أضحوكة التركيبة السكانية!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
فعلى سبيل المثال، لا توجد إحصاءات دقيقة لأعداد غير الكويتيين في قطاع العمل الحكومي، وهي أرقام قد تكون بسيطة جداً وعلى بند المكافآت أو الأجر مقابل عمل، وبالتالي من غير المقبول أن تتهرب الحكومة من توظيف خريجي المعاهد والكليات والجامعات، أو أنه بإزاحة غير الكويتيين ستتوافر عشرات الآلاف من الشواغر الوظيفية للكويتيين، بل على الحكومة خلق فرص عمل جديدة قادرة على استيعاب الأعداد المهولة من المواطنين المتوقع تخرجهم خلال السنوات القادمة.بالإضافة إلى ذلك، فإن علتنا ليست بالوافدين في القطاع الخاص، بل في أرباب العمل الذين دللتهم الحكومة بسخاء في المناقصات وأشكال الدعم المختلفة والإعفاء من الضرائب وسداد نصف رواتب الموظفين الكويتيين لديهم، إلا أن هذا الكرم الحكومي يواجه «بتفنيش» الكويتيين بجرة قلم أمام صمت الحكومة وعجزها عن اتخاذ أي تدابير لمواجهة ذلك.أخيراً، الغالبية العظمى من الوافدين، أي ما قد يصل إلى 80% منهم، يمتهنون الأعمال البسيطة جداً كالنجارين والسواق والخبازين وأصحاب الكراجات ومعلمي الأدوات الصحية والكهربائية وخدم المنازل وأمثالهم، وهذه المهن بعيدة جداً عن مجال التوظيف للكويتيين، ولا أعلم السر في زج أرقامها في التحليلات والتعليقات الخاصة بفرص العمل والتوظيف، بل إن معظم تصاريح عمل هذه الفئة هي فردية أو شركات شخصية محدودة، أي أنهم تحت كفالة المواطنين العاديين.من الخطورة بمكان استغلال خلل التركيبة السكانية وتجنب آثارها الاجتماعية والأمنية وحصرها في مجال التوظيف، وإعفاء الحكومة من أكبر مسؤولياتها في مجال فتح آفاق العمل المنتج الذي يساهم في رفع كفاءة الموظف الكويتي، وللعلم فإنه خلال السنوات العشر القادمة نحتاج إلى ما يقارب 400 ألف فرصة عمل، وهي أكثر من قوة العمل الكويتية الحالية، فهل هناك أضحوكة أكبر من هذه المأساة؟!