واشنطن تحيي «المناطق الآمنة» في سورية... وموسكو تتحفظ

• 6 فصائل تحتمي بـ «أحرار الشام» من «جفش»
• «الدستور الروسي» يحد من صلاحيات الرئيس

نشر في 27-01-2017
آخر تحديث 27-01-2017 | 00:05
مع دخول اقتتال الفصائل السورية مرحلة كسر العظام، برز موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الأزمة واعتزامه التحرك لإنشاء مناطق آمنة داخل سورية، الأمر الذي باركته تركيا وقطر، وقابله الكرملين بالتحذير من العواقب.
لاقى توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء مناطق حظر طيران في سورية ردوداً سريعة من الكرملين، حذر فيها من عواقب هذه الخطوة التي عارضها طويلا الرئيس السابق باراك أوباما خشية الانجرار بشكل أكبر في الصراع، وخطر اندلاع اشتباكات بين الطائرات الحربية الأميركية والروسية فوق سورية.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "إدارة ترامب لم تشاور روسيا، قبل أن تعلن خطة إقامة مناطق آمنة للنازحين، وهذا قرار سيادي"، مضيفاً: "من المهم ألا تفاقم الوضع بالنسبة للنازحين. وينبغي بحث كل العواقب".

ووفق وكالة "رويترز" فإن مسودة أمر تنتظر توقيع ترامب تقول: "توجه وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع في غضون 90 يوماً من تاريخ هذا الأمر بوضع خطة لتوفير مناطق آمنة في سورية وفي المنطقة المحيطة يمكن فيها للمواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم انتظار توطين دائم مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث".

وإذا قرر ترامب إقامة مناطق آمنة فقد يزيد هذا من التدخل العسكري الأميركي في سورية ويمثل انحرافاً كبيراً عن نهج أوباما. وإذا قرر فرض قيود "على الطيران" فوق هذه المناطق فقد يتطلب زيادة في حجم القوة الجوية أو القوة الجوية للتحالف. وقد يتطلب هذا أيضاً نشر قوات برية لتوفير الأمن.

ترحيب وتأييد

ورحب مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية أحمد الرميحي بدعوة ترامب، وأكد "ضرورة توفير ملاذات آمنة وفرض مناطق حظر جوي تضمن سلامة المدنيين".

وأيّد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حسين أوغلو، أمس، الخطة، مؤكداً أن أنقرة تطرح ذلك منذ فترة وتنتظر نتائج تعهدات ترامب.

وفي تطور ينذر بمعركة كسر عظم مع "جبهة فتح الشام" (جفش)، أعلنت حركة "أحرار الشام الإسلامية"، أمس، أن ستة فصائل معارضة أخرى انضمت إليها في شمال غرب سورية، هي ألوية صقور الشام وجيش الإسلام- قطاع إدلب وكتائب ثوار الشام والجبهة الشامية- قطاع حلب الغربي وجيش المجاهدين وتجمع فاستقم، لصد الهجوم الكبير من جانب "جفش"، التي شنت هجوما على باقي الفصائل بحجة مشاركتهم في محادثات أستانة.

ووقفت "أحرار الشام"، التي تعتبر أكبر فصيل سني مسلح، إلى جانب فصائل "الجيش الحر" بعد رفض "جفش" وساطتها، مؤكدة في بيان "أن أي اعتداء على أحد أبناء الحركة المنضمين لها أو مقراتها هو بمثابة إعلان قتال لن تتوانى حركة أحرار الشام في التصدي له وإيقافه مهما تطلب من قوة".

وفي ظل تهديدها بالقضاء على الفصائل المعتدلة، أعلن مصدر في وزارة الخارجية التركية أن تركيا تعتبر "جفش" وتنظيم "داعش" جماعتين إرهابيتين وتتصرف وفقاً لذلك، مشيراً إلى أن الهجمات الأخيرة ربما تحركها رغبة الجبهة في منع التوصل لحل سياسي للصراع السوري.

وفي بيان منفصل، أكدت وزارة الخارجية التركية أن "موقف أنقرة ثابت من أنه لا مكان للأسد في مستقبل سورية"، مشيرة إلى أن "بعض العناصر قد تكون منزعجة من مباحثات أستانة وتحاول تعطيل وقف النار وأنها لن تسمح لبعض الفصائل بالتأثير سلباً على التقدم الذي جرى".

في غضون ذلك، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تلقيه دعوة للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، بعد أن كانت تركيا عارضت بشدة حضوره محادثات السلام في أستانة.

الدستور الروسي

وفي حين شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على أن بلادها تتمسك بالموقف الداعي إلى وحدة سورية العلمانية، نشرت وكالة "سبوتنيك" جزءاً من المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري الجديد تضيف لصلاحيات البرلمان إعلان الحرب وتنحية الرئيس وتعيين حاكم المصرف المركزي وتعيين المحكمة الدستورية.

وتقترح المسودة الروسية إزالة تعابير تشير إلى عربية سورية بما في ذلك اسم الجمهورية وإحلال مصطلحات تشدد على ضمان التنوع في المجتمع السوري محلها، واعتبار اللغتين العربية والكردية متساويتين في أجهزة الحكم الذاتي الثقافي الكردي ومنظماته.

كما تتيح المسودة تغيير حدود الدولة عبر الاستفتاء العام، وتشدد المسودة على عدم جواز استخدام القوات المسلحة في المجال السياسي واضطهاد السكان أو عملية انتقال السلطة.

وأكدت زاخاروفا أن موسكو لا تحاول فرض أفكار وأن الهدف من مبادرتها هو تحفيز السوريين. من ناحيته، أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف أن الجانب الروسي وضع هذا المشروع مع الأخذ بعين الاعتبار ما سمعه طوال السنوات الماضية من الحكومة والمعارضة ودول المنطقة.

نائبة أميركية تقر بمقابلة الأسد

أكدت النائبة الديمقراطية الأميركية تولسي غابارد، أمس الأول، أنها التقت الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة قامت بها لدمشق في يناير الجاري.

وأوضحت غابارد، التي تمثل ولاية هاواي في مجلس النواب، أنه "عندما أتيحت الفرصة لمقابلته، فعلت ذلك لأنه إذا كنا نريد القيام بأي شيء من أجل الشعب السوري الذي يعاني، فتجب مقابلة جميع الأشخاص الضروريين، إذا تواجدت إمكانية إحلال السلام".

وقالت: "لا توجد فصائل معتدلة. في حال أطيح بالأسد، فإن تنظيم القاعدة والجماعات المشابهة له ستسيطر على سورية".

والنائبة الديمقراطية كانت موجودة في العراق عام 2004، وهي من معارضي تغيير النظام في سورية. وسبق أن قدمت اقتراح قانون "لإنهاء الحرب غير القانونية لبلادنا بهدف إسقاط النظام السوري" وإنهاء المساعدات للفصائل المعارضة للأسد.

ترحيب تركي - قطري بتعهد ترامب إقامة ملاذات آمنة... وأنقرة تصنف «جفش» إرهابية
back to top