أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منارة ثقافية للراحل علي زكريا الأنصاري على مسرح مكتبة الكويت الوطنية، وذلك ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي الـ "23" تحدث فيها كل من: د. وليد حمد السيف، ونجله مازن الأنصاري، وحضرها الأمين العام للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة، وجمع من الحضور.

في البداية قال د. وليد السيف إن الإنصاري أحب الموسيقى، وأحب الدبلوماسية والتعليم، وتميز بجميع هذه التخصصات، ووصل إلى العالمية، مشيرا أنه موسيقي ومبدع من الطراز الأول.

Ad

واستعرض د. السيف أبرز محطاته في التطوير الموسيقي، قائلا إن الأنصاري وعلى مدى السنوات الخمس التي قضاها في موسكو تعرف على المؤلف الموسيقي العالمي الكبير خاشادوريا.

وأوضح أن موسيقى الأنصاري عزفت في كثير من الأماكن ومنها الكويت، في البرازيل، وبريطانيا، وهولندا، وغيرها من الأماكن، مشيرا إلى أن الأنصاري سجل العديد من السيمفونيات، ومنها "رحلة الحياة، و"نبض الحالم"، و"التحرير" وغيرها.

الجوانب الإنسانية

من جانبه، تحدث الأنصاري عن الجانب الإنساني لوالده وقال: لوالدي كثير من الجوانب الإنسانية التي يصعب حصرها، واستذكر نجله موقفا وهو أنه والده كان حريصا على تعليمنا، وكان دائما يطالبنا ببذل الجهد والمثابرة في الدراسة وخاصة اللغة العربية، لأنهم كانوا يدرسون وفقا للمنهج الإنكليزي، كما كان دائما ينصحهم بعد أن كبروا بتنظيم وقتهم، بحيث يكون للهو وقت وللقراءة وقت.

أما الموقف الآخر الذي استذكره نجله وقال: "كان عمري 13 عاما، وكنت تلميذا بمدرسة في لبنان. وكان مع زميله في المدرسة، وهو مدخن، ويريد أن يعلمه التدخين. فقام بتجربة، وإذا بالمدرسة تشاهدهم من بعيد، وتقوم على الفور بإبلاغ والده بما كان يقوم به مع زميله.

وأضاف الانصاري أنه في بداية عطله نهاية الأسبوع، ذهبنا إلى منزل في بيروت، واستدعاه الوالد وسأله:" المدرسة اتصلوا بي وقالوا لي إنك تدخن... هل هذا صحيح؟" في هذه اللحظة شعرت بخوف شديد، وكنت أتوقع أنه سيبرحني ضربا، إلا أنه صارحه بقوله إنها كانت سيجارته الأولى ولم يدخن غيرها... وكان في انتظار العقاب، وفوجئت بهدوء والدي الذي أخبرني بأن التدخين مضر بالصحة، ونصحه بألا يدخن، وإن هذه المرة الأخيرة.

وأشار الأنصاري إلى أنه من الأمور الأخرى التي لاحظها في شخصية والده أنه لديه قدرة عجيبة في التحكم بمشاعره الخاصة، فليس من السهل أن تعرف حقيقة شعوره تجاه الأحداث التي يمر بها فرحا أو حزنا. واستذكر الأنصاري في عام 1996، عندما اتصل به تلفونيا ليبلغه بأنه تلقى مكالمة هاتفية من البرازيل، وأبلغوه بوفاة شقيقه مهند الذي كان يدرس الجراحة في الطب هناك، وكان في سنته الأخيرة.

ذكريات جميلة وحزينة

من جانبه، تحدث م. محمد البخيت عن ذكرياته مع الأنصاري، وقال إنهم كانوا يتبادلون الزيارات فيما بينهم، وفي كل مرة عندما يتناولون وجبة العشاء، يستمعون إلى موسيقى لكبار العازفين الحاضرين معهم. وأشار إلى أن الأنصاري كان يحب الحديث عن مشاريعه الموسيقية، سواء التي نفذها في الماضي، أو التي يخطط في تنفيذها بالمستقبل القريب، لافتا إلى أنه ألف عدة سيمفونيات، عزفت في لندن والبرازيل، ووارسو. وأبلغه أنه كان يحضر سيمفونيات ومقطوعات موسيقية جديدة، ألفها خصيصا لأوركسترا عربية صغيرة، وكان يريد أن يدخل فيها إيقاع المراوس.

وأضاف البخيت أنه على الرغم من الذكريات الجميلة معه، كانت هناك ذكريات حزينة وهي فترة مرضه، أصابته الشلل.

مداخلات

وقال المستشار محمد أبوالحسن إنه كانت تربطه علاقة قوية بالأنصاري، ووصف أبوالحسن علاقة عائلته بعائلة الأنصاري بأنها عميقة جدا، مشيرا إلى أنه تعلم الكثير منه، وأنه السفير الأول الذي تحت لوائه وإرشاداته، واستفاد كثيرا من شخصيته المتواضعة والسلسة والأنيقة، وكان يملك ناصية اللغة الإنكليزية، والانفتاح إلى الناس، والخروج من الروتين من الناحية العملية، وذلك بسبب أن الجانب الموسيقى في حياة الأنصاري بحسب اعتقاده ظهر عنده منذ الصغر، حيث إنه عشق الموسيقى منذ فترة كبيرة.

وتضمنت المنارة معرضا للصور الفوتوغرافية مع أبرز الشخصيات، وأيضا مقتنيات ومنها أول نوتاته الموسيقية التي تعلمها أثناء وجوده سفيرا في موسكو عام 1975، وسيمفونيات علي زكريا الأنصاري التي استغرقت منه سنوات طويلة لإنتاجها وعزفتها أشهر الفرق الأوركسترالية في العالم مع نماذج من نوتاته الموسيقية، وأيضا تم عرض فيلم وثائقي عن حياته تحت فيه نجله مازن الأنصاري، ويوسف المهنا، ود. إبراهيم طامي.

ووزع للحضور إسطوانة ليزر تحتوي على مجموعة مختارة من إبداعاته الموسيقية المحببة إليه، هذا إضافة إلى أن د. وليد السيف عزف مقطوعات موسيقية على العود وطورها الأنصاري.