أكد مدير إدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. سلطان الدويش، في محاضرة ألقاها بقاعة المكتبة الوطنية ضمن فاعليات مهرجان القرين الثقافي تحت عنوان «الكتابات القديمة في أرض الكويت» أن أرض الكويت غنية بالآثار المتنوعة التي بدأت من العصور الحجرية والعصر البرونزي والعصور التاريخية الأخرى، والتي منها أربع كتابات مهمة، هي المسمارية، والآرامية، والعربية القديمة (المسند)، والكتابات اليونانية. وبين الدويش أن أقدم الكتابات في الكويت ظهرت في فيلكا بحضارة دلمون، وهي الكتابة المسمارية التي نشأت في العالم القديم، بالألف الثالثة قبل الميلاد، والتي انتشرت في بلاد الرافدين ومنطقة الخليج.
وذكر أنه عثر في فيلكا على 60 لوحا مسماريا، تتحدث جميعها عن أهمية منطقة دلمون والعلاقات التجارية الكبيرة التي كانت بين دلمون وبلاد الرافدين في تلك الفترة. وأشار الى وجود بعض النصوص المسمارية على الألواح الطينية والأختام وبعض النحاسيات التي نقشت وظهرت عليها هذه الكتابة من خلال النحت والحفر، والتي وصفت منطقة دلمون آنذاك.
نقش وحيد
وتطرق الدويش الى الكتابة (الآرامية) التي كانت سائدة في الألف الأولى قبل الميلاد في بلاد الرافدين والشام وإيران، مبينا أنه تم العثور في جزيرة فيلكا على نقش وحيد يتحدث عن هذه الكتابة.بدوره، قال رئيس قسم المسح والتنقيب الأثري بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. حامد المطيري أن المواد الأثرية المكتشفة في أرض الكويت هي دلالة على الاستيطانات والكثافة السكانية والنشاط الاقتصادي والاجتماعي غير المكتوب، ودليل على تاريخ الكويت وإرثها الحضاري.واستدل المطيري في محاضرته التي جاءت بعنوان «نتائج التنقيب للبعثة الخليجية... موقع سعيدة» بما تم اكتشافه من كتابات أثرية عن «قرية سعيدة»، التي تقع على الساحل الشمالي الغربي من جزيرة فيلكا.وأوضح أن هذه القرية انتشرت فيها العديد من التلال الأثرية التي يبلغ عددها 25 تلا، ومن خلال نتائج التنقيب الأثري تبين أن القرية تعود إلى العصر الإسلامي المتأخر.وبين أنه تم اكتشاف العديد من مظاهر المعيشة اليومية في تلك القرية كتنانير الفخار وأثقال الشباك البحرية وعظام الحيوانات والأسماك التي تغذوا عليها، كما كشف عن بعض السلع المستوردة من مناطق الخليج العربي ومن الهند والصين كالبورسلان الصيني والأساور الزجاجية والخزف والفخار.