فجرت صحيفة "لوكانار أونشيني" الفرنسية، في وجه المرشح الرئاسي اليميني المحافظ رئيس الحكومة السابق فرانسوا فيون (62 عاماً)، فضيحة مالية تتعلق بتعيين زوجته في منصب مساعد له عندما كان نائبا في البرلمان عام 1990.

وذكرت الصحيفة الأسبوعية الساخرة أن بينيلوب فيون، زوجة المرشح الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة الذي ينتمي الى حزب الجمهوريين، شغلت مساعدة لفيون، وبعد ذلك لمن حل محله كنائب بالجمعية الوطنية، وتقاضت راتباً بلغ خمسة آلاف يورو شهريا (375. 5 دولار) أي أنها حصلت طوال تلك السنوات على ما يقارب 600 ألف يورو دون أن تقوم بأي مهام وظيفية.

Ad

وقال فيون في بوردو: "أنا مستاء من الازدراء وكراهية النساء المتضمنة في المقال"، مضيفا: "أرى أن موسم القذارة قد بدأ".

من جهته، أنكر المتحدث باسم مكتب فيون هذه الادعاءات، مؤكدا أن بينيلوب كانت تعمل بالفعل مقابل الراتب الذي كانت تتقاضاه.

ولا يجرم القانون في فرنسا توظيف البرلمانيين لأفراد أسرهم في مكاتبهم، لكن المزاعم المتعلقة بحصول زوجة فيون، المولودة في بريطانيا، على أجر مقابل عمل لم تقم به، قد تضر بحملته في وقت يكتسب فيه السباق نحو الرئاسة زخماً.

ورغم أن فيون هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في سباق الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجرى على جولتين خلال شهري أبريل ومايو المقبلين، لكنه يواجه تحدياً قوياً من زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف مارين لوبن، وربما من المرشح "الوسطي المستقل" إيمانويل ماكرون.

في وقت سابق، قال وزير الداخلية الاشتراكي برونو لورو، إن المزاعم خطيرة وتتطلب توضيحا من فيون. وحث رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس، الذي يأمل أيضا في نيل ترشيح حزبه لخوض انتخابات الرئاسة، فيون على توضيح موقفه من الأمر. وقال: "لا يمكن أن تكون مرشح الأمانة والشفافية ولا ترد".

في سياق آخر، تواجه مانويل فالس وبنوا امون في مناظرة تلفزيونية تحولت إلى مواجهة حامية نظراً للانقسامات في صفوف أكبر حزب في اليسار الفرنسي.

وأيا كان الفائز في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية المقررة الأحد المقبل، يتوقع أن يأتي أخيراً في الدورة الاولى في الانتخابات الرئاسية، خلف لوبن وفيون وماكرون ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون، وفق آخر الاستطلاعات.

وتخلف فالس ممثل الجناح اليميني في الحزب "الاشتراكي" في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية بخمس نقاط الاحد الماضي عن أمون وزير التعليم المنتمي الى الجناح اليساري للحزب والمعارض لسياسته الليبرالية، والذي حصل على 36 في المئة من الأصوات.

ومنذ ذلك الحين، ارتفعت حدة الخلاف بينهما ما عمق الانقسام داخل الحزب الضعيف بعد ولاية فرنسوا هولاند الذي تدنت شعبيته الى الحد الادنى مع استشراء البطالة ووسط تشديد التدابير الامنية بعد سلسلة اعتداءات دامية.

ويدعو أمون (49 عاما) الى التخلي عن "الوصفات القديمة والسياسات القديمة"، في حين يدعو فالس (54 عاما) الى الاختيار ما بين "الهزيمة المؤكدة" مع خصمه و"الفوز الممكن" معه.

وينتقد فالس الذي يعول على خبرته في السلطة بشكل خاص اقتراح خصمه المبتكر باعتماد أجر عام من 750 يورو شهريا ويعتبره "خرابا لميزانيتنا".

ووصف فالس أمس الأول امون بأنه "بائع الوهم"، وقال انه "من غير الواقعي اقتراح انفاق 350 مليار يورو حتى في اطار خطة خمسية".

وشن هجومه على امون في مسألة العلمانية وأفكاره المدافعة عن التكاتف المجتمعي التي قال انه سيحاربها. واعتبر امون أن "مثل هذه الاتهامات والانتقادات كانت تأتي من اليمين"، مضيفا "علينا بالطبع محاربة الاسلام الراديكالي، ولكن علينا ان نكف عن جعل الاسلام مشكلة الجمهورية".

واعتبرت الصحافة أن اختلاف أفكارهما يعبر عن يسارين احدهما "مغال في واقعيته" والآخر "طوباوي" ما يجعل الالتفاف حول الفائز غير مضمون. ورفض فالس القول ان كان سيدعم امون في حال فوزه في الدورة الثانية بحجة انه يخوض الحملة من اجل الفوز.

وزادت نتائج الدورة الاولى من الانتخابات التمهيدية التوترات التي تهدد بانهيار الحزب الاشتراكي في ظل عدم نشر اللجنة المنظمة بعد الأرقام النهائية ما أثر شكوكا انها ضخمت حجم المشاركة التي تعتبر أساسا لمصداقية العملية.