الموصل: عد عكسي لـ «العبور»... ومخاوف على المدنيين
● مناورات برية إيرانية على حدود العراق ● مستشار البارزاني: المالكي عدو
تستعد القوات العراقية لعبور نهر دجلة، الذي يقسم مدينة الموصل، لبدء هجومها على غرب المدينة، بعد استكمال تحرير شرقها بالكامل، وسط مخاوف بشأن مصير نحو 750 ألف مدني يقيمون فيها.
بعد تحرير شرق مدينة الموصل (الساحل الأيسر لنهر دجلة)، مركز محافظة نينوى شمال العراق، بدأ العد العكسي لعبور القوات العراقية إلى غرب المدينة (الساحل الأيمن)، حيث يقيم نحو 750 ألف مدني يتخوف الجميع على مصيرهم.في هذا السياق، أعلن المتحدث باسم قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق عبد الأمير رشيد يارالله، أمس، أن القوات العراقية بدأت الإعداد لهجوم للسيطرة على الجزء الغربي من الموصل من تنظيم داعش.وقال يارالله، قائد حملة قوات الحشد الشعبي، إن قوات الحشد الشعبي تعد لعملية خلال اليومين أو الثلاثة المقبلة، لدعم عملية استعادة غرب الموصل.
وكانت وزارة الدفاع أعلنت أمس الأول أن الاستعدادات لنصب الجسور على نهر دجلة لعبور القوات إلى الساحل الأيمن قد تسارعت. في غضون ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من «مخاطر شديدة» تهدد نحو 750 ألف مدني يعيشون غرب الموصل.ويتوقع أن تكون المعارك أشد فتكا في الجانب الغربي، نظرا للكثافة السكانية ولضيق شوارع الوسط القديم للمدينة وانتشار التحصينات الجهادية فيه.ونقل بيان عن ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق، قولها «نأمل أن يتم تأمين كل شيء لحماية مئات الآلاف من السكان المقيمين على الضفة الغربية لدجلة. نحن نعلم أنهم معرضون للخطر الشديد، ونخشى على حياتهم».وينتشر عشرات آلاف المقاتلين إلى الشمال والجنوب والغرب من مدينة الموصل، ما يعني أن الجهاديين باتوا محاصرين في الجانب الغربي من المدينة، التي أعلن منها زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي ما يسمى بـ«دولة الخلافة» عام 2014.وأفاد سكان من الجانب الغربي ونشطاء بأن الجهاديين أجبروا السكان على إخلاء المنازل والمتاجر المحاذية لضفة النهر، واتخذوا منها مواقع قتالية. وقال أحد السكان في منطقة الميدان إن «التنظيم اجبرنا على مغادرة منازلنا (...) دون أن يسمح لنا بأخذ ممتلكاتنا»، مضيفا: «اتخذوا منها مواقع ووضعوا قناصين على السطوح والشبابيك».وتتمركز قوات النخبة العراقية على الجانب الآخر، في حين تستعد كوادر الهندسة لوضع جسور عائمة للانطلاق والهجوم عبر النهر.ورغم تخوف الأمم المتحدة من موجة نزوح غير مسبوقة قبل انطلاق الهجوم لاستعادة الموصل في 17 اكتوبر، لم ينزح إلا نحو 180 ألف شخص منها، وبقي نحو 550 ألفا في منازلهم.وعادت الحياة تدريجيا إلى شرق الموصل خلال الأيام القليلة الماضية، مع عودة الأطفال إلى المدرسة، وفتح المحال التجارية وحركة السيارات في الشوارع. وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) انه أعيد فتح 30 مدرسة هذا الاسبوع.
مناورات
في سياق آخر، أطلقت قوات الحرس الثوري الإيراني البرية مناورات غربي البلاد، بهدف «تعزيز قدرة الردع وتقييم حالة القوات».ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية، أمس، عن قائد مقر «النجف الأشرف» اللواء محمد عظيمي، القول إن هذه المناورات تجري في المنطقة القريبة من الحدود مع العراق، تهدف إلى «الارتقاء بالقدرة القتالية للقوات العسكرية وقوات التعبئة الشعبية في الوحدات القتالية التابعة لمقر النجف الأشرف، من أجل المشاركة في المهام الموكلة لهم عند الحاجة، وتعزيز قدرة الردع».وأشار إلى أنه «من المقرر أن يتم التدريب خلال المناورات على استخدام تكتيكات مختلفة في المعارك، ومنها المعارك غير المتكافئة وتقييم حالة القوات تقييما دقيقا».مستشار البارزاني
على صعيد آخر، أكد مستشار رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، كفاح محمود، أمس، أن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي و«داعش» مشتركان في معاداة الإقليم وشعبه.وبين محمود أن «الأول فرض حصارا اقتصاديا لتدمير الإقليم، وإبادة سكانه، والثاني حاول طرق أبواب أربيل ودهوك لاستهدف كردستان»، مضيفا أنه «لا مناص من التعجيل بالاستقلال درءا لمخاطر قد تواجه الإقليم مستقبلا».ولفت إلى أن «أجهزة دعاية المالكي ومجموعته تشيع أجواء الكراهية والعداء للكرد وكردستان مستغلة الأجواء الطائفية والسذاجة والفقر المالي والثقافي لدى مساحات واسعة ممن يخاطبونهم»، معربا عن أسفه «بأن الموضوع ليس بشخص المالكي فقط، بل بثقافة الاستحواذ على سلطة المال والنفوذ السياسي، وتهميش أو إقصاء الآخرين من الشركاء الأساسيين في الدولة».وأوضح أن «المالكي وحزبه عبروا عن هذه الحالة خلال ثماني سنوات من حكمهم، حيث صادروا الآخرين وتمددوا في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها، وعملوا على تحطيم بنية الدستور وتعطيل تطبيق مواده المهمة».
«داعش» يخلي المنازل المحاذية لدجلة ويتخذ فيها مواقع قتالية