«فتح الشام» تواصل حربها على الفصائل وإيران لن تسحب قواتها

• لافروف يستقبل 25 مجموعة معارضة
• علوش: وقف إطلاق نار فقط ولا تنازلات أو مصالحة
• «المجلس الإسلامي» يفتي بقتال «جفش»
• «أحرار الشام» تنشر قوات لوقف الاقتتال

نشر في 26-01-2017
آخر تحديث 26-01-2017 | 00:05
«الخوذات البيضاء» تجلي سورياً قتل في غارة جوية على معرة النعمان أمس الأول (أ ف ب)
«الخوذات البيضاء» تجلي سورياً قتل في غارة جوية على معرة النعمان أمس الأول (أ ف ب)
في أول تعليق على هجماتها في ريفي حلب وإدلب، اعتبرت جبهة «فتح الشام» أن تدخلها ضد حلفائها السابقين هدفه إفشال مشاريع مستوردة وإنشاء كيان سني موحد يمتلك قرار السلم والحرب، في حين اعتبرت إيران مطالبة فصائل المعارضة بسحب وحداتها من سورية «ضعيفة وخسيسة».
مع احتدام معاركها مع الفصائل السورية في عدة جبهات، خصوصاً في حلب وإدلب، بررت جبهة "فتح الشام" هجماتها في ريفي حلب وإدلب، بأنها تدخلت "لإفشال المؤامرات والتصدي لها قبل وقوعها وإفشال المشاريع المستوردة"، وليس هدفها "القتل والقتال".

ودعت الجبهة، في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس الأول، الفصائل إلى "إجراءات عملية صادقة تترجم بمواقف وأعمال وليس لغة البيانات، تتوج بورقة عمل تنقذ الساحة، وتتضمن إنشاء كيان سني موحد سياسياً وعسكرياً، يقوم على أسس شرعية ويمتلك قرار السلم والحرب"، مشددةً على أهمية الإسراع بذلك.

واعتبرت "فتح الشام"، "مشاريع المصالحة والهدن واضحة جلية، والمؤتمرات والمفاوضات أنها لحرف مسار الثورة نحو المصالحة مع نظام (بشار) الأسد، متهمة الفصائل المشاركة في مؤتمر أستانة بأنها مررت نصاً يساعد على "إقامة دولة ديمقراطية وقتال (فتح الشام) وعزلها وكشف ظهرها للتحالف الدولي".

المجلس الإسلامي

وإذ رأت الجبهة أن مشاريع المصالحة والهدن والمؤتمرات والمفاوضات تحرف مسار الثورة وتسلم سورية لنظام الأسد، دعا المجلس الإسلامي السوري من مقره بمدينة إسطنبول، بوجوب قتال "فتح الشام" لردها عن بغيها، مطالباً جميع الفصائل بالإجماع على ذلك لأن "قتالها شرعي مبرر، ومن سيتردد فسيكون ضحيتها المقبلة".

واعتبر المجلس مقاتلي "فتح الشام" بأنهم "بغاة صائلون معتدون، استحلوا الدماء والحرمات، وجمعوا إلى ذلك فكر الخوارج في تكفير المسلمين والخروج على جماعتهم المتمثلة في بلاد الشام بعلمائها ومجلسها الإسلامي وهيئاتها الشرعية وفصائلها وتجمعاتها المدنية".

ريف اللاذقية

وعلى الأرض، أنهت "فتح الشام" وجود "جيش المجاهدين- الجيش الحر" في ريف اللاذقية الشمالي، وذلك بعد محاصرة مقراته في جبلي الأكراد والتركمان، واعتقال مسؤوله العام في الساحل المدعو يحيى بريمو ومصادرة أسلحة وذخائر.

في المقابل، أعلن المرصد السوري أن حركتي "أحرار الشام" و"صقور الشام" هاجمتا مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، وطردتا الجبهة من مقراتها الأهم في المدينة، مشيراً إلى "صقور الشام" سيطرت على بلدتي مرعيان واحسم.

قوات فصلٍ

وفي وقت سابق، أعلنت "أحرار الشام" أنها ستقف كقوات فصلٍ خلال الاشتباكات الجارية بين "فتح الشام" والفصائل الأخرى في ريف حلب الغربي وريف إدلب، مشيرةً إلى أنها نشرت حواجز "لمنع أي أرتال من التوجه لقتال المسلمين والبغي عليهم واستباحة دمائهم وأموالهم بغير حق، ولن تسمح أبداً لكائن من كان أن يعبث بالساحة لأجل مصالحه الفصائلية الضيقة".

وبينما صدت قوات سورية الديمقراطية (قسد) هجوماً لتنظيم "داعش" على القرى الغربية لمدينة الرقة، صدت فصائل ريف دمشق أمس محاولات جديدة للنظام و"حزب الله" للتقدم باتجاه نبع المياه في عين الفيجة.

القوات الإيرانية

وغداة انتهاء محادثات أستانة، التي أشاد الكرملين بها ووصفها بالناجحة، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، أن بلاده لن تنظر في مطالبة فصائل المعارضة بسحب وحدات قواتها من سورية، معتبراً ذلك "تصريحات ضعيفة وخسيسة لأطراف ورطت نفسها والشعب السوري والمنطقة بأكملها في المحنة".

وقال أنصاري، لوكالة "نوفوستي" الروسية: "هذه القوى منحازة وتفسر حلول الأزمة بشكل غير واقعي ومشاكل سورية نشأت بسبب تفكير الجماعات المسلحة، التي سعت إلى تحقيق نتائج سريعة منذ بداية الأزمة بعد سقوط النظام الحاكم، لكنها وضعت نفسها في حالة حرجة".

وأكد الدبلوماسي الإيراني: "نسعى بالتعاون مع شركائنا من روسيا وتركيا إلى وضع حد لهذه المأساة وإطلاق مرحلة جديدة في حياة سورية، التي يحق لشعبها أن يقرر مصيره ومصير بلاده بشكل مباشر"، كاشفاً عن أن أول لقاء روسي إيراني تركي على مستوى الخبراء حول إنشاء آلية للرقابة على الهدنة جرى في أستانة والثاني سيعقد بعد أسبوع أو أسبوعين لإكمال الإجراءات الخاصة بإطلاق عمل الآلية.

اجتماع موسكو

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن موسكو ستستقبل غداً وفداً موسعاً من المعارضة السورية، يشمل، بحسب سكرتير حركة "الدبلوماسية الشعبية" محمود الفندي، 25 مجموعة معارضة.

وأكد المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي تلقي المعارضة دعوة للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، موضحاً أن الاجتماع سيكون تشاورياً، بهدف عرض وجهة نظر المعارضة ومناقشة سبل إنجاح جولة المفاوضات المقررة في جنيف في 8 فبراير.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إننا "مستعدون لإطلاق محادثات جديدة في أستانة عند الحاجة"، مؤكدة أنها "أثبتت نجاحها" في دفع المفاوضات المتعثرة بوساطة الأمم المتحدة في جنيف.

وفي مداولات في مجلس النواب "الدوما"، أكد لافروف أن مفاوضات أستانة نقلت جهود التسوية إلى مستوى جديد، مشيراً إلى أن المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين الروس عقدوا سلسلة من اللقاءات على هامش المؤتمر مع ممثلي المعارضة المسلحة وتم الاتفاق على حشد جميع القوى الروسية والسورية والمعارضة لمحاربة الإرهاب بسورية.

واعتبر وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، أن الأطراف تقاسمت الآراء في أستانة حول كيفية تعزيز وقف إطلاق النار وتوسيعها بعموم سورية، وحاولت أيضاً إبداء آرائها بخصوص المرحلة السياسية المقبلة ولو بطريقة غير مباشرة.

هدنة لا مصالحة

ورداً على إعلان رئيس وفد النظام بشار الجعفري عن اتفاق الدول الضامنة والأطراف المشاركة في المحادثات على محاربة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" سوياً، نفى رئيس وفد الفصائل محمد علوش "تلقي عروضاً مغرية من الحكومة ومنها منح فصائل إدارات محلية موسعة بمناطق سيطرتها أو صحة ما تردد عن نجاحها في استمالة البعض في ظل الخسائر الميدانية الأخيرة للمعارضة".

وشدد علوش على أن "الهدنة أمر مقبول أما المصالحة فهي غير مقبولة". ونفى علوش أيضاً "رضا المعارضة الكامل عن نتائج لقاء أستانة أو تقديم أي تنازلات خلاله"، موضحاً "أننا وعدنا بأن ينفذ وقف إطلاق النار، وسلمنا ورقة تتضمن إجراءات وآليات ذلك الأمر للجهات المعنية بخاصة الجانب الروسي، ووعد أنه خلال عشرة أيام سيتم التوصل لاتفاقية يتم تطبيقها بين الطرفين بهدف تحسين الظروف المعيشية والإفراج عن المعتقلين".

الدول العربية

بدوره، أعلن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا لوكالة "سبوتنيك" أن من "المهم جداً إشراك جامعة الدول العربية وإطلاعها على جوهر لقاءات أستانة الجيدة جداً وما يمكن فعله لتقليص الخطر على الهدنة لأن سورية في نهاية المطاف بلد عربي وليست على القمر أو في القطب الجنوبي".

وأوضح أن "الوقت مازال مبكراً للحديث عن صيغة المفاوضات المرتقبة في جنيف، وأن ذلك سيصبح ممكناً بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة والمشاورات في مجلس الأمن، الذي هو من يقرر ما إذا كانت نتائج المفاوضات ستوثق بقرار منه أو من المجموعة الدولية لدعم سورية".

«صقور الشام» تهاجم معرة النعمان و«قسد» تتصدى لتنظيم «داعش» في ريف الرقة
back to top