قيود ترامب على الهجرة تدخل حيز التنفيذ... وتثير بلبلة عالمية

• القاهرة تمنع 5 عراقيين ويمنياً من السفر إلى أميركا... وخطوط طيران تصدر توجيهات لمواطني الدول الـ7
• فرنسا وألمانيا تعدان «خطة دفاع»
• الأمم المتحدة قلقة
• إيران غاضبة وروحاني ينتقد «الجدران»

نشر في 29-01-2017
آخر تحديث 29-01-2017 | 00:05
ترامب يرفع قرارا تنفيذيا لتطوير القوات المسلحة بعد توقيعه مساء أمس الأول بحضور وزير الدفاع جيمس ماتيس في واشنطن (أ ف ب)
ترامب يرفع قرارا تنفيذيا لتطوير القوات المسلحة بعد توقيعه مساء أمس الأول بحضور وزير الدفاع جيمس ماتيس في واشنطن (أ ف ب)
بدأت مطارات دولية تنفيذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض قيود على دخول المهاجرين واللاجئين مستهدفاً 6 دول عربية وإيران، الأمر الذي أثار ردود فعل قلقة حول العالم، وفسر على نطاق واسع بأنه استهداف للمسلمين.

دخل حيز التنفيذ، أمس، قرار الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بمنع كل اللاجئين من دخول الولايات المتحدة، إضافة إلى مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة، بمن فيهم حملة الإقامات الدائمة «غرين كارت».

وفيما أثارت القرارات بلبلة على المستوى الدولي، وغضبا في الدول المستهدفة، وردود فعل مستنكرة في الداخل الأميركي، بدأت المطارات وخطوط الطيران العالمية تطبيقها واصدار توجيهات خاصة للتكيف معها.

المرسوم التنفيذي

ونشر البيت الأبيض، مساء أمس الأول، مرسوما تنفيذيا بعنوان "حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة". وينص المرسوم على تعليق قبول كل اللاجئين لأربعة أشهر.

وبموجب المرسوم ستمنع السلطات الأميركية لمدة ثلاث سنوات دخول رعايا من سبع دول إسلامية هي العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن، باستثناء الرعايا الذين لديهم تأشيرات دبلوماسية والعاملين في مؤسسات دولية.

وحظر ترامب دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة حتى إشعار آخر، وأمر بتعليق دخول الزائرين القادمين من 7 دول مسلمة لثلاثة أشهر.

وقال ترامب: "إنها تدابير مراقبة جديدة لإبقاء الإرهابيين الإسلاميين المتشددين خارج الولايات المتحدة".

وأضاف: "لا نريدهم هنا، ونريد التأكد بأننا لا نسمح بدخول التهديدات التي يحاربها جنودنا في الخارج إلى بلدنا. لن ننسى ابدا اعتداءات 11 سبتمبر 2001" التي نفذها تنظيم "القاعدة".

واعتبر الرئيس الجمهوري أن المسلمين السوريين وجدوا الطريق أسهل لدخول الولايات المتحدة من المسيحيين السوريين، لافتا إلى أن المتطرفين "يقطعون رؤوس الجميع، خاصة المسيحيين".

وللسنة المالية 2016 كانت إدارة باراك أوباما الديمقراطية استقبلت 84994 لاجئا من جميع أنحاء العالم بينهم أكثر من 10 آلاف سوري.

أما إدارة ترامب فلا تعتزم استقبال "أكثر من 50 ألف لاجئ" في 2017 السنة.

مطار القاهرة

ولم تكد ساعات تمر على توقيع ترامب على قرارات المنع حتى أفادت مصادر في مطار القاهرة بأن خمسة عراقيين ويمنيا منعوا، أمس، من ركوب طائرة لـ"مصر للطيران" في طريقها لنيويورك.

وقالت إن الستة الذين أُوقفوا في القاهرة خلال رحلتهم إلى نيويورك أعيدوا إلى بلديهم رغم أنهم يحملون تأشيرات دخول للولايات المتحدة.

إيران

وأفادت وكالات سفر في طهران، أمس، بأن شركات الطيران الأجنبية تحظر على الإيرانيين التوجه إلى الولايات المتحدة عقب قرار ترامب.

وقالت وكالتا سفر إن طيران الاتحاد وطيران الإمارات والخطوط الجوية التركية أصدرت أوامر بعدم بيع تذاكر للسفر الى الولايات المتحدة، أو السماح للإيرانيين الذين لديهم تأشيرات سفر الى الولايات المتحدة بركوب الطائرات المتجهة الى هذا البلد.

وقالت منظمة الطيران الإيرانية إنها لم تصدر أي تعليمات للخطوط الجوية الإيرانية التي لا تسافر مباشرة الى الولايات المتحدة في غياب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ولأن أكثر من مليون إيراني يعيشون في الولايات المتحدة، تشعر العديد من العائلات بالقلق حول تبعات قرار ترامب.

وقالت طالبة إيرانية تدرس في كاليفورنيا وتزور بلادها حاليا إنها لا تستطيع العودة الى الولايات المتحدة بعد إلغاء تذكرتها بسبب القيود الجديدة.

وصرحت الطالبة التي طلبت عدم كشف اسمها «كانت لدي تذكرة على الخطوط التركية في 4 فبراير، ولكنها ألغيت».

وأضافت: «لقد أبلغت المسؤولين في الجامعة عبر البريد، وفوجئوا. وسيبعثون لي برسالة لكي أحاول السفر من أوروبا».

انتقادات ودفاع

وأثارت الإجراءات الجديدة انتقادات واسعة من جانب منظمات حقوقية وشخصيات بارزة في الولايات المتحدة وحول العالم. وأعلنت منظمات حقوقية أنها ستقاضي الرئيس الأميركي.

وقال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إن "إغلاق الباب أمام اللاجئين يصب في مصلحة من يريدون الضرر للولايات المتحدة".

وانتقد الديمقراطيون مرسوم الرئيس الجمهوري، وقال بن كاردن من لجنة الشوؤن الخارجية في مجلس الشيوخ إن "المرسوم القاسي للرئيس حول اللاجئين يقوض قيمنا الأساسية وتقاليدنا ويهدد أمننا القومي ويثبت جهلا تاما بعمليات التدقيق التي نعتمدها، وهي الأكثر صرامة في العالم".

وأضاف أن هذه السياسة خطيرة على الأجل القصير وستضر بتحالفاتنا وشراكاتنا.

في المقابل، دافع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب بول راين عن قرارات ترامب، وقال: "إننا دولة متعاطفة وادعم برنامج إعادة دمج اللاجئين لكن الأوان قد حان لإعادة تقييم وتشديد عملية التحقق من التأشيرات". وأضاف: "الرئيس ترامب على حق للتحقق من أننا نقوم بكل ما في وسعنا لنعرف من يدخل إلى بلادنا".

أبرز بنود التضييق

تتضمن الأوامر التنفيذية التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب العديد من البنود التي تضيق على المهاجرين وعلى مواطنين قادمين من دول تسكنها غالبية مسلمة، من بينها:

• إيقاف برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة 120 يوما.

• فرض حظر على اللاجئين من سورية، لحين حدوث "تغييرات مهمة تتوافق مع المصلحة الوطنية".

• تعليق السماح بدخول القادمين من العراق وسورية والبلدان التي صُنفت على أنها "مناطق مثيرة للقلق" لمدة 90 يوما.

• تحديد أولويات طلبات اللجوء في المستقبل "بناء على الاضطهاد على أساس ديني" إذا كان الشخص منتميا لأقلية دينية في وطنه.

• تعليق فوري لبرنامج الإعفاء من المقابلة للحصول على تأشيرة الدخول، الذي يسمح للمهاجرين بتجديد تأشيراتهم دون حضور مقابلة.

قلق أوروبي ودولي

ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أوروبا إلى «الرد بحزم» على ترامب.

وقال هولاند على هامش قمة الدول المتوسطية في الاتحاد الأوروبي: «عندما تصدر تصريحات من الرئيس الأميركي بشأن أوروبا، وعندما يتحدث عن تطبيق نموذج بريكست في دول أخرى، أعتقد أن علينا أن نرد على ذلك»، معربا عن الأمل في أن تبدأ أوروبا «حوارا حازما».

في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت اثر لقائه نظيره الألماني سيغمار غابرييل في باريس عن قلق فرنسا وألمانيا بشأن قرارات الرئيس الأميركي حول فرض قيود على دخول اللاجئين للولايات المتحدة.

وقال ايرولت إن "استقبال اللاجئين الفارين من الحرب يشكل جزءا من واجباتنا. علينا أن ننظم أنفسنا لضمان حصول ذلك في شكل متساو وعادل ومتضامن".

وأضاف "سنتواصل مع نظيرنا الأميركي ريكس تيلرسون حين يتم تعيينه لمناقشة الموضوع بندا بندا وإقامة علاقة واضحة"، لافتا إلى انه سيدعو نظيره الأميركي المقبل إلى باريس. ولم يصادق مجلس الشيوخ حتى الآن على تعيين الوزير الجديد.

وشدد ايرولت على الحاجة إلى "الوضوح والانسجام والحزم عند الضرورة للدفاع في الوقت نفسه عن اقتناعاتنا وقيمنا ورؤيتنا للعالم ومصالحنا الفرنسية والألمانية والاوروبية".

وفي بيان مشترك، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للاجئين بأن "البرنامج الأميركي لإعادة الاندماج هو من الأهم في العالم".

وتابع البيان: "الأماكن التي تخصصها كل دولة للاستقبال حيوية. ونأمل مواصلة الولايات المتحدة دورها الريادي والحماية التي تقدمها منذ زمن للهاربين من النزاعات والاضطهادات".

وأضاف أن المنظمتين "على اقتناع راسخ بان اللاجئين يجب أن يتلقوا معاملة عادلة، وفرصا لإعادة ادماجهم أيا كان دينهم أو جنسيتهم أو عرقهم". وأوضحت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، فانينا مايستراسي، أن "مجموعة من الوكالات الاتحادية الأميركية تشارك في العملية التي تنطوي على فحوص مكثفة لخلفيات المتقدمين بطلبات اللجوء".

وأضافت: "أعتقد أن من الإنصاف القول بأن اللاجئين القادمين للولايات المتحدة من أكثر الأفراد خضوعا للفحوص لدى دخول البلاد".

غضب إيراني

في غضون ذلك، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، الداعي لتحسين العلاقات مع الغرب، قرارت الرئيس الأميركي المتعلقة بمنع المهاجرين وبناء الأسوار الحدودية ضمنيا دون أن يسميه.

وقال روحاني، أمس، إن "زمن بناء الجدران بين الدول انقضى". وأضاف في كلمة أعيد بثها عبر التلفزيون الرسمي: "لم نعد اليوم في عصر بناء الجدران بين الدول. لقد نسوا أن جدار برلين سقط قبل بضع سنوات".

وتابع: "علينا ازالة الجدران بين الشعوب. لم يعد العالم اليوم مكانا لتكثيف الفوارق بين الأمم".

إشادة تشيكية

في المقابل، أشاد الرئيس التشيكي ميلوس زيمان، أمس، بالإجراءات التي أعلنها ترامب حول الهجرة، معتبرا أن الأخير يسعى لضمان أمن شعبه. وكتب جيري اوفكاشيك المتحدث باسم الرئيس على موقع "تويتر" إن "ترامب يحمي بلاده، فهو مهتم بأمن مواطنيه. وهو تماما ما لا تفعله النخبة في الاتحاد الاوروبي".

وأضاف اوفكاشيك أن "أمن المواطنين التشيكيين أولوية. لدينا الآن حلفاء في الولايات المتحدة".

«كير»: قرار منع المسلمين تعصب أعمى

هاجم مجلس العلاقات الأميركي الإسلامي «كير»، أمس، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتعليق دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة. وقالت الناطقة باسم المجلس لينا المصري، في بيان أمس: «لا يوجد دليل على أن اللاجئين، وأغلبيتهم يتم التدقيق في خلفياتهم، يشكلون خطرا على أمن وسلامة أمتنا»، لافتة إلى أن «القرار يستند إلى التعصب الأعمى لا إلى الحقائق».

الرئيس يهاجم الإعلام

بدأ دونالد ترامب يومه على «تويتر» أمس عند الثامنة صباحا مهاجما اهم صحيفتين اميركيتين قبل ان يجري سلسلة اتصالات هاتفية مهمة مع قادة دوليين بينهم فلاديمير بوتين.

ونشر ترامب تغريدات اتهم فيها صحيفتي و«اشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» بـ«عدم النزاهة».

وانتقد الصحيفتين «لانهما اخطأتا في تقييمه منذ البداية، وحتى الان لم تغيرا مواقفهما ولن تفعلا مستقبلا، إنهما غير نزيهتين». وكرر ذلك في ثلاث تغريدات وهاجم «نيويورك تايمز» لأنها توقعت «هزيمته في الانتخابات التمهيدية وفي الاقتراع. (وهذه) معلومات خاطئة!».

مطارات أميركية تحتجز قادمين

موظف في مطار نيويورك لعراقي: اتصل بالسيد ترامب!

احتجزت السلطات في عدد من المطارات الأميركية أوائل الواصلين إلى الأراضي الأميركية غداة قرار ترامب. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن من بين هؤلاء عراقيين اثنين احتجزا بمطار كنيدي في نيويورك.

وأوضحت الصحيفة أن أحد هذين الشخصين، واسمه حامد خالد درويش، عمل في الماضي 10 سنوات لصالح الحكومة الأميركية في العراق، بينما توجه الثاني، واسمه حيدر سمير عبدالخالق الشاوي، إلى الولايات المتحدة لينضم إلى زوجته وولده، حيث تعمل زوجته لدى شركة أميركية بمقتضى عقد. وقال محاميا الشخصين إنهما منعا من اللقاء بموكليهما، موضحين أن أحد موظفي المطار قال لهما: «اتصلا بالسيد ترامب»

زعيم الديمقراطيين في «الشيوخ»: حظر للمسلمين

اعتبر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور تشاك شومر، توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب القرار الرئاسي التنفيذي بشأن حظر دخول مواطنين من ستة دول عربية إضافة إلى إيران "حظرا على المسلمين"، ووصفه بأنه "أحد أكثر القرارات التنفيذية الرئاسية رجعية".

وقال شومر، في بيان، إن "الدموع تنهمر على خدي تمثال الحرية، بعد أن كان ترحيب أميركا بالمهاجرين موجوداً منذ التأسيس، والآن تم الدوس على ذلك. استقبال اللاجئين والمهاجرين ليس عملا إنسانيا فقط بل أيضا أدى إلى تحفيز اقتصادنا وخلق فرص عمل على مدار عقود من الزمن".

back to top