العودة إلى المربع الأول
كنا ننتظر بفارغ الصبر الانتقال من مرحلة التخطيط التنموي إلى مرحلة التنفيذ، وكنا نحلم بتحقيق عملية التقييم الشامل للقدرات المتوافرة والمطلوبة، واليوم ومع بلوغنا مشارف تخرج أكثر من ستة آلاف طالب جامعي ودخولهم سوق العمل، هل توصلنا إلى حل للمعادلة الصعبة التي تقتضي توفير البيئة الوظيفية المناسبة؟
ما زلنا نبحث عن أسباب تعثرنا في التعامل مع خططنا التنموية، وما زلنا نقف في حيرة أمام قضايا الإصلاح الإداري، فهل افتقدنا الآلية المناسبة للاستثمار في أبنائنا والثروة البشرية الواعدة؟ وهل ضللنا الطريق المؤدي إلى تطبيق الإصلاح الإداري بمؤسساتنا؟ وإلى متى يتحمل القطاع الحكومي أعباء المصروفات المتصاعدة رغم انخفاض أسعار النفط؟ أسئلة كثيرة نطرحها لعلّنا نجد لها حلولاً. هناك عوامل وأسباب كثيرة مرتبطة بالحيرة التي تنتابنا حينما ندخل دهاليز الفكر الاستراتيجي، أبرزها يكمن في حاجتنا لاختيار النموذج المناسب للإدارة الاستراتيجية؛ ليصبح مرتكزا رئيسا لتطوير قدراتنا الإنتاجية وإدراكنا أهمية تقييم وقياس قدراتنا التنفيذية. فقد كنا ننتظر بفارغ الصبر الانتقال من مرحلة التخطيط التنموي إلى مرحلة التنفيذ، وكنا نحلم بتحقيق عملية التقييم الشامل للقدرات المتوافرة والمطلوبة، واليوم ومع بلوغنا مشارف تخرج أكثر من ستة آلاف طالب جامعي ودخولهم سوق العمل، هل توصلنا إلى حل للمعادلة الصعبة التي تقتضي توفير البيئة الوظيفية المناسبة التي تحفز على الإبداع واكتساب المهارات والإنتاجية والتعامل مع العقبات الإدارية، التي تواجه أغلب المؤسسات في تطبيق الإدارة الاستراتيجية السليمة، ومنها مركزية الإدارة التي لها الدور الرئيس في خلق بيئة العمل الرافضة للتطوير والتعديل؟
أمامنا اليوم فرص لإعداد الكوادر الإدارية المناسبة للنهج التنموي، وفرص للتخلص من "التخمة الإدارية" الناتجة عن تكدس الموظفين في أعمال غير منتجة، فهل نعود إلى المربع الأول؟
كلمة أخيرة:
مررت مصادفة باحتفالية شبابية، وكانت المفاجأة، رغم صغر سن المشاركين، بتقسيم المقاعدة إلى VIP ومقاعد للعامة، فنصيحة أوجهها للقائمين بوزارة الشباب أن يحافظوا على العفوية الشبابية التي لا تصنف مجتمعنا لطبقات أو مستويات.وكلمة أخرى:
تحية للقائمين على مركز الشيخ جابر الثقافي، فقد استطاعوا أن يجذبوا أصحاب الذوق الرفيع، ويزرعوا ثقافة الالتزام بالوقت لدى جميع المشاركين.