العبادي يكافح لمنع «الانتقام» في الموصل المحررة

طوائف عديدة متضررة من «داعش» قد تمارس انتهاكات

نشر في 26-01-2017
آخر تحديث 26-01-2017 | 00:05
رئيس الوزراء العراقي حبدر العبادي
رئيس الوزراء العراقي حبدر العبادي
لأول مرة منذ بدء معارك الموصل التي تدخل شهرها الرابع وحررت الجزء الشرقي من المدينة، تظهر إشارات جدية على حصول انتهاك وحالات اعتقال كيفي وسطو على ممتلكات، مارستها قوات أمنية عراقية أو فصائل الحشد الشعبي الشيعية، طبقا لبيان أصدره رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلا أن المصادر في المدينة تقول إن موجة "الانتقام" التي يخشى الناس منها لن تأتي بالضرورة كـ "ثأر شيعي" ضد عرب سنة، بل من مسيحيين وأيزيديين وأبناء طائفة الشبك، وكل هذه طوائف تعرضت لتطهير عرقي وديني خلال عهد "داعش"، بل إن مقاتلين عربا سنة مارسوا أعمال انتقام بحق السنة، أخطر من تلك التي قام بها منفلتون شيعة خلال المعارك السابقة.

ودقت الأمم المتحدة جرس الإنذار الأسبوع الماضي، بعد توثيق انتهاكات، وأمر رئيس الوزراء بالتحقيق، موجها الاتهام الى عناصر في الحشد الشعبي الذي يضم غالبية من التشكيلات الشيعية، لكن ينخرط فيه مقاتلو القبائل السنية ببضعة آلاف، وفصائل من الديانة الأيزيدية التي تعرض الآلاف من نسائها لـ "سبي جاهلي" مروع على يد تنظيم "داعش"، كما يوجد في الحشد الشعبي فصيل مسيحي أيضا.

وتؤكد المصادر أن الانتهاكات لاتزال محدودة جدا، لكنها تبعث برسالة خطيرة الى الأهالي، ويجب تطويقها بأسرع وقت، لكن الرسالة الأخطر هي وجود مقاتلين من ديانات أخرى ضمن محور "حلفاء طهران" يعملون مع متطرفي الشيعة في تصفية عناصر متهمة بالتعاطف مع "داعش"، وهو ما قد يتحول الى فتنة في الموصل ذات التنوع الشديد قوميا ودينيا.

وتشير المصادر الى أن وجود قوات النخبة في الجزء الأيسر من المدينة نجح في منع حصول موجات انتقام، فقد قدم جهاز مكافحة الإرهاب نموذج تعامل مدروسا مع الأهالي نجح في ترميم جراح العهد الماضي أيام نوري المالكي، حيث كانت العلاقة بين الموصليين والجيش سيئة للغاية، لكن قوات النخبة سرعان ما ستنخرط في معارك الساحل الأيمن من الموصل والموصوفة بأنها أكثر تعقيدا، وسيبقى الملف الأمني بيد شرطة محلية غير مدربة بنحو جيد، ما يسمح بدور أكبر للفصائل التي تمثل خلطة الديانات والأعراق المعقدة في الموصل، وهو أمر يتطلب جهدا استثنائيا لمنع حصول أخطاء أو انتقام ممنهج عمدي، وأن تثبت الحكومة قدرتها على التعامل مع تلك الحالات، لأنها في المعارك السابقة أخفقت في ذلك وعجزت عن مواجهة العناصر المنفلتة.

إلا أن ساسة ومراقبين يذكرون أن "حماس الانتصارات" غير المسبوق الذي يسود المدينة، سيمنع حاليا اتساع رقعة الانتقام، لأن الجميع لا يريدون خلق بلبلة تؤثر على سير المعارك في بقية مناطق الموصل، وأن المشاكل السياسية ستتركز داخل الطائفة السنية نفسها، وهي مجتمع انقسم في الموصل بين متعاطف مع "داعش" أو مستفيد، وهؤلاء أقلية، وبين معارض للتنظيم تعرض أحيانا الى ظلم وقمع بالغ القسوة مما عرف بـ "دولة الخلافة".

انفجار «مفخخة» وسط بغداد

رغم الإجراءات الأمنية المشددة في بغداد، انفجرت أمس سيارة مفخخة في منطقة الرصافي وسط العاصمة. وأفاد مصدر في الشرطة العراقية بأن الحصيلة الأولية للتفجير بلغت قتيلين وأربعة جرحى. وقتل مدني واحد وأصيب ثلاثة في انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق في منطقة النهروان جنوب شرق بغداد.

يذكر أنه وقع صباح أمس الأول، تفجير عجلة مفخخة في منطقة النهضة وسط بغداد أسفرت عن قتيلين وستة جرحى.

back to top