ترامب يسرّع أجندته والكونغرس يتململ

قيَّد حركة مواطني دول إسلامية ووقع أمراً ببناء «الجدار»

نشر في 26-01-2017
آخر تحديث 26-01-2017 | 00:11
No Image Caption
أسلوب التشكيك و«الحقائق البديلة» الذي بات سمة الإدارة الأميركية الجديدة مع بداية عهد الرئيس دونالد ترامب، قد لا يصمد طويلاً مع نمو حالة التململ لدى قادة المؤسسة السياسية، في مجلسي الشيوخ والنواب.

هذا ما كشفته تعليقات قادة «الكونغرس» من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتشكيكهم في ادعاءات ترامب بحصول تزوير في تصويت الناخبين بلغ خمسة ملايين صوت غير شرعي، فضلاً عن تكذيبه للصور المؤرخة عن حجم الحشود التي حضرت حفل تنصيبه.

وتحذر أوساط أميركية عدة من أن استمرار ترامب في أسلوبه «الانتخابي» في إدارة شؤون الحكم، تضعف فعالية أهم مركز سياسي في البلاد وتنال من صدقيته.

اقرأ أيضا

وتتحدث أوساط مطلعة في الكونغرس عن احتمال صدور مواقف إضافية قد تنتقد بعض القرارات الرئاسية التي سيصدرها ترامب هذا الأسبوع. وتطرح علامات تساؤل عن إصراره على اتخاذ هذا الكم من القرارات، في الوقت الذي يسيطر فيه «حزبه» على مجلسي الشيوخ والنواب.

وتقول تلك الأوساط إن استعجال ترامب توقيع مراسيمه الرئاسية خلال المئة يوم الأولى من حكمه لإلغاء تركة أوباما، يحمل مدلولات عدة، ليس أقلها أنه جاد فعلاً في تطبيق شعاراته الانتخابية وأجندته السياسية بأسرع وقت ممكن، كما يعكس إصراره على الاستفادة أيضاً من «صدمة» انتخابه وتمرير ما أمكنه من مشاريع يدرك جيداً أن المؤسسة السياسية للحزبين ستستعيد لاحقاً قدرتها على تعطيل الكثير منها.

إن توقيع ترامب قراراً رئاسياً يمنع مسلمي بعض الدول (بينها سورية والعراق واليمن والصومال والسودان وإيران وليبيا) من دخول أميركا، قد لا يلقى اعتراضاً جدياً، لكن إلغاء التأشيرات لمن يحملها من أبناء هذه البلدان هو ما قد يثير الاستياء، في الوقت الذي تذكّر فيه تلك الأوساط بأن إجراءات الإدارة السابقة لم تكن أقل تشدداً في دخول بعض المسلمين، لكن من دون تعميم أو شمولية.

ومع إصداره قراراً يمهد الطريق لتصويت الكونغرس على تمويل بناء الحائط الحدودي مع المكسيك، تحدثت تلك الأوساط عن بلبلة متوقعة مع توقيعه قراراً أيضاً يمنع دخول المهاجرين واللاجئين وترحيل المقيمين غير الشرعيين وتفكيك التجمعات السكنية غير الشرعية.

غير أن تلك الأوساط تحدثت عن «تمهل» ترامب في اتخاذ بعض القرارات السياسية الخارجية، كحديث فريقه عن «خطوات أولية متأنية» بالنسبة إلى قضية نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وعن تغيير اللهجة من حلف «الناتو»، كما عكستها تصريحات وزير الدفاع جيمس ماتيس.

ومع تأكيدها أن قرار نقل السفارة سيكون متدرجاً، قالت إن الاتصالات التي بدأت تجريها إدارة ترامب مع بعض الدول العربية تهدف إلى خلق «وسائد» حماية وأرضية سياسية عربية قبل نقل السفارة.

هكذا فهم اتصال ترامب بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووعده بمواصلة المساعدات الأميركية لمصر ودعوته لزيارة واشنطن. وكذلك إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تلقيه وعداً من إدارة ترامب بمواصلة تقديم المساعدات العسكرية والميدانية والاقتصادية للعراق.

ولفتت تلك الأوساط إلى تكرار التصريحات السعودية المتفائلة ببدء صفحة جديدة من العلاقات مع واشنطن بقيادة ترامب، في الوقت الذي لم تتوقف تصريحات بعض الوزراء الأميركيين الجدد عن انتقاد إيران ودورها في المنطقة.

back to top