أبل: «راشومون» بحث عن الحقيقة بـ «الصوت والصورة»
أكد المشرف على السينما بدار الآثار الإسلامية، المخرج شاكر أبل، عقب عرض الفيلم الياباني "راشومون" حائز العديد من الجوائز منها الأسد الذهبي، والأوسكار الشرفية والغولدن غلوب لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية والشريط الأزرق، والبندقية في مركز اليرموك الثقافي ضمن فاعليات مهرجان القرين الثقافي أن اختيارات الأفلام التي تعرض أسبوعيا في المركز لا يقصد منها الجوانب الترفيهية فقط، وهو أمر مطلوب جدا، وإنما الهدف تقديم ثقافة سينمائية للمتفرجين من خلال قراءة متخصصة للشاشة بكل ما فيها من إيماءات واشارات وإضاءات وخلفيات من خلال استغلال الأدوات المتاحة لكي تكتمل المتعة بكل جوانبها، سواء البصرية أو العقلية. وأضاف أن فيلم "راشومون" الذي أخرجه أكيرا كوروساوا عام 1950، ويعد هذا المخرج الأب الروحي لكثير من تكنيكات الإخراج التي يستعملها المخرجون إلى الآن رغم مرور أكثر من 67 سنة، فهو المخرج الذي يحسب له أن قدم كل شخصية من الشخصيات المحورية في الفيلم، حسب ما ترى نفسها، ثم حسب ما يراه الآخرون لوجود 3 روايات مختلفة. وشدد أبل على روعة الفيلم وخلوده حتى بات مرجعا مهما في صناعة السينما العالمية، لكونه يناقش قضية في غاية الأهمية، ألا وهي "الوعي والإدراك"، حيث كان يرسل مع كل مشهد رسالة الى المتلقي مضمونها، لا توجد حقيقة مطلقة، ورؤيتها تعتمد على مدى إدراكك كل الإنسان بها بشكل ذاتي.
تدور أحداث الفيلم في 3 أماكن، الأول تحت سقف بوابة راشومون في يوم ماطر، الثاني الغابة التي وقعت فيها جريمة القتل، والمكان الثالث ساحة المحكمة التي قدم فيها أربعة أفراد حكايات مختلفة عن جريمة قتل في الغابة، لمحارب ساموراي بعد اغتصاب زوجته والكل يتهمون أنفسهم بقتل محارب الساموراي، رغم عدم وجود اتهام لهم.وبين أبل أن حرص دار الآثار الإسلامية لعرض مثل هذه النوعية من الأفلام المحترمة لعدة اعتبترات أولها أنه فيلم استثنائي في تاريخ السينما العالمية، وثانيها فيلم لكل العائلة من كبيرها الى صغيرها، وثالثها فيلم مفيد كدروس للمتخصصين في مجال السينما من أبناء الكويت، لأن فيها براعة مخرج وذكاء مؤلف وروعة كاتب السيناريو.