حدثينا عن تجربك الجديدة «هجرة الصعايدة».

إنه عمل درامي ضخم ومهم، أتوقع أن يشكّل أحد أهم المسلسلات خلال العام الجاري. شعرت بسعادة بالتجربة منذ قرأت السيناريو المميز للسيناريست ناصر عبد الرحمن، والتحضيرات للعمل جارية على قدم وساق خلال الفترة الراهنة من تمرينات وتحضيرات استعداداً للتصوير، وثمة فعلاً جدية كاملة من فريق العمل في تقديم مسلسل يحترم عقلية المشاهد ويرصد مرحلة مهمة في تاريخ مصر.

Ad

هل يعني ذلك أن للمسلسل بعداً تاريخياً؟

يرصد «هجرة الصعايدة» فترة مهمة في حياة الصعايدة وانتقالهم إلى القاهرة والمشاكل التي تعرضوا لها، ذلك من خلال قصة درامية تحمل تفاصيل متعمقة كثيرة لأم وابنها. أجسد شخصية الأم «فهيمة» فيما يقوم شريف سلامة بدور نجلي «يونس». سيرى المشاهد كيف تتحوّل حياتهما في رحلة الهجرة، وكيف ستكون طبيعة علاقة الأم بالابن، وغيرها من تفاصيل عبر الشخصيات المحيطة بهما.

ألم تقلقي من هذه التجربة؟

لا يقلقني دور الأم إطلاقاً. سبق أن قدمت مرحلة الأمومة في أعمال عدة ومبكراً. أذكر أن أول مرة جسدت فيها دور الأم لم أكن تجاوزت بعد عمر العشرين، فالمهم بالنسبة إليّ ما سأقدمه في الدور.

ماذا عن مشكلة اللهجة؟

عادل أديب مخرج متميز ومهم ويهتم بأدق التفاصيل وسبق أن تعاملت معه في تجربة درامية، وأعرف أسلوبه جيداً في العمل، لذا كان حريصاً على الاستعانة باثنين من أشهر مصححي اللهجة الصعيدية، خصوصاً أننا خلال جلسات التحضير لجأنا إلى مصطلحات صعيدية كانت تستخدم خلال الفترة التي تدور فيها الأحداث وليس اليوم، وهي لهجة ليست صعبة كونها قريبة من اللغة العربية الفصحى.

إلى أي مدى ساهمت التمرينات في تحضيرك الشخصية؟

التمرينات فرصة لي للتعمّق في الشخصية والتدرّب على النطق الصحيح، وبمجرد حفظ الكلمات الصعبة في السيناريو أتعايش مع الدور بشكل كامل. ذلك بالإضافة إلى أهميتها في تأهيل الفنان للمشاهد الصعبة والتدرّب عليها قبل تصويرها. وأشير هنا إلى أن جزءاً كبيراً من نجاح الممثلين يقوم على «البروفات»، لا سيما أنها تجنّب الوقوع في أخطاء أثناء التصوير.

باعتبارك زوجة منتج العمل، هل كانت لك شروط خاصة؟

ثمة اتفاق بيني وبين زوجي المنتج محمد فوزي على الفصل بين حياتنا الزوجية وبين العمل بشكل كامل. عندما أتعامل معه كمنتج لا يجاملني لا مادياً ولا معنوياً، وعندما يسعى إلى تخفيض أجري فإنه يضغط عليّ بالطريقة نفسها التي يضغط بها غيره من منتجين على الفنانين. وفي «هجرة الصعايدة» خفضت أجري قليلاً نظراً إلى طبيعة العمل الذي ينتمي إلى البطولة الجماعية.

يروج البعض عنك صورة مغايرة لما تتحدثين عنه في مسألة الأجر؟

أعمل في الفن منذ فترة طويلة، ومن حقي أن أحصل على المبلغ الذي يناسبني لأن الأجر جزء من نجومية الفنان ويؤكد تقديره من المنتج، خصوصاً أن الأعمال الدرامية تُسوَّق بشكل جيد. أحياناً، أتنازل عن جزء من أجري كمساهمة في صناعة العمل لكن لا يعقل أن يطلب مني الحصول على 20% مثلاً مما أتقاضاه، وهذا الأمر ليس مقبولاً بالنسبة إلي.

بطولة ومنافسة

تواجه أعمال البطولات الجماعية مشاكل عدة بسبب ترتيب الأسماء على الشارة.

لم أتحدث في هذا الأمر لقناعاتي بأنني أعمل مع محترفين، فضلاً عن أن طبيعة العمل تجعل كلاً منا بطلاً في دوره، لذا لم تكن لي شروط من هذه الناحية. أنا إزاء سيناريو محترم يشجع أي ممثل على العمل فيه من دون الخوض في تفاصيل يفسرها البعض بطريقة لا تعجبني. عموماً، أعتقد أن ثمة أعمالاً استثنائية، و«هجرة الصعايدة» أحدها.

هل تقلقين من المنافسة الرمضانية؟

أتمنى التوفيق لـ «هجرة الصعايدة» لأن المنافسة في رمضان صعبة دائماً، وأنا غائبة عنها منذ عامين كوني لم أجد العمل الذي يشجعني على المشاركة فيه، ولأن الحضور لأجل الحضور فحسب مغامرة غير محسوبة. لذا انتظرت النص الذي يناسبني، ورهاني على العمل والتجربة يجعلني أشعر بالراحة نسبياً.

هل لديك شروط خاصة للمشاركة في هذا العمل أو ذاك؟

لا بد من أن أقتنع بالشخصية التي سأقدمها وبالعمل ككل، ما يجعلني أتأنى كثيراً قبل توقيع عقود جديدة، خصوصاً أنني لا أجيد الوقوف أمام الكاميرا وأداء شخصية لم أقتنع بها، بالإضافة إلى أنني تخطيت مرحلة الانتشار منذ فترة طويلة ولم يعد مقبولاً بالنسبة إلي أن أشارك في أي عمل لأجل الحضور فحسب.

ضيفة شرف

تظهر وفاء عامر ضيفة شرف في فيلم من بطولة شقيقتها آيتن بعنوان «يا تهدي يا تعدي». تقول حول هذه التجربة: «آيتن شقيقتي وأنا اهتممت بها منذ طفولتها، ونحن عائلة مترابطة للغاية. لذا حضوري معها لدعمها في بطولتها السينمائية الأولى أمر طبيعي. أظهر في العمل بثلاثة مشاهد فقط، وأتمنى أن يحقق الفيلم النجاح، خصوصاً أنني أعرف المجهود الكبير الذي بذلته فيه، فهي كانت حريصة على التأني كثيراً في هذه الخطوة.