منذ بدأ العراقيون ينزحون عن مناطقهم سارعت دولة الكويت لاغاثتهم حيث أنه لا يمر يوم إلا وتتدفق المساعدات الكويتية على المخيمات والمجمعات السكنية التي يقيم فيها النازحون والتي يجول عليها المتطوعون الكويتيون الذين يعملون بتفان ودون كلل بل أنهم يشعرون بالراحة عندما ينجزون العمل الخيري والانساني.
ولجمعية الهلال الأحمر الكويتي التي احتفلت قبل أيام بذكرى ميلادها الواحد والخمسين باع طويل في مجال تقديم المعونات الانسانية في جميع بقاع العالم وهي لم تستثن العراق وإقليم كردستان من خدماتها الإنسانية.وبهذا الصدد، قال مدير ادارة الكوارث والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الكويتي يوسف المعراج في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أنه مع تزايد عدد النازحين العراقيين جراء العمليات العسكرية سارعت الجمعية إلى وضع خطة اغاثية نجحت عبرها من ايصال أولى المساعدات الانسانية المقدمة من دولة الكويت إلى إقليم كردستان منتصف عام 2015 ومنذ ذلك الحين تم تقديم آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية إلى النازحين في جميع أنحاء الإقليم ومناطق واسعة من العراق أيضاً.وأشار المعراج إلى أن العمل الإنساني يشعر المرء بالراحة إذ أنه من خلاله يمد يد العون إلى من هم بحاجة له مؤكداً على أن ذلك الشعور لا يوصف.وأضاف أنه وخلال تجربته الطويلة في مجال الاغاثة وتنقله بين عدة دول لاغاثة اللاجئين والمحتاجين لم يشعر يوماً بالتعب بل بالعكس شعر بالاطمئنان إلى أن هناك من يسانده في هذا العمل إلا وهم المانحون من أبناء البلد الذين هم خير عون لهم.وأوضح أن النازحين العراقيين في اقليم كردستان والعراق بحاجة ماسة للمساعدات «لذا نرى أنه من واجبنا مد يد العون والمساعدة لهم ودراسة احتياجاتهم والسعي من أجل تلبيتها وتحسين المساعدات وتنويعها مستقبلاً».يشار إلى أن التطوع ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الجماهير وإيجابيتها لذلك يؤخذ مؤشر للحكم على مدى تقدم الشعوب كما أنه إبراز للصورة الإنسانية للمجتمع وتدعيم التكامل بين الناس وتأكيد اللمسة الحانية المجردة من الصراع والمنافسة.أما المتطوع بجمعية الهلال الأحمر الكويتي عدنان عبدالله أحمد الذي كان يوثق النشاطات والمساعدات الانسانية للجمعية بعدسة كاميرته فقد عبر في تصريح مماثل لـ (كونا) عن سعادته بوصوله إلى منطقة اقليم كردستان لمساعدة النازحين في الإقليم، مشيراً إلى أن رؤية الكثير من النازحين وهم بحاجة إلى المواد الأساسية مثل المواد الغذائية والوقود للتدفئة أمر مؤلم للغاية.وأضاف احمد «أني سعيد بمجيئي إلى هنا لايصال المساعدات إليهم وهم بأمس الحاجة إليها لكن في الوقت نفسه يؤلمني أن أرى الناس مشردة تاركة بيوتها مضطرة فنقوم بالتخفيف بعض الشيء من معاناتهم وأتمنى أن نسعى من أجل تغطية جميع احتياجاتهم».ولفت أحمد الذي يعمل كمتطوع في الجمعية منذ أكثر من 15 سنة إلى أنه لاحظ علامات الارتياح على وجوه النازحين عندما يتسلمون حصصهم من المساعدات المقدمة إليهم من قبل الهلال الأحمر الكويتي وأن هذه الراحة نابعة من أن هناك أشقاء لهم يقفون بجانبهم وقت الشدة لمساعدتهم «وأنا سمعت من الكثير منهم كلمات الشكر والعرفان لدولة الكويت على تقديم المساعدات الانسانية إليهم وأتمنى أن تنفرج الأزمة في العراق لتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم».من جانبه، قال العضو المتطوع ثامر الصواغ الذي كان يساعد النازحين الذين لا يستطيعون حمل السلات الغذائية المقدمة لهم «أنا سعيد لأني أتيت إلى هنا لمساعدة من هم بحاجة»، مضيفاً أنه «خلال تجوالنا في المخيمات الخاصة بالنازحين لاحظنا أن وضعهم ليس على ما يرام لأنهم يعانون من نقص شديد في العديد من المواد الضرورية خصوصاً في هذا الجو البارد».وأكد الصواغ أنه يشعر بالارتياح عندما يرى البسمة على وجوه النازحين لدى مساعدتهم.بدوره، قال المتطوع أحمد المطيري الذي كان منهمكاً بصب مادة النفط للنازحين «فرحتي كبيرة بأن أساهم ولو بقدر بسيط في التخفيف من معاناة أشقائي الذين هم بحاجة الى المساعدة».وأضاف المطيري «أن المسافة بيننا لم تكن حائلاً دون الوصول إليهم لتقديم المساعدات لهم حيث أننا وصلنا إلى أبعد نقطة يتواجد فيها النازحون على الحدود العراقية التركية لايصال المساعدات إليهم».يُذكر أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي وزعت حتى الآن أكثر من 130 سلة غذائية على عدد كبير من النازحين إضافة إلى قيامها بعمليات جراحية لعدد آخر منهم كما عملت على تأمين سيارت الاسعاف لتسهيل تنقل النازحين في المخيمات وأبرمت عقداً مع إحدى الشركات العاملة في كردستان لبناء ثلاثة مراكز صحية للنازحين في مخيمات الاقليم.
آخر الأخبار
الجهد الكبير للمتطوعين الكويتيين مثال للعمل الإنساني
29-01-2017