أن تتوجه مزيد من شاحنات الإغاثة لمحافظة تعز في الأيام القليلة المقبلة.

«القاعدة» يفجر مبنى في شبوة

فجّر مسلحون مجهولون، يشتبه في انتمائهم لتنظيم "القاعدة"، أمس، مبنى الإدارة العامة بمديرية الروضة شرق محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن.

وأفاد مصدر أمني بأن "المبنى الذي دُمّر بفعل التفجير كان تابعاً لقوات الانتشار الأمنية، وتم إخلاؤه قبل نحو عامين".

وفي مطلع أغسطس الماضي، انسحبت عناصر تابعة لـ"القاعدة" من مدينة عزان، آخر معاقله بمحافظة شبوة، تزامناً مع حملات عسكرية ضده قام بها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في عدد من المحافظات الجنوبية.