شيع ظهر أمس جثمان الشاعر المصري الكبير سيد حجاب من مسجد الفاروق بالمعادي، الذي امتلأت ساحته بعدد كبير من السياسيين والمثقفين والفنانين، بينهم وزير الثقافة الأسبق د. عماد الدين أبوغازي، ود. محمد العدل، ومدحت العدل، ود. محمود العلايلي، والمخرج خالد جلال، والفنان عهدي صادق، والموسيقار صلاح الشرنوبي، والفنان أحمد عبدالعزيز.وكانت زوجة الشاعر الراحل وابنته مريم في مقدمة الحضور، وسط حالة كبيرة من الحزن.
ورحل سيد حجاب الذي غيبه الموت عن عمر ناهز الـ 77 عاما، بعد معاناة قصيرة مع المرض، وبرحيله يكون أبناء جيل الستينيات الأكبر تأثيرا في الثقافة في مصر فقدوا رمزا كبيرا بينهم، خاصة أن حجاب لحق بشاعرين كبيرين هما عبدالرحمن الأبنودي، وأحمد فؤاد نجم.
«سيد شعراء العامية»
تميزت إسهامات حجاب في كتابة الأغاني للمسلسلات، الشهيرة ومنها ليالي الحلمية، الوسية، وبوابة الحلواني، والمال البنون، وأرابيسك.ومن أبرز أعماله مقدمة مسلسل "ليالي الحلمية" ويقول فيها:ومنين بييجي الشجن.. من اختلاف الزمنومنين بييجي الهوى.. من ائتلاف الهوىومنين بييجي السواد.. من الطمع والعنادومنين بييجي الرضا.. من الإيمان بالقضابدوره، أصدر وزير الثقافة المصري حلمي النمنم بيانا نعى فيه الراحل الكبير، مؤكدا أن أشعاره استطاعت أن تصل إلى كل إنسان مصري.ونعى رئيس قطاع صندق التنمية الثقافية، الدكتور أحمد عواض، الشاعر الكبير، لافتا إلى أنه ترك بصمة مؤثرة في الشعر العربي، ووضع قصيدة العامية جنبا إلى جنب مع قصيدة الفصحى.الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي نعى صديقه الراحل، مشددا على أن رحيله خسارة فادحة لكل المصريين.ديباجة دستور الثورة
رحل سيد حجاب في الذكرى السادسة لثورة يناير وعلاقته بالثورة لم تتوقف عند حد التبشير بها، فقد كان حجاب نفسه هو من كتب ديباجة الدستور المصري القائم حاليا، والتي تعتبر بنص الدستور ذاته جزءا لا يتجزأ من نصوصه، وانتصر فيها لثورة يناير.وتبدو علاقة حجاب بالثورة ممتدة طويلة وبالغة الدلالة، خاصة أن ديوانه الذي أصدره بعد انقطاع 46 عاما عن الشعر المكتوب وهو "قبل الطوفان" (2010)، كان بمنزلة نبوءة وبشارة محققة صاغها بشعره عن طوفان قادم في البلاد يقضي على الفساد والاستبداد، وبعد شهور معدودة من إطلاق صرخته، انطلقت ثورة 25 يناير كطوفان يحقق نبوءة حجاب الشعرية.قصيدة «ابن بحر»
ولد حجاب في 23 سبتمبر 1940 بمحافظة الدقهلية، وبدأ كتابة الشعر في سن صغيرة، ولفت انتباه الفنان صلاح جاهين، الذي كان يتولى رئاسة تحرير مجلة "صباح الخير" الأسبوعية، فنشر له قصيدة "ابن بحر" عام 1961 في باب بالمجلة عنوانه "شاعر جديد يعجبني" وقال في تقديمه لحجاب: "عندما أبحث عن كلمات أقدم بها هذا الشاعر الجديد لا تلبيني إلا الكلمات العاطفية ولو كان هناك حب من اللحظة الأولى أكون أنا قد أحببت هذا الشاعر من أول شطرة.. اسمه (سيد حجاب) تذكروا هذا الاسم فإنه سيعيش طويلا في حياتنا المقبلة وسيكون له شأن كبير".