الكويت مدينة حيوية
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
هذه الحيوية تجعلها مدينة شابة محبوبة خفيفة الدم، فيها شيء من طيش المراهقة وحب المغامرات وجنوح الخيال لريادة الكسب والنجاح. ومع الانفتاح الكبير على العالم الإلكتروني انزاحت التحفظات التقليدية لأغلبية الأسر الكويتية، فاندفع الشباب من الجنسين إلى ميادين العمل، بكل أشكاله وتنوعاته، ولم تعد هناك نظرة دونية لمن يعمل في أي مهنة كانت، فأصبحت الأسر تتباهى بابنها أو ابنتها الطباخة الملقبة بـ"الشيف" الماهر فلان أو فلانة، أو صاحبة الكافيه أو مديرة الصالون أو المطعم ومهن كثيرة متنوعة.ومع تمويل المشروعات الصغيرة ازدادت الأفكار، ودخلت مشاريع متعددة على المجتمع الكويتي، وكل هذه الأعمال التي ابتدرها الشباب جديدة ومختلفة على سوق العمل الكويتي والخليجي، فمثلا بعد إغراق السوق بمختلف أنواع محلات الحلويات والمطاعم والكافيهات وصالونات التجميل واتيليهات التفصيل والخياطة، حتى تشبع تماما وفاض عن حاجته، جاءت أفكار جديدة أفضل بكثير من سابقتها، انتبه مجموعة أخرى من الشباب إلى سوق عمل بعيد عن الأكل ومضار السمنة، فتوجهوا إلى افتتاح نوادٍ خاصة للرياضة، بكل أنواعها، والأهم هو توجه بعضهم إلى إنشاء أندية للأطفال من عمر سنة إلى 14 سنة، تشمل جميع أنواع الرياضة، ما سيخلق جيلا رياضيا منذ سنوات الطفولة الأولى، وهذه هي مرحلة التأسيس المهمة في حياته.وهناك من اتجه إلى زراعة المحاصيل الزراعية الخالية من الأسمدة الكيماوية، أي الزراعة العضوية "الاورجانك"، وفتحت محلات ومطاعم تقدم أطعمة كلها معتمدة على هذا الإنتاج الزراعي النظيف، وهناك من قام بفتح كافيهات تقدم عصير الخضراوات، وهو "الترند" الجديد والصرعة العالمية للعودة إلى الطبيعة، بإحلال الخضراوات بدلا من أكل اللحوم الحمراء والبيضاء المشبعة بالهرمونات، أو لحوم الأسماك المتلوثة بالزئبق، ومقاطعة الملح والسكر نهائيا، ما يدل على تغير الوعي الصحي لدى الشباب.قفزة الوعي هذه حتما ستؤدي إلى تغيرات تصحح طبيعة ونوعية التغذية المستقبلية في الكويت، وهذا الوعي بات ثقافة صحية رياضية جديدة تجتاح الشباب الكويتي وتنتشر منهم لأهاليهم ومعارفهم.شيء جميل أن تصبح التجارة والكسب في مصلحة صحة الإنسان، وليست ضده، ثقافة سلوكيات الوعي الصحي الجديد ستجتاح الكويت وتغطيها في السنوات المقبلة، ومنها كالعادة ستنتقل العدوى إلى جيراننا الأعزاء الذين ينظرون إلى الكويت كمصدر "للفناتك".