عزز الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي موقفه التجاري الحمائي المتمثل بشعاره "أميركا أولاً"، من خلال أحد أول قراراته كرئيس، والمتمثل في الانسحاب الرسمي من الشراكة عبر المحيط الهادئ.

ويتساءل الاقتصاديون والشركات: كيف ستمضي اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية التي انتقدها ترامب بشدة وتعهد بالتخلي عنها في حملاته الانتخابية؟

Ad

وكشف ترامب الأسبوع الماضي أنه يخطط لعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس المكسيكي إنريك بيناي نيتو بغية إعادة التفاوض حول اتفاقية "نافتا"، وهو اتفاق تجاري عمره 23 سنة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، الذي ألغى بشكل فعلي كل التعرفات بين الدول الثلاث.

وإذا انتهت المفاوضات إلى وضع سيئ لـ"نافتا"، فقد يفضي ذلك إلى حرب تجارية شاملة. وحذر وزير الاقتصاد المكسيكي الأسبوع الماضي من أن بلاده سوف تعكس صورة للإجراء الأميركي في حال تراجع "نافتا"، بحسب وكالة "رويترز".

وسوف تجد العديد من الشركات الأميركية والمكسيكية نفسها في مرمى النيران نتيجة لذلك. وفي ما يلي نظرة إلى الشركات، التي قد تشهد تراجعاً في أرباحها إذا أعيد تنفيذ التعرفة بين تلك الدول:

وتركز هذه القائمة على الشركات الأكثر انكشافاً على المكسيك، التي تبدو الهدف الرئيسي لإعادة التفاوض المشار إليه.

وقال رئيس مجلس الأعمال الاستشاري لترامب، ستيفن شوارزمان، الأسبوع الماضي، إن كندا تتمتع "بوضع خاص"، ويحتمل أن تتضرر بشدة بإعادة المفاوضات – وفقاً لوكالة "رويترز".

والأكثر من ذلك، أن ترامب ركز بصورة كبيرة على الدول، التي قال إنها استوعبت معظم الوظائف الأميركية السنوات القليلة الماضية – وكانت المكسيك واحدة منها.

ويتعين أن نلاحظ أيضاً أن العديد من محللي "وول ستريت" لا يتوقعون أن تنسحب الولايات المتحدة بصورة تامة من "نافتا".

وبعد كل شيء، فإن الاقتصاد الأميركي الحالي يعتمد بشدة على الجارة الجنوبية، وكانت المكسيك ثاني أكبر سوق تصدير للولايات المتحدة وثالث أكبر مورد في سنة 2015 – بحسب مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة. وقال تيري هاينز، من "إيفركور آي اس آي" في رسالة إلى العملاء الأسبوع الماضي: "يتعين على المستثمرين أن يتوقعوا أن تشتمل بيانات ترامب عنصر مرحلة مبكرة من مركز تفاوض".

كانساس سيتي ساثرن

تعد كانساس سيتي ساثرن، وهي شركة مدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" ذات الدخل الأكثر انكشافاً على المكسيك، بحسب جون بترز من فاكت ست، وتساعد شركة الخطوط الحديدية هذه في نقل البضائع بين الولايات المتحدة والمكسيك كما أن حوالي 48.4 في المئة من دخلها مكشوف على المكسيك.

وتعرضت الشركة إلى ضربة منذ انتخاب ترامب وتعثرت أسهم الخطوط الحديدية بعد إعلان شركة "فورد موتورز"، أنها لن تمضي في بناء مصنع في المكسيك بقيمة 1.6 مليار دولار – وهو معمل كانت شريحة المستثمرين في كانساس سيتي ساثرن يتوقعون أن يكون عميلاً جديداً.

وتنسب يونيون باسيفيك إلى المكسيك حوالي 10 في المئة من دخلها، بحسب بترز.

وعلى الرغم من ذلك، فقد ارتفع سهم الشركة بنسبة 14 في المئة منذ انتخاب ترامب، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التوقعات بأن إنتاج الفحم والطاقة في الولايات المتحدة سوف يرتفع.

وقد هبطت أسهم كانساس سيتي بنسبة 7.3 في المئة منذ انتخاب ترامب في الثامن من شهر نوفمبر الماضي. وقد يسهم التراجع عن "نافتا" في تحسين أسعار الكحول بالنسبة إلى مستهلكي الإنتاج الأجنبي منه. وبحسب بابلو زيوانك من مجموعة سصكويهانا المالية، فإن 70 في المئة من أرباح شركة كونستليشن تأتي من استيراد ماركات الجعة المستوردة من المكسيك الى الولايات المتحدة، والتعرفة الأعلى، التي سوف تنجم عن إنهاء "نافتا" يمكن أن تجعل تلك المشروبات أكثر تكلفة بالنسبة إلى المستهلكين، وتفضي بالتالي إلى خفض الطلب.

وهدد ترامب أيضاً بإبعاد الملايين من المهاجرين غير الشرعيين، والذين يحتمل أن تتبعهم عائلاتهم. ويلاحظ زيوانك أن مثل تلك الهجرة سوف تقلص قاعدة المستهلكين في الولايات المتحدة بالنسبة إلى كونستليشن، التي هبطت أسهمها بنسبة 9 في المئة منذ انتخاب ترامب.

ووصف بنك أوف أميركا صانعة قطع غيار السيارات دلفي اوتوموتيف التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، بأنها واحدة من أكثر الأسهم خطورة في ظل رئاسة ترامب، في رسالة نشرها في 9 نوفمبر.

ويرجع ذلك الى أن حوالي 36 في المئة من اجمالي مبيعات دلفي يأتي من الولايات المتحدة ولكن دلفي تخدم السوق على الأغلب من المكسيك – بحسب التقرير السنوي للشركة في عام 2015.

وفيما لدى دلفي 61000 موظف في المكسيك، فإن لديها 5000 موظف فقط في الولايات المتحدة، بحسب تقديم للشركة في شهر يناير. وعلى الرغم من ذلك تماسكت أسهم صانعة قطع غيار السيارات وظلت مستقرة بشكل نسبي منذ انتخاب ترامب ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى تقدم الشركة في ميدان القيادة الذاتية.