الروس والأسد... والمرحلة الجديدة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهذا يعني، كما اتضح أيضاً في مؤتمر "أستانة"، أن الروس لم يعد بإمكانهم تحمل "دلع" الأسد ونظامه، وأن القرار بالنسبة للأزمة السورية هو قرار فلاديمير بوتين وموسكو، لا قرار الأسد ولا قرار دمشق، وكان هذا واضحاً ومفهوماً منذ البدايات، لكن مقتضيات الفترة الماضية، قبل أن يكون هناك هذا التفاهم الروسي- التركي على حل هذه الأزمة بدءاً من العاصمة الكازاخية، جعلت روسيا تتحلى بالمزيد من طول البال، وتحمُّل العديد من "شطحات" نظام دمشق ومزايداته والتغني بالكثير من انتصاراته الوهمية.الآن اختلفت الأمور، فهناك وقف لإطلاق النار كبداية لعملية سياسية على أساس "جنيف 1" والمرحلة الانتقالية، وأيضاً هناك مقابل مسؤولية تركيا عن ضبط المعارضة السورية بكل فصائلها "المعتدلة" مسؤولية روسيا عن ضبط نظام الأسد وأولياء نعمته الإيرانيين، وهذا قد يستدعي استخدام القوة الزاجرة، إذا تطلبت مستجدات الأمور ذلك، وإذا حاول هذا النظام وحلفاؤه فرض أجندتهم الخاصة على الأطراف الأخرى.وهكذا فقد كان على هذا النظام البائس، الذي بات العالم كله يعرف أن مقاليد الأمور في سورية ليست في يده، بل في أيدي الروس والإيرانيين، أن يدرك أن العلاقات بين الدول علاقات مصالح لا علاقات فقراء معوزين بجمعيات خيرية، وأن التدخل العسكري الروسي في هذا البلد، الذي من سوء طالعه أن حُكْمَه بعد سلسلة طويلة من الانقلابات العسكرية قد انتهى إلى بشار الأسد، كان من أجل مصلحة محددة عنوانها قاعدة حميميم، وتوسيع قاعدة طرطوس، والوجود العسكري على شواطئ المتوسط الشرقية، وأخْذ روسيا مكانتها في هذه المنطقة الاستراتيجية كدولة عظمى، بوضع كوضع الاتحاد السوفياتي عندما كان في ذروة تألقه... ولذلك فإن على رئيس النظام السوري أن يصمت، وأن يلتزم بكل ما يُملى عليه... وأن ينتظر لحظة رحيله النهائي، وهي لحظة يبدو أنها باتت قريبة.