بين «الكويت تسمع» و«الجلسة الحوارية»!
ما بين المشروع الوطني "الكويت تسمع" و"الجلسة الحوارية" خمس سنوات بالتمام والكمال، ماذا يا ترى تغير على مر هذه السنين عدا دبيب الشيب الذي غزا رؤوس الشباب وتبخرت أحلامهم بوقع إهمال المسؤولين لمطالبهم، فماذا نتوقع من نتائج الجلسة الحوارية ولنا سابقة بائسة مع "الكويت تسمع" الذي حظي برعاية الأمير وصُرِف عليه خمسة ملايين دينار على "الهبني"!، فهل لعاقل أن يتصور أن تجمع مئات الشبان الوطنيين ومحاصرتهم للنواب والوزراء بالكاميرات كافيان لإصلاح ترسبات دهر من الفساد؟! لا يا شيخ!والمفارقة التي نسترعي إليها انتباه الشباب أن الداعي الى الجلسة الحوارية هو الإعلامي عبدالله بوفتين الذي ألقى خطابا باهرا أمام الأمير في ختام "الكويت تسمع" قبل بضع سنين، ففرحنا بخطابه، فسبّح المسبحون، وأنا حاولت "الزغردة" فصفق لي رواد الديوانية، وقالوا "لك مستقبل" فجزاهم الله خيرا. المهم انتظرنا طويلاً لعلنا نجني الرطب من وراء خطابه، فخرج علينا، بعد أشهر في لقاء تلفزيوني مكفهر الملامح، كثيف اللحية "عاقد النونه" قائلا بملء الفم "الكويت لا تسمع"، نطقها بغصة وألم، فشعرنا بالخيبة والإحباط، فكان هذا من صالح رواج الطاقة السلبية، قاتلها الله!
الكويت لم تسمع في حينها، ولن تسمع الى الجلسة الحوارية لأنها غير مكلفة بالاستماع، فنحن نعلم أن الحال في تقهقر دون أن يحمل مسؤولو الحكومة أدنى مسؤولية تجاه مصالح الشعب، وهي على يقين بأنه لا أحد يقوى على زعزعة كرسيها، ولهذا ما الداعي إلى الاستماع إلى هذرات مبادرات الشباب، فمهما قالوا ستبقى في سدة الحكم لتقرر المستقبل، وهم في سجن "تويتر" يغردون في هاشتاق "إياك واليأس من وطنك"!أي حديث عن إصلاح حقيقي وجذري ينتشل البلد مما هو فيه يجب أن يكون على رأس أولوياته حكومة منتخبة، نعم حكومة يختارها الشعب، ويحاسبها الشعب، تكفينا حقبة التجارب التي عشناها لسنين عجاف، وحان وقت تولي الشعب زمام القيادة، وعندئذ ستكون للجلسات الحوارية معنى أعمق، لأنها ستكون عندئذ بطبيعة الحال مسموعة من رئيس الحكومة!