فرنسا: «الاشتراكي» يتجه لاختيار أمون مرشحاً للرئاسة
ممثل «الجناح اليساري» يتقدم على فالس في الدورة الأولى من «التمهيديات»
سيتواجه رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس، من موقع ضعيف، خلال الدورة الثانية من انتخابات اليسار الفرنسي التمهيدية، مع الوزير السابق بنوا امون، ممثل الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي والذي تصدر الدورة الاولى أمس الأول.ولن يكون الفائز في الانتخابات التمهيدية الاحد المقبل واثقا بأنه سيكون في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية نظرا الى هيمنة اليمين واليمين المتطرف على المعركة.وأشارت النتائج شبه النهائية الى حصول امون (49 عاما) وزير التربية السابق على 36.3 في المئة من الاصوات وهو الامر الذي شكل مفاجأة، في مقابل 31.1 في المئة لفالس (54 عاما) الذي يمثل الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي، وقرر خوض السباق بعد قرار الرئيس فرنسوا هولاند عدم الترشح.
أما الوزير السابق ارنو مونبور فتم استبعاده من السباق بحصوله على 17.5 في المئة من الاصوات، وقد سارع الى الاقرار بهزيمته قائلا «ساصوت الاحد المقبل لبنوا امون وأدعوكم الى القيام بذلك».وعند اعلان النتائج قال امون: «الناخبون صوتوا بقناعة لا بخنوع وإلا لما كانوا وضعوني في المقدمة».وأضاف: «يجب علينا التخلص من (...) السياسات القديمة والحلول القديمة التي ما عادت تصلح»، مدافعا عن «مشروعه المجتمعي» الذي يركز على المسائل «الاجتماعية والبيئية».وتحدث فالس باسم «اليسار المسؤول» متوجها الى الناخبين بالقول «يوجد خيار واضح جدا امامكم، الخيار بين الهزيمة والنصر الممكن، وبين وعود لا يمكن تحقيقها أو تمويلها ويسار ذي مصداقية يتحمل مسؤوليات البلاد».واذ استفاد من دينامية مؤاتية في استطلاعات الرأي، اعلن بونوا امون في الايام الاخيرة ان «لديه شعورا بأن وقت نجاحه قد حان»، وذلك على وقع مشروعه بجعل كل مواطن فرنسي يتقاضى راتبا قدره 750 يورو.واثر حملة تخللتها ثلاث مناظرات تلفزيونية في ثمانية ايام، اجتذبت الانتخابات اقل من مليوني مقترع للاختيار بين سبعة مرشحين، مقابل اكثر من اربعة ملايين نزلوا الى صناديق الاقتراع لانتخابات اليمين التمهيدية في نوفمبر. أما المرشحون الاربعة الآخرون، الوزير الاشتراكي السابق فنسان بيون ورئيسة حزب اليسار الراديكالي سيلفيا بينيل والوزيران المدافعان عن البيئة فرنسوا دو روغي وجان لوك بيناميا فحصدوا نتائج اقل راوحت بين 1 و6.8 في المئة.ويبدو حتى الآن ان المنافسة في الانتخابات الرئاسية التي تجري على دورتين في 23 ابريل و7 مايو، ستكون حامية بين المرشح اليميني المحافظ رئيس الحكومة السابق فرنسوا فيون وزعيمة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف مارين لوبن.وتبقى نسبة المشاركة العنصر الأكبر في الاقتراع وسيدقق فيها المراقبون. ووحدها تعبئة كبيرة من الناخبين ستعطي للمرشح الاشتراكي الذي سيتم اختياره في 29 يناير شرعية كافية.في هذا السياق، فإن استمرارية الحزب الاشتراكي مهددة وخصوصا انه يشهد انقسامات عميقة بعد خمس سنوات في السلطة، كما حذر عدد من المراقبين، لكن رئيس الحزب الاشتراكي جان كريستوف كامباديليس حرص مساء امس الأول على احتواء التوتر وقال «الانتخابات الرئاسية لم تجر حتى الآن، لدى فرنسا شكوك، الفرنسيون لم يختاروا بعد».وكان مانويل فالس (54 عاما) ابدى أمس «اطمئنانا»، وخصوصا انه راهن على خبرته ومكانته رغم الصعوبات التي واجهها خلال الحملة، ولكن يبقى عليه ان يبذل جهودا كبيرة ليتمكن من الفوز في الدورة الثانية الاحد المقبل.
بونوا أمون (49 عاماً)
• وزير التربية السابق• يتحدر من بريتاني شمال غرب فرنسا وأمضى قسما من طفولته بدكار• ينتمي إلى الجناج اليساري ويتحدث عن عولمة بديلة واشتراكية حقيقية • يعكس صورة رجل «الجهاز الحزبي» بسبب حياته الحزبية التي بدأت في 1987• يهاجم السباق نحو النمو ويفضل «الزهد» ويريد تشجيع الحد من فترة العمل • مدافع عن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ويعزى إليه قانون عزز حقوق المستهلكين• يوصف من قبل الصحافة اليمينة واليسارية بأنه يمثل «اليسار المثالي والطوباوي».مانويل فالس (54 عاماً)
• رئيس الحكومة السابق• إسباني الاصل حصل على الجنسية الفرنسية في العشرين من العمر• كسر المحرمات ودعا إلى دفن اليسار الجامد وتغيير اسم الحزب • يثير أسلوبه التسلطي وتأييده للشركات وحزمه في قضية الهجرة استياء جزء من معسكره • تميز بالحزم خلال شغله وزارة الداخلية فاكتسب شعبية في اليمين أكثر من اليسار.• بسبب نشاطه المفرط وطموحاته يشبهه كثيرون بالرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي.• اكتسب تأييد ارباب العمل ودعم حظر لباس السباحة الاسلامي الذي دعا اليه رؤساء بلديات يمينيون.